رُبّما ينبغي عليّ أولاً أن أشكرَ جميع الأصدقاء والزملاء والقرّاء الذين بعثوا لي برسائلهم وتعليقاتهم ,يشيدون بهذه الفكرة في تلخيصِ بعض الكتب العلمية بطريقة مُبسّطة وأدبية تجذب القاريء وتُحبّب لديه هذا النوع من الكتب .
أنا لا أشّك لحظة في أنّ أغلب هواة القراءة ستعجبهم هذهِ المقالات المفيدة وهذا يُسعدني بالطبع !
إنّما مع ذلك عليّ أن أكون صريحاً لأقول أنّي استهدف بالدرجة الأولى أؤلئك الناس الذين (ليس لديهم رغبة) في قراءة هذا النوع من الكتب .
حيث يستثقلون دَمَها ويفضلّون عليها قراءة كتب تراثية (صفراء) تحكي عن تأريخ (يظنّونهُ مجيداً) ,بينما هو في الغالب محض أكاذيب وتلفيقات ومبالغات ,لم ولن تجعلنا نتقدّم خطوة واحدة الى الأمام !
ومؤخراً إتضحّ للجميع تقريباً ,أنّهُ في بلادنا البائسة رغم وصول أدوات الحضارة الغربية إليها (على الجاهز) .
إلاّ أنّ شعوبنا عامةً مازالت تُمارس التفكير (إن هي فكرّت أصلاً) بطريقة القرون الوسطى ,بحيث لو عاندت مشكلة بشراً منّا نقول بعد جهد قليل : تلك مشيئة الله ,ولا رادّ لمشيئتهِ !
حرام علينا إن كنّا ننتمي لما يُسمى (بالنخبة المثقفة) ,أن نراقب شبابنا يسير في نفس الطريق (المُظلم) الذي سلكناهُ فيما مضى مُرغمين ,لعدم وجود البدائل والحُريّة الفكرية التي هي أغلى أنواع الحرية قاطبةً !
ولم يخرج (بعضنا) من تلك الدهاليز المظلمة ,إلاّ بعد جهدٍ جهيد ووقتٍ طويل وقراءة أطنان من الكتب التنويرية من جميع أرجاء وثقافات العالم !
وبمناسبة الحديث (الدائم في الواقع) عن ما يُسمى بنظرية المؤامرة الكونية علينا نحنُ معشر العرب والمسلمين .
فأنا بعد طول تفكير وقراءة ومعايشة للواقع ,لن أجد ثمّة مؤامرة أكبر وألعن من تلك التي يقوم بها تُجّار الدين لغسل عقول شبابنا وملئها بكلّ أنواع التطرّف والتزمّت والكراهية !
مايقود في الواقع الى قلب الأبيض أسوداً أحياناً .. وبالعكس .
وخير مثال على مقصدي هو ما آلت إليه الثورة السورية ,التي بدأت شعبية عظيمة كاسحة ,ضدّ الطاغية الشبل بشار .
لكنّها تحوّلت (والفضل لتُجار الدين) الى فوضى وقتل وسحل وتقطيع أوصال الخصوم .حتى إنقسم الناس وإحتاروا الى حدّ الجنون ,مع مَنْ يقفون ؟
أرجو الآن أن أكون قد أوضحتُ هدفي الأوّل لكتابة هذا النوع من المقالات ,وأملي كبير في جذب (ولو نسبة قليلة) من أولادنا وشبابنا لهذا الطريق العلمي العملي الواضح الناجح في هذه الحياة الجميلة .
نعم جميلة .. لكنّهم لا يعلمون !
***
تتمّة كلام إسحق عظيموف !
(صورته)
في الواقع يمكن ترتيب الحياة فيما يشبه الشجرة !
فالجذع المسمى (الحياة) يتفرّع الى نبات وحيوان .
كلّ منهما يتفرّع الى مجموعات كبيرة , وهذهِ تتفرّع بدورها الى مجموعات أصغر , ثمّ الى مجموعات أصغر .
الى أن نصل في النهاية الى عَساليج دقيقة , تتفرّع الى (عُسيلوجات) تُمثّل كلّ الأنواع المختلفة من الكائنات الحيّة !
وجدير بالذكر أنّ الأنواع المختلفة المعروفة الى يومنا يصل الى مليونين نوع . معظمها من الحشرات ,وقد تكون هناك ملايين اُخرى لم تُكتشف بعد معظمها من الحشرات أيضاً ! ص 61
***
أوّل مَنْ وضعَ تصنيفاً ناجحاً حقاً للكائنات الحيّة ,هو عالم النبات السويدي كارلوس لينيوس ( 1707 ــ 1778 ) ص 61
***
على أيّ حال فإنسان نياندرتال هو أقدم مثال نعرفه للإنسان العاقل !
