تهنئة الأقباط بالأفعال مش بالكلام

anbapolaمحمد أبو الغار

احتفلت مصر بعيد الميلاد المجيد، وبهذه المناسبة أعتقد أنه قد آن الأوان لأن يبدأ المصريون جميعاً، شعباً وحكومة، بخطوات جدية لإنهاء كل الموروثات التى تسبب ألماً لكل مسيحى مصرى.

ولقد كانت زيارة الرئيس للكاتدرائية أثناء قداس العيد لفتة ممتازة، نرجو أن يتصرف دولاب الدولة المصرية كله بنفس الروح.

لقد كان لفترة حكم الإخوان القصيرة تأثير كبير على توحد الشعب المصرى كله بمسلميه ومسيحييه للتخلص من الحكم الفاشى. هذه الوحدة يجب أن تستمر وتتأصل وعلى الدولة أن تبدأ بإصلاح الكنائس التى تم حرقها بعد 30 يونيو واتخاذ خطوات سريعة فى هذا الاتجاه، وقد تعهدت القوات المسلحة والدولة بذلك وحماية هذه المنشآت هى مسؤولية الشعب والدولة مجتمعين، وقد حدث إصلاح جزئى يجب أن يكتمل.

الدستور واضح وصريح ونص على المساواة الكاملة وحرية العبادة، وكذلك نص على ضرورة وضع هذا القانون فى أول دور انعقاد للمجلس. وحيث إن الرئيس قد أصدر عدداً كبيراً من القوانين قبيل انتخابات مجلس الشعب، فربما كان إصدار قانون بناء الكنائس مناسباً فى هذه الفترة وسوف يحل إشكالية كبيرة، خاصة فى الصعيد.

ويجب أن تصحب هذا القانون حملة إعلامية لتوعية الناس بأن المواطنين المصريين جميعاً لهم نفس الحقوق بغض النظر عن الجنس أو اللون أو الدين. ولأول مرة منذ عام 1952 يتم اختيار 3 وزراء من المسيحيين، منهم وزراء فى وزارات مهمة، وأنا أعتقد أنه يجب ألا يكون هناك سقف لعدد الوزراء المسيحيين، والمهم الكفاءة.

ولابد من تنقية عاجلة لجميع الكتب المدرسية وحذف أى عبارات قد يفهم منها أنها تحض على كراهية غير المسلمين. وعلى بعض البرامج الحوارية، خاصة الدينية، أن تكون واضحة تماماً فى المساواة بين المواطنين جميعاً.

والأمر الثالث هو أهمية تطبيق القانون فى جميع الأمور فى مصر، خاصة فى المشاكل التى تخص الأقباط فى الصعيد، بعد حوادث الاعتداء عليهم أو على ممتلكاتهم، لأن هذا هو الحل الحقيقى لهذه المشكلة.

نحن مقبلون على الانتخابات البرلمانية قريباً والنظام الفردى فى وجود أموال طائلة ومشاكل قبلية وعصبيات مختلفة سوف يكون وقوداً لاحتمالات عنف كبيرة، خاصة فى الصعيد، ودائماً يطول العنف بقسوة أكثر المسيحيين ولسلامة الانتخابات وسلامة أهلنا فى الصعيد هناك مسؤولية كبيرة للدولة.

آن الأوان ألا يكون الدين سبباً فى حرمان مواطن مصرى من الحصول على وظيفة أو أن يكون الاسم سبباً فى الحصول على درجة أقل مما يستحق فى الامتحانات الشفهية. آن الأوان أن يؤمن المسلمون والمسيحيون بأننا جميعاً مصريون، فالدين لله والوطن للجميع، وأن تصفى النفوس وتعود الألفة وتصبح المواطنة وحب الوطن والعمل فى سبيل رفعته هى المعيار الذى يحاسب عليه كل مصرى.

قوم يا مصرى مصر ديماً بتناديك

*نقلا عن “المصري اليوم”

مواضيع ذات صلة: تهنئة السيسي بعيد الميلاد زفت ومهببه وغير مقبولة

السيسي يزور كاتدرائية الأقباط أثناء قداس عيد الميلاد

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.