تغيير نظام إيران سيأتي دون تدخل أميركي

شابتان ايرانيتان تعبران عن سخطهما من نظام ولاية الفقيه بارتدائ فيزون علم اميركا

الوطن السعودية: دانيال ديفيس
يوجد الآن ما يزيد على 3700 متظاهر إيراني رهن الاعتقال، قُتل منهم 21 شخصا. ولمحاولة سحق انتفاضتهم قوَّضت الحكومة الإيرانية بشكل حاد الإنترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعية، كما حدث في انتفاضة عام 2009، لكن هذه التكتيكات لم تفعل شيئا لحل المشكلات الأساسية التي أدت إلى الانتفاضة، ولن تنجح إلا في قمعها مؤقتا. وما لم تمنح الحكومة حريات كبيرة، وتحدث تغييرات اقتصادية مجدية، فإن الاضطرابات ستستمر في النمو دون توقف.

وظهر عدم الرضا العام الإيراني، بعد أن ظهر الرئيس حسن روحاني تلفزيونيا في 22 يناير، بهدف تخفيف حدة المواقف المعارضة تجاه الحكومة.
إن الاحتجاجات الأخيرة التي ظهرت في إيران، هي الأكثر خطورة على الحكومة الشيعية في طهران منذ عام 2009.

وهي تمثل رغبة متزايدة، خاصة بين أولئك الشباب المولودين بعد ثورة 1979، أن يروا تغييرات جذرية في حكومتهم، أبرزها اقتصادهم. وإذا نجحت هذه القوى السياسية في النهاية، فإن التهديد الذي تفرضه إيران على المنطقة يُمكن أن ينخفض ​​بشكل ملحوظ.

ويعتقد كثيرون في إيران أن خطة العمل الشاملة المشتركة التي تم التوقيع عليها في أكتوبر 2015 بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن «إضافة إلى ألمانيا» ستكون بداية نهاية عزلتهم، وتحسين مستويات معيشتهم، ووضع حد للمعاداة العكسية لأميركا في طهران.
وعلى الرغم من الخطابات المتفشية ضد الولايات المتحدة من المتشددين، فإن مزيدا من السكان الإيرانيين -خاصة بين الشباب- ينظرون إلى أميركا بشكل إيجابي متزايد.

وحول تلك الظاهرة، قال أستاذ العلوم السياسية صادق زيباكلام «بصفتي أستاذا في جامعة طهران، سأقول لكم: إن أقل من 10 % من الطلاب يؤيدون شعار «الموت لأميركا»، وكثير من 10 % يفكرون في الحياة السياسية».
لكن هناك نحو 10 % لستُ متأكدا من مدى صدق مشاعرهم المعادية للولايات المتحدة. وفي حين أن النسبة المعادية لأميركا في طريقها إلى الهبوط، بدأت المشاعر المناوئة للنظام الإيراني في الارتفاع.

وكان الدافع وراء كثير من المتظاهرين هو المليارات التي ينفقها النظام الإيراني على العمليات العسكرية في العراق وسورية ولبنان. وكان بعض المتظاهرين يحملون لافتات تقول «اتركوا سورية واهتموا بنا» و»الموت لحزب الله».
وكانوا مستائين لأن حكومتهم لم تهتم بخفض البطالة أو رفع الأجور، لكنها ما تزال تعمل على إنفاق ما يقدر بنحو 15 – 20 مليار دولار سنويا على العمليات العسكرية في سورية والعراق

وحزب الله في لبنان. مما يدل على أن النظام غير راغب في تقليص إنفاقه الأجنبي، وبالتالي غير قادر على تلبية الاحتياجات المحلية الضرورية، وهو يحاول حل المشكلات عن طريق قمع المواطنين المعارضين.
إن أفضل ما يمكن أن يحدث لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، هو أن تقوم الحكومة في طهران بإنهاء دعمها للإرهاب، والحفاظ على تعهدها بعدم تطوير أسلحة نووية، والدخول في نظام ديمقراطي وسلمي.

دانيال ديفيس*

*زميل بمجلس أولويات الدفاع ومقدَّم سابق في الجيش الأميركي
مجلة (ناشونال إنترست) الأميركية

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.