أظن أن مآلات دور الخطاب الإسلامي في زعمه وإصراره الإعلامي على قيادة ( الربيع العربي) وزعامته من حيث تبني الإعلام العربي وحاصة ( الجزيرة ) لهذه الأطروحة الأخوانية بعد تخلي العربية السعودية عن الأخوان سابقا، وتخليهم عن الوهابية لاحقا، بعد إعلان و لي العهد الأميرالتحديثي الشاب محمد بن سلمان أن ( الجهادية السلفية ) والوهابية، لم تكن سياسة سعوددية ( أصولية سلفية بحتة) ، بل كانت تهيكل شكل إطار تمفصل السعودية في التحالف الدولي الغربي الأمريكي ضد الشيوعية السوفيتية في أفعانستان في إطار الحرب الباردة التي كانت السعودية في حلفها الغربي ……وعلى هذا إن كان ثمة هزيمة لثورات الربيع العربي فهي هزيمة قيادته ( الإسلامويةالسياسية) وفق خطابها المعلن أنها هي قيادته ، بينمانحن الوطنيين المدنيين الديموقراطيين في الثورة ، نعتبر أن الثورات لم تفشل لأن( الثورات ليست انقلابات عسكرية أو قومات أهلية عصبوية أهلية ما قبل مدنية ) ، بل الثورات مجموعة انعطافات تراكمية تتراكم لتبلغ ذروتها نوعيا في الفكر والممارسة (قد تمتد إلى عقود كما الثورة الفرنسية) ،حيث يكفي أن الشعوب العربية انتصرت على ( كساحها الرهابي أمام وحشية ودموية أنظمتها العسكرية الأمنية الرعاعية ) منذ الأيام التي بدأت تطلق النار على شعوبها، لنعتبر أن الثورة قد انتصرت من أيامها الأولى ، لأنها فتحت أبواب الحرية و كشفت أهمية الحرية كقيمة تستحق العيش والموت من أجله …………
ثلاث محطات ساخرة في القرن العشرين حول المسار الفكري للأسلام وانكساراته ككل انكسارات تيارات الفكر العربي الأخرى القومي واليساري والليبرالي :
المحطة الأولى تتمثل باللقاء الشهير بين أهم شخصيتين في الغرب (المندوب السامي لبريطاني الأبرز في تاريخ الانكليز ومصر كرومر) والشرق ( الإمام محمد عبده الذي ألفنا عنه كتابا تحت عنوان محمد عبده إمام الحداثة والدستور) حيث يجري الحديث عن قيام صداقة بينهما ( ربما صداقة عقول النخبة المتميزة الغربي والشرقي ) سيما أن هذا الغربي ( كرومر ) هو الذي أشرف على قيام وتأسيس الجامعة المصرية، ومن خلال نموذجها تم بناء التعليم الجامعي العربي عموما ، الذي أراده كرومر (أصيلا في خصوصيته التي تحترم وتبجل الهوية العقلية الماضوية للشعوب العربية والإسلامية لتبقى هي هوية نظرتهم المستقبلية لذاتهم وللآخر) حيث شكل كرومر لجنة كلفها بدراسة خصائض بنية العقل العربي فبل راحلناا الجابري بقرن، وفد خلصت هذه اللجنة إلى أن العقل العربي يميل (إلى الإيمان والاعتقاد وليس التحليل والبرهان، إلى الحفظ والتكرار وليس الفهم والاستنتاج ، وأنه يقدس الحرف المطبوع ، وخاصة الحرف الذي يحيل للمعنى القديم للدلالة وتقديس كل ما فله صلة بالماضي )….
وفق منظوركرومرهذا ، دعا الأخيرالإمام متخابثا قائلا :هل فعلا أنتم المسلمون تعتقدون أن كل شيء في القرآن ؟ قال الإمام عبدة: بلى المسلمون يعتقدون ذلك !!! في هذه اللحظة حضر سكرتير(كرومر ويدعى ( كوك) وهويحمل الشاي، فعلق كرومر مازحا بخبث على فكرة وجود كل شيء في القرآن ….قائلا كل شيء كل شيء موجود في القرآن بما فيه السيد ( كوك) فقال الإمام هازئا : نعم بما فيهم السيد “كوك ” … حيث هناك آية في القرآن من سورة الحمعة ( وتركوك قائما ) وضحك الإمام ساخرا من ( تذاكي كرومر) وبدلا من أن يسخر المندوب السامي من الشيخ المعمم ، ضحك الشيخ من كرومروأخجله من سذاجة دعابته بكل ثقة العالم الواثق من نفسه وثقافته وحضارته ….!!!!
في زمن انهيار الأزهر في الزمن ( العسكري ) الثوري الخمسيني الذي جمع الجميع في السجون ( علمانيين واخوانيين – يساريييين- ويمينيين –مسلمين وأقباط )، يروي سجناء تلك المرحلة عن الشيخ الداعية الشهير محمد كشك ، كان بدلا من أن يعبر عن روح التضامن مع زملائه ( الأقباط) في محنة السجن التي جمعتهم فيها أحلام الحرية ، كان عندما يلتقي قساوسة الاقباط يتظاهر أنه يقرأ القرآن ، فيردد أية من سورة يوسف ( إن أبانا لفي ضلال مبين ) ساخرا مؤذيا القس زميل السجن ، ومؤذيا قداسة القرآن عندما يتلاعب ساخرا بآيات القرآن ومعانيها ودلالاتها ليضجك زملاءه المساجين الغلابة من هذا القس (الصليبي) حسب تعبير فقيه الأخوان الأكبراليوم (وجدي غنيم ) وهو يروي الحادثة ضاحكا مقهقها اعجابا بالشيخ كشك وخفة دمه في استخدامه الساخر في توجيه معاني النص المقدس ( الوحي) ….وهو ما سنحدث عنه الفاريء في الحلقة القادمة …….. !!