وهذا يجعل عمر نوعنا البشري 100 ألف عام على الأقل , وربّما كان أقدم من ذلك بكثير .
وبالطبع لو تتبعنا سيناريو التطوّر ,فلا يُمكن أن يكون (النياندرتال) قد قفزَ الى حيّز الوجود هكذا من العدم ! ص 72
ولابّدَ أن كانت هناك أسلاف للكائنات البشرية عاشوا في زمن أسبق ,ولم يكونوا من نوعية الإنسان العاقل !
(سيأتي إثبات هذا الكلام عند الحديث عن شبيه الإنسان
Homonid )
ص 73
***
الرئيسات / ص 89
توغلنا الى الآن بعيداً في الزمن الماضي أكثر ممّا كان يحلم به كائن مَن كان !
وإذا قدّرنا أنّ سلالة أشباه الإنسان ترجع الى 6 ملايين سنة .
فإنّ أشباه القردة الأفريقيين يكونوا قد ظلّوا طوال ثلاث أرباع تلك الفترة هم الوحيدين الأحياء من بين أشباه الإنسان .
ولم يظهر الجنس
Homo
, إلاّ في الرُبع الأخير من تأريخ أشباه الإنسان.
وإنقضى 98% من تأريخهم قبل ظهور الإنسان العاقل النياندرتالي .
وإنقضى نحو 99,3% من تأريخهم قبل ظهور الإنسان العاقل .
وتبلغ المدّة التي عشنا فيها مُتحضرين 1 على 600 من الزمن الذي وِجِدَ فيه أشباه الإنسان .
مع ذلك فمن الواضح أنّ تأريخ النشوء الإرتقائي لأشباه الإنسان يمتد بعيداً في الماضي , قبل بدء ظهورهم .
ليس من الضروري أن يكون الإنسان من أنصار فكرة التطوّر ليتبيّن له أنّ القردة العليا والنسانيس (القردة المذنبة أو الهجرس) … يشبهوننا !
وحتى الأقدمين كانوا يُدركون أنّ القردة تكاد تكون صوَر كاريكاتوريّة من الكائنات البشرية .
وواقع الأمر أنّهُ رغم كون كلمة
Monkey
/ قرد غير معروفة المصدر ,
إلاّ أنّي أميل الى الإعتقاد بأنّها إتخذت شكلها الراهن في اللغة الإنكليزية بسبب تشابه نطقها مع كلمة
Manikin
أو تمثال عرض الملابس !
***
طريقة تقسيم تأريخ الأرض من زاوية الحفريات / ص 91
تنقسم تلك الشرائح من تأريخ الأرض المُتميّزة بوجود بقايا وفيرة من الحفريات في طبقات الصخور الرسوبية الى 3 أقسام (أو أحقاب) كبرى :
1/ الحُقب الپاليوزوي , أي العتيق .
2 / الحُقب الميزوزوي , أي الوسيط .
3 / الحُقب الكينوزوي , أي الحديث .
(في الكلام اللاحق سنهتم بالحُقب الكينوزوي , وهو أحدث الأزمنة ويُغطي ال 65 مليون سنة الأخيرة من عمر الأرض)
***
إشعاع التطوّر / ص 94
الزواحف العملاقة كانت مُسيطرة على المناطق اليابسة من الأرض قبل حقب الكينوزوي (يعني في حُقب الميزوزوي) .
لكن في الحُقب الكينوزوي نفسه ( الذي يسمى أحياناً عصر الثدييات )
سيطرت الثدييات حينها على اليابسة .
لأنّ الزواحف العملاقة كانت قد تعرضت لعملية مقتلة أو إبادة جماعية
قبل حوالي 65 مليون سنة !
والآن إنتبهوا لما يلي :
الثدييات كانت في ظلّ وجود الزواحف العملاقة غير قادرة على النمو في حجمها .لأنّ كِبَر حجمها سيفضح مكان إختفائها عن الزواحف فتتعرض للقتل !
لكن بعد إنقراض الزواحف العملاقة نما حجم الثدييات بوضوح .
وأشهر وأضخم حيوان ثديي في عصر الإيوسين والأوليجوسين هو مايسمى ب (( البالوتشيثريوم )) .
وكان هذا خرتيتاً بلا قرن ..(الخرتيت هو وحيد القرن) .
يصل إرتفاع كتفيه الى 18 قدم , ورأسه الى 26 قدم ووزنه الى 30 طن
(يعني مايزيد عن 3 أمثال أضخم فيل إفريقي وجد على الإطلاق)
لكن حجم دماغه ليس كبيراً !
ومع ذلك إندثرت الثدييات الضخمة في نهاية المطاف !
