ثلاثة اصدارات حديثة لحسن السيرة والسلوك

يقال والعهدة على من قال ان احد المحامين كان سيء الحظ في عمله حيث لم يستطع ان يسد رمق عائلته فقد كان محاميا مغمورا لم يسمع به احد. فطلب ذات يوم استشارة احد اصدقائه المعروفين بالنزاهة فرد عليه بايجاز: الحل بسيط ياصديقي علق لوحة على باب مكتبك واكتب عليها”اسرق وستخرج انت المسروق”.

قبل الاستطراد هناك سؤال محير فلأول مرة نسمع عن مجلس برطمان يصدر لأئحة بضرورة حسن سيرة وسلوك باعضائه.

يقول الخبر “اعدّ مجلس النواب العراقي مدونة (قواعد السلوك النيابي) تتضمن أوامر ونصائح وتعليمات للنواب حول الاسس التي يجب ينطلق منها النائب في تصرفاته داخل و خارج قبة البرلمان محددة معايير سلوكية للنائب”.

حلو.. يعني انقلب مجلس البرطمان الموقر الى مدرسة تربوية خاصة تنظم سلوكيات الطلاب.

ويقال ان سبب اصدار هذه المدونة هو الحيلولة دون تحويل الخلافات الى صراعات ونزاعات وصلت في الكثير من الحالات الى مناوشات واعتداءات ومعارك بين الاعضاء استخدم فيها الضرب بالأيدي والأحذية.

ماعلينا..

عودة الى مقدمة هذا الموضوع نجد ان محكمة النزاهة اصدرت خمسة اوامر القاء قبض على مديري الشركات المجهزة لاجهزة الكشف عن المتفجرات ورئيس شركة اس تي سي البريطانية جيم ماركورميك.

غريبة؟ أي قاض هذا الذي يصدر اوامر القاء قبض على اشخاص خارج مؤسسة الدولة ويترك اللصوص في وزارة الدفاع والداخلية والنفط وغيرها.

أي نزاهة هذه؟.

أن الاسماء التي اعلن عنها سابقا تدير شركات خاصة وهمها الوحيد استلام العمولة من اصحاب السيادة فماذا عن الباقين؟.

هل الشعب العراقي “قشمر” لنقول له ” ان”اوامر القبض تتيح للاجهزة الامنية القاء القبض على هؤلاء واحضارهم للمثول امام القضاء؟.

وهل ستصفق عوائل الضحايا لوزارة الداخلية حين قالت بالامس ان” وزارة الداخلية سوف لن تتردد في الضرب على أيدي المفسدين بحزم وقوة”.

ياحبيبي.. ضرب الحبيب مثل الزبيب.

فاصل سلفي:في بيان طويل وعريض لقائد السلفية في كوردستان “ابو حرب” أعتبر المحاولات الجارية لابعاد مسعود البارزاني من منصبة كرئيس لاقليم كوردستان منافية للشريعة الإسلامية مستندا على مجموعة من الاحاديث و الايات التي نزلت عندما كان (الكفار) يسيطرون على البلدان و كان الصراع قائما بين المسلمين والكفار.

ولم يكتف هذا الاخ “الامعط” بذلك بل تمادى بالقول ان”على المسلمين أطاعة القائد المسلم ولو كان جائرا و يسرق المال العام و لا يجب أن نحاول تغييرة بل توجية النصيحة و الموعظة الحسنة و الدعاء له و أن لم يستمع الى الشعب فعلى الشعب أن لا يعمل حسب أوامره الجائرة في قلوبنا.

ديروا بالكم أطيعوا الحاكم حتى ولو كان لصا وظالما وجائرا وابن…..

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in فكر حر, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.