رياض الحبيّب
خاص – موقع لينغا
اليوم هو الأحد الذي حافظت فيه أسپانيا بجدارة على لقب بطولة الأمم الأوروپية التي اٌختُتِمت قبل قليل في كييڤ- عاصمة أوكرانيا- فاحتفل الأسپان بنشوة الفوز، بينما بقِيَ الإيطاليون سُكارى الفوز الذي حققوه على الألمان في الدور نصف النهائي. عُزف قُبَيل بدء المباراة النشيدُ الوطني الإيطالي أوَّلًـا ثمّ تلاه الأسپاني. وكان اللاعبون الأحد عشر، من كلا الفريقين، يُنشِدون مع العزف ويحلمون بالعودة إلى بلادهم بكأس البطولة. ومع أنّ إيطاليا وأسپانيا دولتان أوروپيَّتان ومنضمَّتان إلى منطقة اليورو فلا وجود لنشيد مُوحَّد لمنطقة اليورو ولا نشيد موحَّد بين إيطاليا وأسپانيا، لأنّ النشيد الوطني تعبير خاصّ بالدولة؛ مِثل العَلَم الذي يرمز إلى الوطن ومثل الهويّة الشخصيّة التي يحملها المُواطن. فالرأي القائل أنّ نشيد فلسطين «موطني» للشاعر الفلسطيني ابراهيم طوقان هو (نشيد لكلِّ العرب) رأيٌ عاطفي بعيد عن الواقع؛ لأنّ العرب يعيشون في دول فصَلتْ بينها حدود جغرافية وسياسيّة، لكلِّ دولة منها عَلَمٌ خاصٌّ وسيادة على أرضها واستقلالية عن غيرها وخصوصيّات وظروف داخلية وخارجيّة قابلة للتغيّر مع الزمن وعلاقات إقليميّة ودوليّة… إلخ. فما سمِعْتُ يومًا بوجود دولة فيها أزمة شعراء وفنانين وآلات موسيقية حتى لبست ثوبًا غير ثوبها وقالت كلامًا مختلفًا عن واقعها وغريبًا على لسانها وعزفت لحنًا هو مِن حقِّ غيرها، إلّـا دولة مُفلِسة أدبيًّا وفـنِّـيًّا ينطبق على إفلاسها بيتٌ مِن بَحْر الرَّمَل، لم أعثر على اٌسم قائله
أتمنّى في الثُّرَيّا مَجْـلِسي * والتَّمنِّي رأسُ مالِ المُفلِسِ
وفي رأيي- أنا العراقيّ الأصل والمولد- في باب الخصوصيّة؛ لا يجوز أن يُنشِدَ العراقيّون نشيدًا وطنيًّا كلماتُهُ تعود لشاعر غير عراقي وموسيقاه لفنّان غير عراقي. فنشيد العراق اليوم ومنذ العام 2003 هو «موطني» للشاعر المذكور لحَّنه الفنان اللبنانيّ محمد فليفل. أمّا النشيد السابق فقصيدة «أرض الفراتين» للشاعر شفيق الكمالي (مسقط رأسه: البوكمال، سورية) لحَّنها الموسيقار اللبناني وليد غلميَّة. والأسبق هو نشيد مِصر الوطني «والله زمان يا سلاحي» طاقمُهُ مِصري؛ الشاعر: صلاح جاهين، المُلحِّن: كمال الطويل، الإداء: السيدة أمّ كلثوم ومجموعة مساعدة، جوقة أو كورس…- مع احترامي لكُلِّ شاعر-ة وفنّان-ة ولكلّ عَلَمٍ وهويَّة
أمّا سابق الثلاثة فالسَّلام الذي اعتُمِد في العهد الجمهوري؛ أي بعد ثورة الزعيم عبد الكريم قاسم في 14 تموز- يوليو 1958 إذ تمَّ إلغاء العَلَم والسَّلام الملكيَّين، بإقرار رَمزَين جديدَين. فاٌنظُر-ي ماذا فعل ابن العراق الفنّان السّرياني (أو الكلداني) لويس زنبقة يوم كان يُكمِل دراسته العالية في الأكاديمية الموسيقية النمساوية في ڤيينا؛ بدأ بتأليف لحن للسلام الجمهوري بعدما سَمِعَ بأخبار الثورة، عزفهُ بدعم من أوركسترا نمساوية، ثمّ اتصل بسفارة العراق في ڤيينا ليعرض المُدوَّنة