هذه الأمة عليها ايجاد البديل و إلا للمرة الأولى فى تاريخ العلمية الجدلية أُمة تسير الى الهاوية نحو ضمورها كلياً فهذا هذا معقول.
لا شك للعمق التاريخى لكل امة روابط لا تنقطع إلا بموت مفكريها وفلاسفتها و عملية قتل و قطع الجذور بالأُمة تتم من خلال خلق فكر و ثقافة و تقاليد هجينة ومسخ , ولهذه العملية أدوات كثيرة تم استخدامها فى مِعوَل هدم امة الأمم ألا و هى أمة آدم وحواء, أمة قيس و ليلى, وأمير الصحراء نبى العرب و رسالة المعرفة محمد ابن عبد الله, تلك الرسالة المارثونية.منذ اول شروق للتاريخ الى اليوم حاولت امم مجتمعة لاغتيالها و استطاعت بنجاح جيد جداً و كان مسرح الجريمة من مراكش حتى الخليج العربى ومن اقصى الى اقصى ففى كل زاوية وضع خنجر مسموم قاتل, فهذا لهذه نهاية ..
علمياً اى نظام يخلق قاتله !
والموت هو موروث و كوميديا إلهية صعب فهم الخلق و نهاية الخلق و تلك المرحلة بينهما رحلة المجهول الى المجهول و بنسبية عالية جداً نمر بطريق اللا سعادة طريق الآلام. لقد اجتمعت امم الأرض للقضاء على هذه الأمة و فى سعيها الطويل و زخم الإمكانيات الكبيرة و الضخمة و المجهدة مادياً و فكرياً , اصابها الإعياء فثقافة الحقد تعطى طاقة خلاقة فى اتجاه تدمير الآخر و لكن فى عملية التدمير يتآكل النظام نفسه متناسياً اسباب وجوده. إن استمرارية النظام هو باستمرارية البناء, فتحويل الجهد فى بناء نظام الى جهد تدمير نظام آخر تكون نتائجه منذ بداية الحركة المضادة يخلق حركة اخرى غير مرئية تقوم على تآكل النظام و النظام السياسى كالبناء و يحتاج لصيانة وهنا مسائلة إيجاد ميزانية للصيانة التى تم صرفها باتجاه العداوة و تدمير العدو الإفتراضى او الحقيقى و بالتراكم الكمى لهذه العملية تناسى صياغة النظام يتسع الشرخ و يتآكل و بالتراكم الزمنى تصبح عملية الصيانة مستحيلة و يحتاج النظام لتكسير نفسه لإعادة لبناء و هذه الدورة الحياتية تسمى كيف تصنع قاتلك.
إن العصر الحديث اخطر ما فيه اخطاء الكبار و ثقافة إلغاء الآخر بإلغاء نفسك, او بمعنى آخر عملياً كاسب الحرب خاسرها, فكل خطوة لصناعة النصر هى خطوة بالاتجاه المعاكس “غمد السيف بالجسد”, لذلك قد تخرج هذه الأمة من تلك الأزمة ليس بقوتها و تضامنها و إنما قاتلها قتل نفسه!
فهل هذه حكمة علمية ام رسالة ربانية؟
ايها العرب, المارد الذى سوف يقتلكم قد مات و المارد الذى سوف يقتلكم هو انتم انفسكم. إنى اطالبكم بالعودة لجاهلية عكاظ و ليس لجاهلية حضارة الكلام.
نعم كنا خير امة اخرجت للناس ولكن من هى تلك الأمة الآن؟ فكنا او كنتم هو فعل ماضى, يعنى مقولة فى الماضى تتحدث عن الماضى وليس عن الحاضر. علينا ان نفتش عن تلك الأمة وما هو عمقها الحقيقى. ان القاتل الفعلى للأمة العربية هى حضارة الكلام, حضارة عن و عن .. وعن… ثقافة العنعنة!
اننا نمر فى اخطر مرحلة فى تاريخ الأمة و الحل الوحيد بيد الشريحة الاجتماعية المتوسطة المتعلمة و المثقفة . ارفعوا سيوف الكلمة و جاهدوا بالفكر, الم يكن الفكر دوماً مفتاح البناء.
الجراءة فى طرح و اقتلوا مارد الخوف وأعلنوا جهاد القلم و شهادة الكتب و العلوم ( الذى عَلّمَ بالقلم عَلّمَ الإنسانَ ما لم يعلم) .. صدق الله العظيم.