تقول الدكتورة نوال السعداوي بأن كلمة ” لماذا ” محرمة في التعليم. وأضيف بأنها ’محرمة أيضا في الثقافة العامة, وللأسف تكاد تختفي من قاموس المثقفين خوفا من بطش المجتمع والدولة.
في إعتقادي أن كلمة لماذا ترتبط إرتباطا وثيقا بكلمة حرية.
الحرية مبدأ وقيمة من الممكن ان تكون كلمة ’تلف بسلاسل من ذهب ترتضيها المرأة ’مقابل كل نفقات معيشتها. ولكن حقيقة الحرية تكمن في تصالح الأنا التصالح النفسي الباطني مع العقل والوصول النفسي إلى سلام مع النفس ومع المجتمع من حولها.. لإثراء المجتمع بصحة نفسية تجعل من التعايش رحمة للجميع.. المسؤؤول الأول عن إثراء هذه الحرية هو البيت والمحيط من حوله أي المجتمع.. ولكي تزدهرهذه المجتمعات يأتي دور الدولة في حماية هذه الحريات من خلال المساواة والعدالة للوصول إلى ثقافة مجتمعية تحترام القانون الواحد بين المواطنين. وهنا يكمن فشل الدول العربية في التغيير المجتمعي لتمسكها بقوانين مع علمها اليقيني بعدم صلاحيتها للعصر..
بالنسبة للمرأة سأقتصر على تمكين الرجل من التعدد من خلال قانون يستند إلى تفسيرات فقهية إنتهت مدة صلاحيتها.
فمثلا في قانون إقرار تعدد الزوجات حتى مع وجود شروط تعجيزية مثل العدل؟؟؟ وحق المرأة أن تضع شروطها وقت عقد الزواج.. فأعتقد أنه حان الوقت لوقوف مشرّعي القوانين لحظة للتساؤل لماذا؟؟؟؟ إذا كان كان الاسلام لا يهين المرأه ولا يؤذيها بالتعدد فلماذا رفض محمد ( سلام الله عليه ) لزوج ابنته فاطمه ان يتزوج عليها رفضا قاطعا وقال ان ما يؤذي ابنتي يؤذيني (إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، إلا أن يحب ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي، وينكح ابنتهم، فإنما ابنتي بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني مايؤذيها).
بالنسبة لحقها في إشتراط عدم الزواج بثانية فهو خاضع للتبرير.. تحت مقولة تحريم المباح؟؟ اما بالنسبة لإشتراط العمل بعد الزواج “”” وفرن في بيوتكن “””؟؟؟
من خلال مقالاتي السابقة والأخيرة عن التعدد بالتحديد إتهمني احد المعلقين بالكفر ما دمت أنكر معلوما من الدين؟؟؟ وهي أكثر الوسائل التي يستعملها بعض المعلقين للترهيب وثني المدافعين عن الحقوق عن الكتابة ,, ولكني اود التاكيد بأنه لن ’يرهبني ولن ’يثنيني عن الكتابة ومحاولة الوصول إلى العقل العربي شيء..
المنطقة العربية تعيش إنتكاسة حضارية تؤثر على مواطنيها تأثيرا مباشرا سواء التاثيرات السياسية التي من خلالها ’تحكم قبضة الحكام على المواطنين بحيث يضمن الحكام دوران هؤلاء المواطنين في حلقة مفرغه من الجهل والفقر لضمان إستمرارية حكومات فاسدة لم ’تقدم لمواطنها سوى الذل؟؟ كما في الأمثله التالية..
كنت في زيارة للملكة الأردنية خلال الثمانينات أثناء الإحتفال بتولي الملك الراحل الحسين بن طلال ( رحمه الله ) العرش.. وبرغم إحترامي العميق لجلالته, وجهلي بمتطلبات السياسة الأولى وهو الولاء الأعمى. إلا أنني لم أستطيع أن أمنع نفسي من الإندهاش الكبير كيف يتقبل جلالته مثل تلك الأغنية التي كانت ’تذاع بإستمرار.. تتغنى بفضائله وتؤكد بأنه إبن النبي محمد (عليه السلام ).
