بدل أن نرفع من الروح الثورية للمعارضة، تمكنت هذه المعارضة (المسبقة الصنع ) دوليا، من ترويض وتدجين ممثلي الثورة ( فندقيا ) للمصالحة مع النظام الأسدي !!!!
تحمسنا وأشدنا بتوسيع لجنة التفاوض العليا، عبر مشاركة ( محمد علوش الإسلامي الجهادي ، و العميد الزعبي القومي العسكري كصوت للجيش الحر)، وذلك للحد من تبعية المعارضة الرسمية ( الاسلاموية الأخوانية واليساروية العلمانية) للقرار الخارجي (العربي أو الإسلامي أو الدولي) التي شكلها الخارج على ضوء حاجته ومصالحه الاقليمية في سوريا ومستقبلها، وليس على ضوء حاجة الثورة إلى التغيير والحرية وفق إرادات وطموحات الشعب السوري، لكنا بدل أن نؤثر ثوريا بهذه المعارضة وخياراتها ومواقفها، اندمج بها ممثلونا الثوريون وأصبحوا جزءا من صوتها ولم تعد تمثل صوتنا وصوت الثورة …. !!!
كنا نعتبر أن تمثيل الثورة في لجنة التفاوض العليا، المشكلة من رئيس بعثي للجنة التفاوض، حيث كان رئيس وزراء بعثي أسدي يرعى مفاوضات يرأسها مع رفاقه في السلطة الأسدية، وبمشاركة رفيق بعثي له كان وزير ثقافة خبير بتأليه الوثنية (الأسدية وقراباتها وأصهارها) ثقافة وإعلاما، إذ ترسخت حتى اليوم كجزء عضوي من خطاب السلطة الأسدية الطائفية الأمنية العائلية.. وذلك عبر صوتين ( صوت جهادي معتدل للثورة متمثلا بعلوش ، وصوت عسكري نزيه للجيش الحر العميد الزعبي، حيث اعتبرنا أن حضور مثل هذين الاسمين كفيل بالحد من حجم التنازلات الانتهازية للمعارضة الرسمية المسبقة الصنع ( التي وصفها السفير الأمريكي أو الفرنسي بأنه (معارضة نساء حائضات )، والتي اعتبرنا أن تمثيلهما يمكن أن يشكل حاجزا معرقلا لمسار تنازلات المعارضة التصالحية على قاعدة ( لا غالب ولا مغلوب ) الدولية تحت المظلة الأسدية، منذ قيام الثورة حتى اليوم التي عليها أن لا تطالب بثمن شهدائها الملايين وخراب سوريا وتدميرها بأكثر من وعد أن لا يكون للأسد مستقبل …وذلك من قاعدة فقهية أن علم المستقبل هو علم الله الذي وحده علام الغيوب !!!!
تجاه هذا المشهد الفنتازي الكابوسي المرعب ، يأتينا ممثل الجهاد (علوش ) ليدعونا إلى ما دعيناه إليه منذ أربع سنوات، وهو خوض حرب العصابات، إذا كان لا بد منها في رأينا وقتها، حيث لم نكن نعتقد أن أية عسكرة للثورة هو هزيمة أخلاقية ومعنوية وأدبية وثقافية للثورية السلمية المدنية الديموقراطية التي مثلها الشباب العربي في جميع ثورات الربيع العربي المتمثلة بثورة ( ما بعد الايديولوجيات العلمانية أو الإسلامية)، التي تم الفتك والسحق لها بتأييد أو بصمت دولي موارب وكأنه مؤيد ! سيما بعد الموقف الأمريكي (الإسرائيلي) الفاضح في سكوته نحو القتل النووي الأسدي في الغوطة لألف وأربعمئة طفل سوري اختناقا .. وذلك لإحلال عصابات جهاد ( قاعدية وداعشية محلها ) ليتمكن النظام من تحشيد العالم كله معه، عبر تثبيت صيغة أن المعركة في سوريا هي بين ( علمانية النظام وتحالفاته، وإسلامية الأخوان واشتقاقاتهم الجهادية )، سيما أن الأخوان هم أول من فتح باب الحوار حول الثورة السورية..إن كانت (ثورة أم جهادا) ..!
ولهذا تمكن النظام الأسدي الهمجي من هذا الانتصار الاعلامي دوليا الذي لا يزال هو السلاح الأقوى له في الغرب والعالم، إذ هو يمكن أن يفسر أحد عوامل سكوت هذا العالم عن الجرائم الأسدية، وهي أن من يقاتله ( من الجهاديين الداعشيين والقاعديين) أسوأ من وحشية النظام الأسدي، وهي فكرة تكرست في الغرب على مستوى الدول والشعوب مع الأسف دون أي شعور بالذنب من قبل (الإسلام السياسي) باستشعار المسؤولية نحو جشعهم وجوعهم وتعطشهم للسلطة وإقصاء الآخر الفعال غير الأخواني ومن ثم طبع ثورات الربيع العربي بطابعهم الإسلاموي، والاستعاضة عنه بتمثيل فولكلوري كاريكاتوري لوجوه علمانية هزيلة لا قيمة لها في مجتمعاتها أو في الغرب، يصنعونها هزليا على عيون العالم، معتقدين أنهم يضحكون على العالم بكذبة قبولهم بالتعددية …
ممثل الإسلاميين (علوش) في لجنة المفاوضات، يدعونا (كمقاتل) إلى ما دعوناهم إليه من موقعنا كثوريين مناضليين مدنيين منذ سنوات ، وهي حرب العصابات، وعدم إعطاء المبررات للنظام الأسدي وحلفائه الإيرانيين والروس ومرتزقته من حزب اللات والبيككين والداعشيين، أن يستخدموا المدن والمدنيين كرهائن لا بتزاز الثوار كما يفعلون اليوم في داريا والمعضمية، بل وحتى في حمص (حي الوعر)، وذلك بعد أن فشل الروس وعملاؤهم الأسديون من جعل محافظة حلب كلها رهينة للحثالات الأسدية، وحثالات مرتزقة الروس ولإيرانيين وحزب اللات الإيراني، الذي وصل بخيانته للأمة وعداوته لشعبه المسلم أنه يجوز أن يفتى بتطليق المسلمين رجالا ونساءا من ، من أزواجهم وزوجاتهم بوصفهم أعداء (كفارا وثنيين) خارجين على الدين والملة والعقيدة ، حيث الآيات والملالي هم (شيعة الشيطان وليسوا شيعة الرحمن والإيمان ) …
على أن يسمح بـ(نكاح المتعة) وفق شرائعهم فقط ، ووفق تعبير الامام الغزالي رضي الله عنه، بوصفه وطءا كوطء المركوب والحذاء، لتأكيد أن نساءهم سبايا موطوءة، كما توطأ النعل المسماة (الموطوءة ) …ولهذا فإن ابنة يزدجرد التي تزوجها الإمام الحسين رضي الله عنه، هي بحكم السبية الموطوءة التي لا يجوز الاعتداد بنسلها وشرفهم الإمامي الاثني عشري