سَلِمَتْ يَدَاكِ..
سَلِمَتْ شِفَاهٌ مِنْهَا العِطْرُ يَتَعَطَّرْ،
وُتَسْلَمُ أَنَامِلُ الحُبِّ الَّتِي،
بَينَ شَعْرِ صَدْرِي بِكُلِّ وَقَارٍ تَتَمَخْتَرْ،
وَتَسْلَمُ عُيُونٌ مِنْهَا الدِفْئُ..
وَشَبَقٌ عَرَبِيُّ الهَوَى يَتَمَطَّرْ،
هَذَا صَدْرِي..
لَكِ وَطَنٌ.. ثُورِي فِيهِ،
لَا حُرِّيَّةَ لِمَنْ فِي وَطَنِهِ لَمْ يَتَحَرَّرْ،
لَا حَضَارَةَ لِمَنْ فِي الحُبِّ لَمْ يَتَحَضَّرْ،
ثُورِي فِيهِ..
وَاَرْمِي جَسَدِي بِسَعِيرِ شَفَتَيْكِ،
فَقَدْ مَضَى زَمَنُ الخَوفِ،
وَإِنْهَارَ صَنَمُ الحَرَامِ وَتَكَسَّرْ،
ثُورِي يَا إِمْرَأَةً ثُورِي..
شُقِّي صَدْرِي بِرَحِيقِ أَنْفَاسِكِ،
وَاَزْرَعِي فِيهِ بَرَاعِمَ الجُورِيِّ،
شُقِّي وَجْهَ السَّحَابِ،
فُكِّي قَيدَ الفَرَاشَاتِ،
وَرَشْرِشِي أَحْلَامَكِ بِأَفْخَرِ العُطُورِ،
ثُورِي عَلَى صَدْرِي..
إِنَّ رُوحِي تَثُورُ حِينَمَا تَثُورِي،
إِنَّ دَمِي يَفُورُ حِينَمَا تَفُورِي،
أُرْقُصِي عَلَى جَسَدِي كَنَحْلَةٍ،
وَعَطِّرِي بِرَحِيقِكِ زُهُورِي،
ثُورِي..
إِنِّي أَشْتَهِيكِ حِينَمَا تَثُورِي،
إِنِّي أَسْتَحْلِيكِ مِنْ بَينِ نِسَاءِ الأَرْضِ قَاطِبَةً،
فِي أَعْمَاقِ جُذُورِي،
ثُورِي..
وَاَجْعَلِي مِنْ صَدْرِي بُرْكَانً صَاخِبً،
يَحْرِقُ كُلَّ مَنْ لِلحُبِّ قَدْ تَنَكَّرْ،
ثُورِي.. إِنَّ زَمَنَ الخَوفِ،
قَدْ دَهَسْنَاهُ بِنِعَالِنَا،
أَصْبَحَ رَمَادً، وَتَبَخَّرْ.
جان برو