الصاعقة الثانية كانت بعدها بسنوات.حين شاهدت طابور الوزراء ورجال السلطة ينحنون لتقبيل يد الملك المغربي الحسن الثاني ( والد الملك الحالي ). وكيف أطلق على نفسه لقب أمير المؤمنين؟
وأؤمن إيمانا عميقا بان هدف هذه الممارسات ليس سوى تأكيد ذل الإنسان العربي لولي نعمته ولضمان الطاعة العمياء.
أما الرئيس الراحل محمد السادات فقد إكتفى بلقب الرئيس المؤمن..
كلهم رحل بدون ان يحقق الكثير لشعبه برغم حياتهم المرفهه والمترفة ومعرفتهم العميقة بالتطور العلمي والعالمي من حولهم وإرسال أبناؤهم للتعلم في الدول الغير مؤمنة؟؟
تفاجئت مرة اخرى اليوم بإمام مسجد في زنجبار ’يطلق على ملك المغرب الحالي لقب ” حفيد رسول الله ” مستندا في خطبته إلى حديث ” (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) وفي بعض الروايات زاد وعترتي أي ذريتي.”
السؤال هو إلى متى يبقى الزعماء العرب يضللون العامه بإدعاءات النسب لآل البيت بينما هم أكثر المعوقين لأي عملية تنمية بشرية لشعوبهم خوفا على مناصبهم؟؟؟؟؟
أما التأثيرات الإقتصادية التي نرى آثارها واضحة في توقف السياحة في المنطقة العربية كلها.. مصر وتونس والمغرب وغيرها لخوف السائح حتى من المواطن البسيط الذي كل همه لقمة عيش.. ولكن أيضا خوفا من الدولة التي لا تلتزم بالقوانين الدولية في تحقيقاتها و تحاول التغطية على جرائم البعض من مسوؤليها كما حصل مع المواطن الإيطالي الذي ’قتل في مصر.. أما المواطنين الحاملين لجوازات غربية ولكنهم من أصول عربية فقد ’يصبحوا عرضة للإعتقال بمجرد شكوك؟؟
المنطقة العربية كلها بلا إستثناء تنتقل من كارثة إلى أخرى. فهل نقف ساكتين مع علمنا اليقيني بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.. أليس من حق أهلنا وأهالينا إذا كنا نتشدق بالقومية أن نعمل على توعية الشعوب ومحاولة تغيير ثقافة العنف والتعصب ونحن نعلم بانها السد المنيع الذي يقف امامنا وأمام إحترامنا في العالم كشعوب مثلها مثل بقية خلق الله؟
مجتمعاتنا بحاجة ماسة إلى النور والتنوير, ونحن الذين نعيش الحرية والنور, تقع علينا مسؤولية هذا التغيير سواء في الغرب أم في الشرق.. نعم هناك الكثير مما توارثناه من تقاليد إرتبطت إرتباطا وثيقا بالثقافة شكّلت على مدى السنين طبقات عصية عن الطمس والتغطية ولن ينفع معها سوى دفنها وعلى الدول العربية مسؤولية هذا الدفن من خلال قوانين جديدة تستند إلى الحقوق العالمية للإنسان وللمرأة.
نعم سأستمر في الكتابة لأني مؤمنه بحق أهلي في الحياة الكريمة ومؤمنه بان التغييرات الثقافية تبدأ بأفكار فردية.. قد تكون غير مقبولة الآن ولكني واثقه بان الزمن كفيل بأن ’يساعد هذه الأفكار لأنها في مصلحة الفرد والمجتمع.
لن أكون فردا من قطيع ساكت, “”فالساكت عن الحق شيطان أخرس””. لن أتظاهر بالقبول لأفكار تتعارض كليا من المنطق والعقل. لعلمي اليقين بأن كلمة لماذا هي بداية الطريق لفتح شعاع من النور في خلايا العقل العربي المسجون..
المصدر ايلاف