تعقيبا على مقالة ” مبروك أيها العرب .. صرتوا أربعمائة مليون ” للكاتب عمر الخطيب .. ذكرني المقال بقصة جارتنا ذات السبعة أطفال وعلى حافة الفقر حين كنا نسمع صراخها من ضرب زوجها المبرح لمحاولتها أخذ موانع للحمل وكلماته المعهودة بأن الطفل يولد برزقه ؟؟
في يوم 4-6-16 نشرت جريدة إيلاف قصة الباكستاني المتزوج من ثلاثة نساء أنجبن 35 طفلا ويبحث عن زوجة رابعة لإقتناعه التام بأن عليه إنجاب أكبر عدد ممكن من الأولاد ويريد تحقيق حلمه بإنجاب 100 طفل وكيف يحلم أبناؤه أيضا بتتبع خطاه في التعدد للإنجاب ؟؟؟ ليس مهما على الإطلاق كيف سيعيلهم ويربيهم , فهذه مسؤولية الغرب ؟؟؟؟
في يوم المرأة العالمي, ألقى الرئيس التركي خطابا. حث فيه النساء على إنجاب أكثر من طفلين أو ثلاثة. قال “” إنهم يحدثونا عن منع الحمل والتخطيط الأسري ولكن لا يمكن لأي أسرة مسلمة أن تفكر على هذا النحو. وأضاف “” نحن نسير على سنة الله ورسوله “”. ونتيجة لسياسة أردوغان تلك في تحديد حقوق الإجهاض والولادة القيصرية, والتشجيع على زيادة النسل. زاد عدد سكان تركيا في السنوات الأخيرة لأكثر من 76 مليون نسمة بغض النظر عن قدرة مواردها على إستيعاب هذه الأعداد. وتوفير فرص عمل ؟؟ لحسن الحظ أنه نادى بزيادة الإنجاب ولم يحث على التعدد !!
في برنامج القاهرة والناس
’يهلل المذيع المشهور عمرو أديب , للمشارك تلفونيا في برنامجه مع الممثلة السيدة رجاء الجداوي, التي إلتزمت الصمت والحيرة , رجل الأعمال الذي يجلس مع زوجاته الأربعة وأبنائه الأربعة عشر على طبليتين ؟؟؟ يصف بتباهي تام كيف تتنافس زوجاته لخمته وإرضائه. ويحييه المذيع عمر أديب ويقول كأني لقيت هرم رابع ؟؟؟ وتشرفت جدا بسماعك ؟؟ لم يوجه له سؤالا واحدا عن مستقبل هذا العدد من الأطفال ؟؟ ’ترى ما هي الرسالة التي ’يقدمها المذيع المفروض به ان يكون قدوة للمشاهد البسيط في تهليله هذا ؟؟ وكيف ستواجه مصر هذا الإنفجار السكاني مع معاناتها الإقتصادية المستمرة في كيفية خلق توازن ولو نسبي بين مواردها وزيادة تعداد سكانها المتواصل ؟؟؟ فهذا امر غير مهم !!!!!
في يوم 26 أغسطس من هذه السنة . خابرني أحد العاملين في قناة بي بي سي العربية. ليطلب من المشاركة الحية في الساعة الخامسة من ذات اليوم . للتعليق والحوار مع سعودي يبادر إلى تأسيس أول جمعية من نوعها في السعودية. ’تروّج للتعدد وتأمل في مساعدة الدولة . كحل أمثل للمشكلة التي تواجهها المرأة السعودية التي تخطت الثلاثين من العمر, وفاتها قطار الزواج حسب الثقافة المجتمعية ؟؟ إضافة إلى هدف الجمعية في مساعدة الأرملة والمطلقة لإيجاد بعل ؟؟؟
كان ردي بعدم إستطاعتي المشاركة لأني في هذا الوقت بالتحديد سأكون في المطار في طريقي للسفر خارج لندن ؟؟
تذكرت هذه القصص بعد قرائتي لمقالة ” مبروك ياعرب .. صرتوا أربعمائة مليون “” وعدت إلى رابط برنامج نقطة حوار الذي لم أستطع المشاركة فيه. وتحت عنوان “”هل تنجح مبادرة سعودي لتأسيس جمعية تدعو لتعدد الزوجات؟””
أذهلني في الحوار . منطق الدكتور عطا الله العبار صاحب المبادرة .. الذي أصر على انها الحل الأمثل لمشاكل المرأة الغير متزوجة والأرملة والمطلقة. ضمنيا هو يقول أنه الحل الأمثل لإشباع الرغبة الجنسية لدى كل النساء المحرومات من الجنس ؟ بدون أدنى إعتبار لمدى إهانتها للمرأة بإعتبارها وعاء جنسيا فقط لا غير. , وإعتبار لمشاعرها كإنسانة تحتاج إلى العاطفة والحب قبل الشهوة وهو الفرق المعروف طبيا بينها وبين الرجل !! إهانتها للمرأة مرة أخرى في تكريسها للثقافة الذكورية ونقلها من ولي إلى آخر ؟؟؟ في ذات الوقت الذي تناضل فيه النساء السعوديات للخلاص من هذه الثقافة ؟؟ حسب معرفتي فإن الجمعية ستساعد الشريحة المجتمعية البسيطة . لأن الشريحة المجتمعية المتعلمه والمقتدره ماليا لن ترضى بمثل هذه الحلول ولا تسكت عن هذا الحرمان الجنسي !!!!
