ضَعِي يَدَكِ المُرْتَعِشَةَ عَلَى صَدْرِي..
عَلَى شَفَتِي عَلَى شَعْرِي،
فَلَمْ أَعُدْ أُطِيقُ الإِنْتِظَارْ،
تَفَحَّصِينِي جَيِّدً، أَلَمْ أنْضُجْ بِمَا يَكْفِي،
حَتَّى تَرْفَعِي عَنْ وَجْهِكِ يَا مَلَاكِي الخِمَارْ،
حَتَّى تَأذَنِي بِبَدْءِ الرَّبِيعِ،
بِبَدْءِ إِنْتِفَاضَةِ القُلَوبِ الحُمْرِ،
وَتَكْسِرِي القُيُودَ فِي نُفُوسِ العَبِيدِ،
وَفِي نُفُوسِ الأَحْرَارْ،
هَيَّا خُذِي المُبَادَرَةْ.. كُونِي كَمَا عَهِدْتُكِ،
لَا تَتَرَدَّدِي فِي إِتِّخَاذِ القَرَارْ،
لَنْ يَفْعَلْهَا سِوَاكِ..
أَنْتِ مَنْ سَيُشْعِلُ قُلُوبَ العَاشِقِينَ ثَورَةً،
أَنْتِ مَنْ سَتَكُونِينَ لِثَورَةِ الحُبِّ شَرَارْ،
هَيَّا إِنْهَضِي وَقَرِّرِي زَمَنَ الحُبِّ،
وَاِرْفَعِي عَنْ زَهْرَةِ اليَاسَمِينِ السِّتَارْ،
لَا تَهْتَمِّي يَا عَزِيزَتِي.. أَنَا جَيْشُكِ،
لَنْ تَكُونِي وَحْدَكِ فِي وَجْهِ الإعْصَارْ،
أَنَا مَنْ سَيُطْفِئُ حَرِيقَ شَفَتَيكِ،
أَنَا مَنْ سَيَذُبُّ هِجَاءَ الثَّعَالِبِ عَنْكِ،
وَأَنَا مَنْ سَيُخْمِدُ فِي أَحْشَائِكِ النَّارْ،
سَأَنْتَصِرُ لَكِ عَلَى الحُزْنِ،
سَأَسْحَقُ لَكِ مَنْ صَنَعَ مِنْ أُمَتِي قَطِيعَ بَهَالِيلٍ،
وَسَأَنْتَقِمُ لَكِ مِنْ سُيُوفِ التَّتَارْ،
هَاتِي يَدَاكِ..
إِنِّي أَذُوبُ شَوقً لِتَقْبِيلِ شَفَتَاكِ،
إِنِّي أَذُوبُ شَوقً، إِنِّي أَحْتَرِقُ تَوقً،
لِإِعْلَاءِ كَلِمَةِ الحَقِّ فِي نُصْرَةِ نَهْدَاكِ،
هَاتِي يَدَاكِ..
وَإِمْسَحِي الدَّمْعَةَ المَجْرُوحَةَ فِي عَيْنِي،
بِأَنَامِلِكِ الصِّغَارْ،
ثُمَّ أَعْلِنِي عَلَى الدَّهْمَاءِ بَدْأَ المَعْرَكَةْ،
لِيَعْلَمَ المُشَعْوِذِونَ أنَّ مَصِيرَهُمْ هُوَ ألتَّهْلُكَةْ،
وَأَنَّهُ قَدْ إِنْهَارَتْ مِنْ حَولِهِمْ الأَسْوارْ،
وَلِيَعْلَمُوا أَنَّ ثَورَةَ الحُبِّ عَلَى حِقْدِهِمْ لِلأُنُوثَةِ قَدْ بَدَأَتْ،
وَإِنَّ نَحْنُ لَهَا، وَنَحْنُ لَهَا جُنْدٌ، وَنَحْنُ لَهَا لَثُوَّارْ،
هَاتِي يَدَاكِ يَاسَيِّدَتِي وَإفْتَخِرِي بِأُنُوثَتِكِ،
فَالأُنُوثَةُ مِصْبَاحٌ بِهَا الرُّوحُ تَأْنَسُ،
وَبِهَا الحَيَاةُ تُنَارْ،
إِفْتَخِرِي بِأُنُوثَتِكِ يَا إِمْرَأةْ..
فَأَنْتِ الغُصَّةُ الكُبْرَى فِي حَلْقِ الأَشْرَارْ،
إِفْتَخِرِي بِأُنُوثَتِكِ وَتَبَاهِي بِهَا،
فَفُحُولَةُ الجُّبَنَاءِ لَيسَ لَهَا إِلَا الخِسَةَ،
وَالنَذَالَةَ، وَالعُهْرَ إِفْتِخَارْ،
رُجُولَتُهُمْ، وَشَرَفُهُمْ، وَشَجَاعَتُهُمْ بَينَ أَفْخَاذِهِمْ،
فَهَلْ هُنَاكَ مِنْ خِزْيٍ، وَعَارٍ،
أَقْسَى وَأبْشَعُ مِنْ هَذَا العَارْ..
يَالِلعَارْ يَالِلعَارْ، أُمَّةٌ أَرْقَى أَمَانِيهَا،
شَمْشَمَةٌ، وَحَمْحَمَةٌ، وَدَنْدَنةٌ تَحْتَ الزِّنَارْ،
يَالِلعَارْ يَالِلعَارْ..
إِنْهَضِي.. مَنْ هَؤُلَاءِ الرِّعَاعِ؟
حَتَّى يُعْدِمُوا ضَفَائِرَكِ،
حَتَّى يَسْلِبَوا النُّورَ مِنْ عَيْنَيْكِ،
مَنْ هَؤُلَاءِ الأَمِعَاتِ الأَبْقَارْ،
إِنْهَضِي.. لِنَدُكَّ حُصُونَ الكَبْتِ فِي عُقُولِهِم،
وَنَحْرِقَ عَمَائِمَهُمْ المُتَعَفِنَةَ،
وَنَنْفُضَ عَنْ اَحْلَامِنَا الغُبَارْ،
لِنَرْقُصَ رَقْصَةَ النَّصْرِ عَلَى جُثَّةِ تَخَلُّفِهِمْ،
وَنُعْدِمَ فِي سَاحَةِ الحُرِّيَةِ، سَيفَهُمْ المَكَّارْ،
هَاتِي يَدَاكِ يَا أُنْثَى..
فَفِي حَلَبَاتِ النَّصْرِ يَنْتَظِرُنَا الرِّفَاقْ،
لِتُلْقِي فِي قُلُوبِهِمْ وُرُودَ الحُبِّ،
وَتُلْقِي عَلَى مَسَامِعِهِمْ،
قَصَائِدَ الإِنْتِصَارْ.
جان برو