طلال عبدالله الخوري 5\1\2016 مفكر حر
عندما كنت اقضي اجازة الصيف عند اقاربي في ريف شرق حمص السرياني, كانوا يتسامرون بفخر وحتى وجه الصباح بسرد انساب العرب وافخاذهم وتفرعاتهم, ومازالوا يرتدون الزي العربي الاصيل من كوفية وعقال وثوب, والاكثر من هذا هم يطربون لعزف الربابة وغناء الشعر العربي النبطي الشرقي القديم, مع انهم يصلون بالسريانية ويفتخرون بسريانتهم؟ وهذا ينطبق على معظم الريف السوري! فهل هذا يعود الى ان اصولهم تعود للهجرات العربية السامية من الجزيرة العربية؟ اترك الجواب لعلماء التاريخ.
برأينا الشخصي هناك تعتيم متعمد على تاريخ الحياة السياسة والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالعهد البيزنطي السوري, والسبب هو ان الكنيسة البيزنطية والاسلام العباسي يريدان ان يخفوا هذه الحقائق لكي يسوقوا التاريخ المزيف لكل من المسيحية البيزنطية والاسلام العباسي الذي لا يصمد امام الاكتشافات الاركيولوجية التاريخية الموثقة, وكشف وثائق هذه الحقبة بسوريا ستكشف الكثير من الحقائق التي ستصدم الجميع وخاصة حاخامات الاسلام السياسي العباسي والكنيسة البيزنطية.
الذي وصلنا عن هذه الحقبة بأن معاوية بن ابي سفيان امير مؤمنين دمشق وعلي بن ابي طالب امير مؤمنين المناذرة بالعراق وعبدالله بن الزبير امير مؤمنين الحجاز كانوا نصارى يدفعون الجزية لبيزنطة, … وهناك دراسات تبين بأن السوريين كانوا لا يقبلوا بأن يحكمهم غير سوري له نسب عربي نقي واضح ومعروف, لانه كان يعتبر الدم العربي هو الدم الرفيع الملكي الذي يقبل السوريون بان يبايعوه ملكا عليهم, هذا لا يعن بانه ليس سوريا اراميا سريانيا اصيلاً,… وكان من سياسة بيزنطة آنذاك ان تأتي بشخص من اصول فارسية وتعطيه نسب دم عربي وتنصبه امير مؤمنين على السوريين, وبذلك ترضي السوريين بنسبه وبنفس الوقت تضمن ولائه لها, وهكذا تم نسب معاوية الى عائلة ابو سفيان العربية الحجازية, … طبعا كانت تفعل نفس الشئ عندما تعيين ملوك الفرس, وذلك بأن تأتي بعربي وتعطيه نسب دم ملكي فارسي, وهذه سياسة استعمارية معروفة.
لقد قلنا سابقا بأن النصراني هو المسلم, وكتابه هو القريانة (وهو نفس القرآن المكي الحالي) الذي كان يتعبد برسول الله عيسى ابن مريم محمد اي الممجد, المولود من الله الذي نفخ بروحه بفرج العذراء مريم, وما زال المسلمون الحاليون يؤمنون بهذا للأن.
راجعوا مقالاتنا السابقة: لماذا يريد الثوار الإسلاميون ان ينجبوا اولاداً من نساء عذراوات
لماذا يعاتب المسلم المسيحي السوري بغضب نحن اعترفنا بكتابكم ولم تفعلوا؟
هدفنا من هذه المقالة هو الرد على اللذين يتبجحون بأنه تم فرض تقديس الاسلام والعروبة على السوريين بالسيف عندما فتحها المسلمون الهمج الذين آتوا من الصحراء , وقد اثبتنا بمقالاتنا بأن السوريون هم مسلمون نصارى يقدسون الاسلام اي التسليم لله بإيمانهم قبل ولادة الرسول محمد بمئات السنين, وانه لم يفتح بلادهم اي قادم من الصحراء, وانما استقالت بلدهم عن الدولة البيزنطية المسيحية واعادت الاعتبار لكتابهم القريانة التي هرطقها الامبراطور قسطنطين, وهم يقدسون العروبة ايضاً منذ ازل التاريخ.