***
التيتانوثير …
Titanotheres
, أو البهائم العملاقة ! ص 97
هي نوع من الثدييات الضخمة إزدهرت قبل أكثر من 50 مليون سنة
وهي عاشبات كبيرة ذات أضلاف ومُخ صغير .
في أحيان كثيرة ,تنمو فوق رؤوسها قرون قبيحة المنظر .
إنقرضت جماعياً (منتصف عصر الأوليجوسين) قبل حوالي 40 مليون سنة .
إنقراضها الجماعي , أثار إنتباه علماء الإحاثة نظراً لإتسامه بالعنف الشديد !
(بالنسبة لي أتخيّل إنقراض كلّ الإخوانجية والسلفية والخمينية .. وبإختصار .. كلّ متزمّت دينياً وفكرياً)
والسؤال هنا هو التالي :
لماذا تضخّمت الثدييات في عصري الإيوسين والأوليجوسين
بعد أن كانت أصغر حجماً ؟
ثمّ بعد تينك العصرين ,عادت سيرتها الأولى فصغر حجمها ؟
أين يكمن السرّ وراء ذلك التحوّل المعاكس مرتين ؟
في الواقع لقد كانت الثدييات أكثر ذكاءً من الزواحف .
ومع تقدّم عصر الكينوزوي ,تحرّك تطوّر الثدييات في إتجاه زيادة الذكاء
لقد فهمت تلك الثدييات أنّ مهمة الحفاظ على نفسها والبقاء والإستمرار
لا يحتاج حجماً كبيراً للجسد .. إنّما يحتاج حجم دماغ أكبر فقط .
وثبت بما لايقبل الشكّ أنّ ذلك أكثر فعالية في ضمان البقاء المنشود !
(لو أنّ المتطرفين يفهمون هذه الحقيقة العلمية لأراحوا وإستراحوا)
***
ص 99
الشعور السائد الآن لدى بعض علماء التطوّر ,هو أنّ التطوّر مضى ويمضي شديداً للغاية في الشق الأعظم من تأريخ وجود الحياة على الأرض .
فالكائنات الحيّة تتوائم مع نمط ما من الحياة ومع بيئة معينة ,ثمّ لاتتغيّر !
غير أنّ شيئاً ما قد يحدث من وقتٍ لأخر ,يجلب معهُ عمليّات إنقراض ضخمة .
بعد ذلك , وفيما الأرض خالية نسبياً من الحياة وكثير من الأصقاع ذات البيئة الملائمة غير مسكونة بتاتاً ,تُتاح للكائنات الحيّة التي تكون قد أفلتت من الإنقراض فرصة للتمدّد والإنتشار .
فتنمو سريعاً لشغل الأصقاع الخالية ذات البيئة الملائمة !
فلو أنّ الزواحف العملاقة لم تُفنَ ,لكان من المُمكن أن لاتتوفر أبداً للثدييات فرصة الإنتشار في كلّ صنوف الإتجاهات .. وأن لا نكون نحنُ هنا !
وبالمثل لو نجحنا في قتلِ أنفسنا (أظنّهُ يقصد المتطرفين والمتخلفين فقط) مع كثير من الكائنات الحيّة الأخرى .ولو تركنا الأرض صالحة لحياة بعض الأنواع الباقية على قيد الحياة .فسوف يحدث إشعاع تطوّري آخر بين أؤلئك الباقين .
وفي غضون 10 ــ 20 مليون سنة , سوف يكون هناك من جديد تنوّع من الكائنات الحيّة على أساس مختلف كلّ الإختلاف ,وبنتائج يستحيل التنبوء بها على الإطلاق !
ص 100
***
خلاصة الكلام : سؤال منطقي !
هل تتذكرون حكاية كلّ المتخلفين والمتزمتين والمتشددين دينياً وفكرياً والأغبياء .. عندما تقرأون قصة تطوّر الكائنات ؟
تحيّاتي لكم
رعد الحافظ
7 أپريل 2014
ماقل ودل … لكل ذي عقل ؟
١: مشكور على ماتعرضه من كتب ومقالات في هذا المجال بعد ان انقرضت تقريبا كتب العباقرة والعلماء العظماء ، حيث غدى غالبية ماينشر دين او سياسة او كوكتيلهما ؟
٢: بالحقيقة لا ارى ان أصل الانسان قردا بل بالعكس ارى أن أصل القرد انسان بعد ان مسخه الله ، لانه من نصدق العلم ام الله ، طبعا الله وطز بالعلم كما يقول فضيلة الشيخ صالح الفوزان في مسالة من يدور حول من ، العلم يقول ان الارض تدور حول الشمس ، وآله الشيخ صالح الفوزان يقول لا وإنما الشمس تدور حول الارض وستجد كل ليلة في مياه الأمازون ، ولولا عطف الله لما استطاعت العودة والشروق ، سلام ؟