تلولحي بين كركوك والبصرة

مابين كركوك والبصرة خيط من الالم يمازجه خيط من الاحباط والحسرة.
البصرة في جنوب العراق وكركوك في شمال العراق وبينهما وشائج الم لاتعصى على الناظرين.
في كركوك تسمم امس 65 شخصا لتناولهم الهريسة وفي البصرة مشروع جسر تمت احالته الى شركة مقاولات اسبانية ظهرت انها وهمية.
الهريسة كما قال قائممقام المقدادية زيد ابراهيم “ان 65 شخصا اصيبوا بحالات تسمم غذائي جراء تناولهم “الهريسة” في قرية بروانة الصغيرة الواقعة على بعد 5كم غرب القضاء. وأن الكوادر الصحية تمكنت من اسعاف ومعالجة المصابين دون تسجيل أي وفيات او مضاعفات صحية.
واضاف أن حادث التسمم لم يكن مفتعلا بحسب ما اكدته الفحوصات الطبية للمصابين، مشيرا الى ان اسباب التسمم تعود الى تاخر توزيع “الهريسة” لمدة 24 ساعة وتعرضها لمواد بكتريا سببت تسمم الاهالي.
خويه زيد،الله يحفظك ويخليك،ترى الدول نست النظافة واعتبرته من مقومات الحياة اليومية ويعتقدون ان الهريسة تقع ضمن هذا النسيان.
لانريد لومك فانت لست مسؤولا صحيا ولايمكنك ان تراقب او تتذوق الهريسة لتعرف مدى صلاحيتها ولكنك على الاقل ان تتأكد من تاريخ الصلاحية وتاريخ الطبخ.
لم تقل لنا ان القائمين على طبخ الهريسة سيحالون الى القضاء وانما اكتفيت بالاشارة الى عدم وجود وفيات.
هذه التي عايزة.
ترى هل شطح بك الخيال وفكرت بعدد الذين سيتوفون من حالة التسمم هذه؟.
ستقول ان الامر عادي والهريسة اكلة شعبية لها مكانة في نفوس العراقيين ويمكن ان تتعرض للتلوث.
ولك يلعن ابو “هجي”اكلة شعبية تؤدي الى التسمم او الوفاة.
ارجوك لاتفهم من كلامي اني ضد الهريسة فانا احبها حد الجنون ولو اني لم اتذوقها منذ 30 سنة.
ماعلينا.
لنتركك اخي زيد ونشوف بلوة البصرة.
يقول الخبر:
افاد مصدر مطلع في محافظة البصرة ان هناك مشروع جسر من المفترض ان يتم انشائه في المحافظة احيل الى شركة وهمية وانه على الرغم من ان المحافظة لا تمتلك الاموال الكافية لمد شارع او مجاري في منطقة القرنة والتي احيلت الى شركة اسبانية ولم تنفذ شيء.
نقطة نظام:سألت احد البصراويين الاعزاء عن تفاصيل الخبر فاجابني بصفعة كريمة”وما الجديد في الخبر الكل ينهب”.
وتابع المصدر ان الحكومة المحلية قامت بتشكيل لجنة من احد عشر خبيرا من مختلف دوائر المحافظة وذهبوا الى اسبانيا ليجدوا ان الشركة وهمية لا وجود لها
السؤال النكتة يقول اذا كانت المحافظة لاتمتلك الاموال الكافية لمد شارع او مجاري في قضاء القرنة فكيف يتيسر لها ايفاد 11 خبيرا للذهاب الى اسبانيا وتكتشف ان هذه الشركة وهمية.
أي علم ادارة هذا؟.
هم ماعلينا…
المفاجئة في الخبر،واتمنى ان يكو غير دقيق،انه تم تقديم لاعضاء اللجنة مبلغ مليون دولار ولرئيس اللجنة ثلاثة ملايين دولار لتغطية الامر وكما عرض على المحافظ ماجد النصراوي مبلغ عشرة ملايين دولار لغض النظر . ولكنهم رفضوا ذلك.
واشار المصدر ان مقدم العرض هو ابن احد اعضاء مجلس النواب من كيان سياسي والذي وجه تهديدا مباشرا لمحافظ البصرة الدكتور ماجد النصراوي ان لم يغض النظر.
دير بالك خويه نصراوي ترى كاتم الصوت بانتظارك.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.