أنا لا أعلم هل تيران و صنافير مصرية أم سعودية مثل معظم الشعب المصرى. فلا تنتظر من هذا المقال رأياً عن ملكية الجزيرتين و لا ترسيم الحدود.فلا أنا درست جغرافيا و لا ملاحة و لا أعلم عن الوثائق و لا أملك من المعلومات شيئاً.أنا معكم أنتظر الحقيقة.
– نواب مجلس الشعب ثبت أنهم مثل الحكومة لا يملكون شيئاً سوى السلطة.الحكومة وقعت على إتفاقية ترسيم الحدود بالسلطة و أحالت الملف إلى النواب بالسلطة. النواب يتصارعون فى تمثيلية همجية تحت حجة الوطنية. يسبون و يتشاجرون و هم يحتمون بالسلطة و الحصانة. القضاء دخل الحلبة قبل الجميع ليصارع على سبيل الإنتقام لسبب تعديل قانون السلطات القضائية لأن البرلمان لم يأخذ تعديلات القضاء في قانون السلطات القضائية فى الإعتبار.فدخل القضاء في القضية وحكم بمصرية الجزيرتين و هو لم ير وثائق لكنه بإستخدام السلطة وحدها أصدر أحكامه فى جميع الدرجات. نحن أمام صراع السلطات.
– حين تجد الفريق أحمد شفيق يقول مرة أن الجزيرتين مصريتين و يقول مرة أنهما سعوديتان فيكون كمن لم يقل شيئاً بل أمسك بالطرفين .هذا نفس ما فعله فاروق الباز فمرة يقول أن الجزيرتين مصريتان و مرة يقول أنهما سعوديتين جيولوجياً حسب وكالة ناسا.و رغم عدم ثقتى فى علمه لكننى فقط أرصد نفس الموقف لرجلين يقولان الشيء و عكسه.ألم أقل أنهم يقصدون ألا نفهم.
– حسنى مبارك وقع على سعودية الجزيرتين فى إتفاق 1990 و لكنه بالأمس يغسل يده قائلاً ما دامت المحكمة قالت أن الجزر مصرية فلتكن مصرية؟ هذا الإستخفاف بالناس و التاريخ ليس سوى تأكيد للتعتيم.
– شحن الشعب بالكثير من المعلومات المضللة ليس بريئاً.لابد أنه توجد جهة مستفيدة من الصراع و تضخمه لتحقيق مصالحها التي لا تخرج عن الإنفراد بالسلطة و إزاحة النظام الحالى.تيران و صنافير مجرد عنوان يوضع تحته جميع السهام التى تصوب من جهة لجهة لإختبار القوة.إستجلاب أشخاص غير مؤهلين إلى البرلمان ليتحدثوا كخبراء أحد وسائل التضليل و التظليل على الشعب.
– يبدو أن السلطات بأغلبيتها تقصد أن الشعب لا يفهم.فالكل يعتم على كل شيء.و لكن التهم الآن السائدة تنقسم بين عملاء ضد الوطن ينالون تمويلاً و خونة ضد الوطنية يبيعون الأرض.لا هذا أثبت شيئاً و لا ذاك.
– حين إكتشف البعض ضعف موقفه و قلة حيلته و وهن حجته أراد أن ينقل الصراع من خارج القاعة إلى نقابة الصحفيين.و حين تنظر إلى أسماء المعتصمين هناك ستجدهم نفس أشخاص 25 يناير الصف الأول للإخوان.
– حين تجد قناة الجزيرة تفرد لحمدين صباحى مساحة و هو إخوانى قح حتى لو لبس الليبرالية الزائفة.سلوك يعكس الرغبة الدفينة لقطر للعبث فى أمن مصر.
– الخروج من قضية تيران و صنافير من الوطنية إلى الردح تجعلنا نشك فى وطنية هؤلاء المشاغبين لأنهم لم يعالجوا الأمر من منطلق وطنى بل بسلوك همجى يخفى تحته مكاسب إستدعت منهم هذا الشو الفارغ. إنهم يمثلون سيناريو معد مقدماً من جهة ما.
– الخروج بقضية تيران من البرلمان إلى الشارع يثبت أنه مقصود فهو خروج ليستثمر المعلومات المضللة التي تم ترويجها منذ شهور و إستخدموا أحكام القضاء الكيدية كأدلة على وطنيتهم.بينما لم نسمع عن محكمة داخلية حددت حدود أى دولة فى العالم.فالقاضى ليس في علمه هذه الأمور و لا يمكن أن يوجد تحت يده أسرار و وثائق دولة بأكملها و حتي لو وجدت تحت يده فهو غير مؤهل لقراءتها و فوق هذا كله فالحدود لا يتم تحديدها إلا بين الدول و ليس في محكمة بين أطراف قضية.إذن هذا الخروج إلى الشارع مبيت منذ وقت طويل و قد إستثمروا الخلاف الذى بين القضاء و الحكومة ليبنوا عليه.فإذا حدث هذا الخروج فسيكون الخروج الأخير للإخوان فلا تخرجوا معهم.ولعلكم تلاحظون الآن صمتاً مريباً للسلفيين.
– السيدة هايدى فاروق لم تكن بالمخابرات و ليس لديها وثائق و ليست مختصة بتحديد الحدود جاء بها نواب تكتل 25-30 مدعين أنها خبيرة تعمل بالمخابرات و هى مغالطة و خدعة تكشف أن هناك من يريد أن يكذب على الشعب لغرض ما.كذلك تكشف كيف إستخدموا مغالطات شبيهة للحصول على حكم قضائي بمصرية الجزيرتين.
– هناك من يريد أن يشعل الشارع المصرى المكبل بضغوط الحياة و السياسة و القوانين .هذا الخروج للشارع مدفوع الثمن و يحتاج تمويل.فقد ثبت لنا جميعاً أن الثورات أنواع.ثورات بتمويل من غير تضحيات تجلب أنظمة فاسدة و ثورات بتضحيات من غير تمويل تجلب أنظمة منهكة.هذا حالنا.
– التوتر فى الشارع و تهييج الشعب على النظام سياسة قطرية بإمتياز و قضية ترسيم الحدود وسيلة غنية بالشعارات التي يمكن للتمويل القطرى أن يتخفى وراءه.هذا هو ما ينصب عليه المقال دون التعرض لمصرية و سعودية الجزيرتين .بل أرجو من لا يختص بهذه الشئون العلمية أن يتوقف عن الإنسياق لميول هنا أو هناك.الوطنية شيء و العلوم شيء مختلف.و لولا إحترام العلم ما إستردينا طابا.دعونا نحترم العلم بوثائقه فهو أساس يصلح فيه النقاش أما الوطنية فهى ليست موضعاً للنقاش.
-أن يكتب أحد المسيحيين (ماذا قال المسيح عن تيران و صنافير) هو لغو فارغ و نفاق ظاهر .علينا أن نبتعد عن التفسيرات السياسية للكتاب المقدس.فهو تفسير فريسي للمنفعة و تأويل و لوى عنق الكلام الإلهي الخالد ليكون تحت أمر أحداث سياسية عابرة.هذه مدرسة لتسفيه التفسير و الإدعاءات الكاذبة.ليكن إنجيلنا مقروءاً بروح الله الذى هو فوق الزمان.
-أشكر كل قيادة كنسية ضبطت لسانها و لم تنزلق فى تصريح يمكن أن يُحسب ضد الكنيسة طوال التاريخ.