عبد الرزاق عيد: الحوار المتمدن
العزيز الأستاذ هادي …وفق التقاليد النهضوية والتنويرية العالمية ..يتم التمييز بين الدين والفكر الديني ، حيث الدين يبقى في ساحة الضمير والوجدان، فهو لا يناقش ولا يعلل حسب أبوحيان التوحيدي منذ القرن الرابع الهجري ،وذلك لأن الدين ( آلته الإيمان ) حيث لا يطرح عليه سؤال كيف ولماذا …
أما الفكر فـ (آلته البرهان العقلي) ، بما فيه الفكر الديني ،حيث الفكر الديني هو ثمرة منتوج الفهم البشري للدين (الإمام الحنفي -الشافعي -المالكي -الحنبلي …الخ
فهو يحتمل التعدد التأويلي والاختلاف التفسيري والاستنباطي مادامت أداته العقل البرهاني …
لكن حالة الانحطاط التي آل إليها العقل العربي والفكر الإسلامي …منعت ليس تعدد القرات في الفكر الديني فحسب، وعصمتها بوصفها كمقدسات ، بل إنها ماهت بينها وبين الأشخاص الذين انتجوها بنوع من الوثنية الساذجة ….
سيما عندما يسقط التماهي بين الإسلام والأشخاص درجة أن يكون خطيب جامع واعظ كمعاذ الخطيب له صورة من القداسة معادلة ومناظرة في تماهيها مع قداسة للإسلام …
إذ ينقض عليك أنصاره بتكفيرك ومعاداتك للإسلام إذا انتقدته كأنك تنقد الاسلام ذاته..فيتم تكفيرك إذا خاطبته : إياك أن تهين الإسلام والمسلمين ودماءهم وشهدءاهم بسفحها على أقدام السفاح ، عبر القبول بالترشيح معه ومنحه شرعية التساوي بين القتيل والقاتل، بما يمكن أن يكون فتوى للجزارتسقط عنه مسؤولية دماء مئات الألاف من الشهداء، وملايين المهجرين، حيث يولد من جديد، كمواطن بريء يحق له الترشح لقيادة بلد دمره كعدو سفاح مجنون مع عصابته العائلية والطائفية والعنصرية بطريقة يتعفف عنها العدو الإسرائيلي مدنيا وحضاريا وسياسيا أن يفعلها نحونا أو نحو الفلسطينيين كأعداء …
الإسلام السياسي …عندما تنتقد سياساته، يعتبرك معاديا للإسلام !!!
كنا ونحن شبابا صغارا نداعب بعضنا بعضا مازحين سخرية وتهكما من البعث ومنظوماته العقائدية والتايديولوجية ، ولا حقا من الأسدية …فكلما احرجنا بمناقشاتنا نقول لصديقنا الخصم بطريقة عابثة مخابراتية : لماذا لاتقول أنك ضد الثورة والاشتراكية …وبعد أن تخلى الطاغوت الأسدي الأب (الجيفة ) عن هذه الأكاذيب ، لصالح ألأكذوبة حول عظمته |(الرعاعية ) ، أصبحنا نسخر ونقول لبعضنا مهددين وفق خطاب الإرهاب المخابراتي : لماذا لاتعترف أنك ضد الرئيس ؟؟؟
ما ذكرني بهذا الخطاب الطريف لعهد الصبا والشباب …أنني بعد تعليقي اليومي المكتوب، والشفهي على الإعلام ..عن فكرة مشاركة الشيخ معاذ الخطيب بالترشح لمنافسة ابن أبيه الأسدي المجرم الجزار القاتل، بأن ذلك ليس مجرد بلاهة وسذاجة سياسية متوقعة من خطيب جامع طالما دعا لبيت الأسد بطول العمر مع شيخه (البوطي ) الفقيه الأسدي
…
إذ اعتبرنا أن ذلك ليس مجرد بلاهة سياسية، بل هي نوع من الخيانة والمشاركة في الجريمة ، من خلال شرعنة حق ابن الأسد بالترشح للرئاسة بعد كل هذه الجرائم التدميرية لسوريا مما لم يلحقها أحد بتاريخ الإنسانية ..
فإذا بي أجد أن كل التعليقات لا تناقشني بحيثيات رأيي في الموضوع …بل تقول لي : إنني ضد الإسلام … كما كنا نقول ونحن صغار لكل من نختلف معه …إنه ضد حزب البعث أو ضدالرئيس …
بيد أنا كنا نقولها سخرية وتهكما وبطفولة يافعة بريئة … لكن المشكلة أن أخواننا الإسلاميين لا يعرفون المزاح ،فهم جادون جدا إلى الحد الذي إذا لم تنقد المشير السيسي بوصفه صورة إجرامية خيانية عن بشار ابن أبيه الأسدي فأنت ضد الإسلام في مصر …وإذا لم تؤيد الشيخ معاذ في ترشحه (المعتوه ) المشرعن لترشح ابن الأسد السفاح .. فأنت ضد الإسلام قاطبة …فما العمل مع الرفاق والأخوان
ولهذا تم التكليف الدولي بتحطيم سوريا وتدميرها لهذا البدائي الغريزي الهمجي الأسدي ..حيث يأتي أخ سوري من مواطنينا -كائنا من كانمعاذ أم غيره-ليترشح إلى جانبه كمكافيء له بالوطنية والمواطنية ..لكنه يتجاهل أنه -والأمر كذلك – سيكون مكافئا أخلاقيا بل وسياسيا ووطنيا له بالقتل والجريمة