طلال عبدالله الخوري 5\4\20018 ©مفكر حر
بدأت الرسائل المشفرة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود والرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما نقلت عنه مجلة التايم الأمريكية، تصريحًا فاجأ العالم به, حيث قال فيه إن الرئيس السوري من المحتمل انه باق بالسلطة. وأضاف أنه يأمل ألا يكون الأسد “دمية” في أيادي طهران .. فرد عليه دونالد ترامب مباشرة من ولاية أوهايو وأمام تجمع انتخابي أنه يريد الانسحاب من سورية “قريبا جدا”. في اليوم نفسه ردت وزارة الخارجية أن ليس لديها “أي علم بخطط الرئيس”، فيما نفت وزارة الدفاع هذا الكلام وأضافت انهم بصدد زيادة عدد القوات في منبج شمالا ردا على التهديدات التركية, وخاصة بعد التفجير الذي راح ضحيته جندي أميركي وآخر بريطاني فيها.
فرد ترامب بعدها بأنه إذا كانت المملكة العربية السعودية لا تريد منه الانسحاب من سورية فعليها أن “تدفع لكي نبقى هناك”.
بالواقع فإن هذا الرد الأخير لترامب فسر البازار الدائر بين التاجر الأميركي والعميل الثري السعودي, فالتاجر يريد 4 مليارات دولار لدعم مشاريع قواته في شمال سوريا, بينما الثري السعودي يعتبر بأن بقاء القوات الأميركية في سوريا هي مصلحة أميركية في صراعها مع المعسكر الروسي الصيني الإيراني التركي الذي يحاول ان يعرقل المصالح الأميركية بالعالم, اما السعودية فكل مشكلتها في سوريا تنحصر بالوجود الإيراني في سوريا وليس لها أي مشكلة مع بقاء الأسد في السلطة ولذلك تعتبر بأن اميركا هي من يجب ان يدفع الفاتورة, ولكن التاجر المحنك ترامب يرى انه بما أن لدى السعودية الثرية ولو مصلحة
ما بأي مقدار ما, فإن عليها ان تشارك بهذه التكاليف بمقدار 4 مليارات دولار, كان قد طلبها الرئيس الأميركي من الملك السعودي في كانون الأول/ديسمبر 2017, للمساعدة في إعادة الإعمار في سورية ما بعد داعش مقابل بقاء القوات الأميركية على الأرض, وهذا طبعاً يصب بمصلحة الشعب السوري ايضا الذي سيتم إعادة بناء مناطقه على افضل ما يكون وبأعلى جودة عالمية ممكنة, وذلك في المناطق المتحالفة مع أميركا في سوريا, وبرأينا يجب على السعودية ان تساهم في هذا المبلغ وتعتبره مساعدة للشعب السوري فكم من حاج سوريا سافر للحج في السعودية وضخ أمواله فيها فهذا يعتبر جزء بسيط من الشعب السوري المسلم الذي يساهم في الاقتصاد السعودي من خلال الحج في كل عام ولا داعي للبخل بهذا المبلغ الزهيد الذي يعتبر من طرف جيبة العاهل السعودي…
برأينا اميركا لن تنسحب قط من سوريا قبل إتمام مهمتها هناك, لأنه وكما قلنا سابقا هي في سوريا من اجل مصالح امنها القومي, وتريد ان تمنع روسيا من امتلاك أي ورقة تفاوضية في سوريا يمكن ان تستخدمها في ملفاتها مع الغرب وعلى رأسها احتلالها للقرم والمقاطعة الاقتصادية, وهذا الهدف لن يتحقق الا بإخراج ايران وإسقاط النظام السوري… ورأينا ايضا بأن السعودية ستنصاع لرغبات ترامب وستدفع المبلغ لأنه ايضا يصب بمصالحها القومية, فهي في حرب مع ايران في اليمن ولا تريد ان ترتاح ايران في سوريا من اجل ان تنقل ثقلها العسكري الى اليمن وتدمي السعودية من حدودها الجنوبية