وبرغم تأكيده على أنها ستخضع لضوابط وشروط معينه على الزوج , أولها العدل بين الزوجات , وتوفير العناية والحياة اللائقه لكل الزوجات ؟؟؟ إلا أنني أستغرب منطقه كحامل لرسالة دكتوراه يعلم يقينا بأنه لا يمكن لبشر أن يستطيع العدل المطلق ؟؟؟
الأهم أنه تناسى جميع التراكمات السلبية الكبيرة الناتجة من الظلم على المرأة الأولى وتأثيرها على الصحة النفسية لها؟؟ وتعميق هذا الظلم والألم وتمدده لأطفالها وأثره على دراستهم ووضعهم النفسي ثم المشاكل الناتجة والمؤثرة على أطفال كل الزوجات من وجوده النصفي ورعايته النصفية والمشتته لهم كأب عليه مسؤولية التربية والعطاء العاطفي .. والأهم الصحة النفسية المجتمعية ؟؟ بغض النظر عن حقيقة أن ليس كل السعوديين ينعمون بالثراء المادي القادر على الإنفاق ؟؟؟
ردود معظم الرجال من الدول العربية , تؤكد المنطق الذكوري في الهدف المبطن من هذا الزواج. شهوة الرجل وصلاحياته التي أقرها المجتمع والقانون للتمتع بزواج صغيرات في السن .. وكأنما تحمل الزوجة الأولى مدة صلاحية إستعمال مثلها مثل أي سلعة . الأهم والواضح أنها مرتبطة ترابط تام مع الثقافة الذكورية المستندة إلى الشرع والسنة ؟؟؟؟ والذي نرى ترابطه عبر الحدود في كل الدول الإسلامية ؟؟؟
لن أدخل بالنتيجة الحتمية المأساوية لإزدياد التكاثر السكاني من ضغوط كبيرة على خطط التنمية وعلى التعليم المتردي .. وعلى نوعية هذا الإزدياد في ظل الموارد المحدودة وعلى أثر البطالة على المجتمعات ؟؟؟ وكلها آثار سلبية .
ولكني أتساءل ؟؟ أليس من الأجدر للمملكة السعودية والحكومات العربية الأخرى أن تؤسس لنظام حماية للمرأة الأرملة والمطلقة بدلآ من ترخيص مثل هذه الجمعيات ؟؟؟
أليس من الأفضل مجتمعيا وبإسرع وقت بناء نظام مؤسسات تستند إلى الحقوق الإنسانية لبناء الدولة الحديثة بدل هروب مواطنيها المقتدرين إلى دول الحريات ؟؟
أليس من الأفضل بناء مجتمع منفتح على الحريات وبناء جيل جديد قادر على الإعتماد على نفسه ماديا بحيث لا تصبح المرأة عبئا ماديا على أحد وبالأخص ولي الأمر الذي قد يحرمها حتى من حقها في الميراث ؟؟؟؟
نعم وكما قالت السيدة إلهام المانع بأن المجتمعات العربية بحاجة ماسة لإصلاح الخطاب الديني وأضيف أننا بأمس الحاجة لتجديد وتثوير هذا الخطاب ليلبي حاجة المجتمع كله للحريات وللحياة الطبيعية وليس بالإزدواجية التي تتعامل مع الرجل والمرأة وإحترام حقوق الشعوب العربية في النهضة والتطور ؟؟؟
الإعتراف بالحريات هو ما يقف عائقا أمام الدولة خوفا من صحوة مجتمعات خدروها بينما أبناؤهم وبناتهم يتمتعون بكل الحريات ؟؟؟
كنت أتمنى أن أرى مبادرات إيجابية لتمكين المرأة ماديا ومعنويا لتعميق مفهوم الإستقلال المادي لحمايتها من زوج يرى فيها سلعة ويستطيع إهانتها بثانية وثالثه .. أن أرى تغييرا في الثقافة الذكورية التي ’تقيد المجتمعات العربية وتتركها في مستنقع الجهل والتخلف.. أن أرى مجتمعا عربيا صحيا نفسيا بلا تشويه ولا تخلف .. التعدد لن يحل مشاكل المجتمعات .. والزيادة العددية مصيبة المجتمعات كلها .. و مبروك أيها العرب .. أصبحتم 400 مليون ؟ أحلام أكرم
المصدر ايلاف