تلتبس عليه الأمور إن كان سفيرا للمعارضة أم للسلطة الأسدية

Abdulrazakeid( سفير) إئتلاف المعارضة السوري في (واشنطون)، تلتبس عليه الأمور إن كان سفيرا للمعارضة أم للسلطة الأسدية ..!!!
كنت قبل الثورة أتابع أحاديث سفير الإئتلاف اليوم في واشنطون باعجاب، بوصفه أستاذا للعلوم السياسية في الجامعات الأمريكية، وبوصفه أخوانيا يبرهن لي على أن السياسية ( منظومة فكرية مدنية، وليس منظومة فكرية فقهية ) وفق التجديدات التي بدأها الأخوان المسلمون السوريون منذ ميثاق لندن …
وكنت أتصور ممكنات بديل وطني يجمع (الإسلاميين والعلمانيين ) من خلال نموذج هذا الاستاذ الجامعي الأخواني الدمشقي المعتدل، الذي طالما نظرت للدمشقيين على أنهم أكثر وسطية واعتدالا، بل وعصرية وتقبلا للآخر وتكيفا مع العصر منا نحن الحلبيين أو الحمويين (إسلاميين كنا أم علمانيين …) …
حيث كان الأخوانيون الدمشقيون يمثلون لي إسلاما أخوانيا تمتد جذوره لـ(محمد عبده)، وليس من خلال المرشد ( حسن البنا ) التلميذ الوسطي الموهبة المدرسي في مدرسة الامام محمد عبده .. المفكر المؤسس لدعوة تكيف الإسلام مع العصر وليس العكس، وذلك من خلال نموذج مثقف نهضوي تنويري دمشقي كالأستاذ عصام العطار…
هذا التعاطف الميزاجي مع الاسلام الأخواني الدمشقي الناعم مدنيا وحداثيا ، تولد بعد الرابط الوجداني الذي ربط بيني وبين عم الأكاديمي السفير، وهو الداعية القيادي الأخواني الراحل الوديع الطيب القلب ( منير الغضبان ) الذي كتب مرة أنه يدعو لي ولبعض الوطنيين الديموقراطيين من اليسار الليبرالي، قربة واقترابا من الله ، وذلك في المسجد النبوي خلال حجه أو عمرته ..وفق مقالته.
كنت أتوسم خيرا وصلاحا ودورا شجاعا للمشروع المدني الديموقراطي السوري إسلاميا، من خلال الشاب السفير الأخواني (ابن أخ منير الغضبان)، في واشنطون بوصفه قادرا كأكاديمي في الجامعات الأمريكية أن يلعب دورا مهما في التقريب بين التيارات الفكرية والسياسيية الديموقراطية السورية ( إسلامييها وعلمانييها )، قبل الثورة لمستواه العلمي والأكاديمي في مجتمعات هي الأرقى علميا وعالميا …
لكن الرجل شكل خيبة أمل بعد الثورة، حيث ظن الشاب الأكاديمي أن الثورة هي ثورة أخوانية، وأن عليه أن يتحول إلى ممثل دولة الأخوان في واشطنون ، فراح ينأى بنفسه عن ممثلي الثورة الآخرين من القوى والتيارات الأخرى، وراح ينتج خطابا بروتوكوليا رسميا على الطريقة التقريظية العربية المداحة، حيث بات عليك أن تبحث عن الرأي النقدي للسياسة والمواقف الأمريكية تجاه وضع الثورة في سوريا من الممثلين الأمريكيين في الحوارات الفضائية، أكثر مما تنتظره من السفير السوري الذي بات يفكر –على الطريقة السورية الأسدية – أن عليه أن يقدم خطابا متوجها لللإدارة الأمريكية للاستحواذ على رضاها. ..!!
أي لكي يسر الخارجية الأمريكية ومخابراتها الشهيرة … كما ولو أنه يتوجه للإدارة الأسدية التي لا تقبل سوى المديح …وذلك عبر انتاج خطاب ( “مائي” بلا لون ولا طعم ولا رائحة ) …وكنا قد نبهنا إلى ذلك من قبل…لكن الأخوان وممثلهم في واشنطون منكبون ثملون على سعادتهم بأنهم يسيطرون على الوضع في سوريا، وأنهم ليسوا بحاجة لأحد …دون أن ينتبهوا للحظة أنهم بخطهم السياسي (الأخواني) هذا، فتحوا جميع الأبواب امام العالم الأمريكي والغربي الأوربي لاعتبار أن ما يحدث في سوريا اليوم هي حرب أهلية طائفية دينية ضد نظام علماني، وليس ثورة شعب ضد نظام طغياني طائفي عسكري أمني عائلي من أجل الحرية والكرامة ..
أي قدم سفير الأخوان بسذاجته (الأكاديمية )، أن ابادة الشعب السوري والأمر كذلك، ليست إلا معركة الأسدية العلمانية ضد قوى التطرف الإسلامي .. بدون كبير تفريق شعبي لدى الشعوب الغربية الأوربية والأمريكية، بين الأصوليات الإسلامية ( حركة الأخوان وأخواتها أوداعش وأخواتها …) خاصة على مستوى المزاج الشعبي الدولي !!!
ومع ذلك فإن الإئتلاف كان يهمه رضى الأخوان وممثليهم ، عن رضى الثورة وتمثيلها في واشنطون أو إي أي بلد في العالم ..وبمعنى أضيق وأدق التعويل على رضى من يوافق ويرضى عنهم النظام الأسدي، .وليس رضى الشعب السوري عن من يمثل صوته في ثورة الحرية والكرامة التي دفع مهرها كأعلى مهر للدم في التاريخ الانساني ………..

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.