الموسيقية (النوطة) والتسجيل الصوتي للسلام الذي أعَـدَّ للعراق الجديد، مُرفَقًا بكتاب إهداء للجمهورية ولزعيمها عبد الكريم قاسم. فقرّر الزعيم اعتماد مدوَّنة الفنان لويس زنبقة بمرسوم جمهوري. واستمرّ عزف السلام خمسة أعوام، لكنْ تمّ إلغاؤه سنة 1963 بعد حصول انقلاب على نظام الحكم فقُتِل الزعيم، لكنَّ ذكراه الطَّيِّبة بقِـيَت في مهجة كل عراقي مُنصِف. عِلمًا أنّ لويس زنبقة هو الإسم العراقي الوحيد في تاريخ النشيد الوطني العراقي الرَّسمي- حتى تاريخ إنجاز هذه المقالة في الخميس 5. تموز 2012
لذا أدعو الجهة الكريمة المسؤولة في العراق إلى اعتماد نشيد عراقي خالص؛ من قصيدة فصحى بتوقيع شاعر-ة عراقي-ة تُلقي بكلماتها أضواءً على تاريخ العراق وفُراتَيهِ (دجلة والفرات) مستثنيًة الرموز الدِّينيَّة، كي يبقى النشيد أطول فترة ممكنة. واعتماد لحْن عراقيّ جميل بعزف أوركسترا السيمفونية العراقية، مثلما عزف أجدادها يومًا بالقيثارة السَّومريَّة. ورفض أيَّة محاولة لتهجين الهويّة العراقيّة أي النشيد الوطني العراقي. أمّا ألوان العَلَم العراقي (الأبيض والأسود والأخضر والأحمر) فأراها متفقة مع بيت، من البسيط، ورد في قصيدة للشاعر صَفيِّ الدين الحِلِّيّ
بِيْضٌ صنائِعُـنا سُوْدٌ وقـائِعُـنا * خُضْرٌ مَرابعُـنا حُمْرٌ مَواضِينا
* * *
موطني- إبراهيم طوقان/ 1905 نابلس- 1941 م
مَوطِنِي
فاعِلُنْ: المُتدارَك
الجَـلالُ والجَـمالُ والسَّـنَاءُ والبَهَاءُ
فاعِلاتُ- فاعِلاتُ- فاعِلاتُ- فاعِلاتُ: الرَّمَل
في رُبَاكْ
فاعِلانْ: ضَرْبٌ من الرَّمَل
والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ
فاعِلاتُ- فاعِلاتُ- فاعِلاتُ- فاعِلاتُ: الرَّمَل
في هَواكْ: فاعِلان
هـلْ أراكْ: فاعِلان
سـالِمًا مُـنَـعَّـما
فاعِلاتُ- فاعِلُنْ: الرَّمَل
وغانِمًا مُكرَّما
مفاعِـلُنْ- مفاعِـلُنْ: مجزوء الرَّجَز… إلخ
كتبها الشاعر ابراهيم طوقان سنة 1934 م على طراز الشعر الحديث. وفي القصيدة مِن الرَّجَز- المجزوء- أيضًا: (ولن نكُون للعِدَى. وعَـيشَنَا المُنَكَّـدا. وواجبٌ مِن الوَفا…إلخ) فانتقال شاعر-ة جديد-ة بين أوزان متقاربة جائز في الشعر الحديث ولا سيّما القصيدة المتنوّعة بالقوافي، إذا ما أحسن-تْ في الإنتقال فـتقبّلتهُ الأذن الموسيقية؛ لأنّ الكَفَّ (فاعلاتُ، فاعلُ، فَعِلُ) في الرَّمَل لا يُستحسَن في القصيدة العموديّة إلّـا للتصريع، أمّا في الشعر الحديث فيجب الحذر! مثلما توخّاه ابراهيم طوقان في «موطني» فنجح لأنهُ وشقيقته الشاعرة فدوى طوقان قد أتقنا بحور الشعر قبل محاولاتهما الناجحة في التحديث. فحين يَصِلُ شاعرٌ جديد وشاعرة جديدة إلى مستوى ابراهيم طوقان وفدوى طوقان الشعري يحصلان على أعلى درجات الثناء والتقدير
ومَن يقرأ، مِن أهل المعرفة ببحور الشعر، قصيدة الجواهري العمودية (مرحبًا يا أيُّها الأرَقُ: فاعِلاتُنْ- فاعِلُنْ- فَعِلُنْ) المذكورة مثالًـا على بحر المديد، يجد الشاعِرَ ناظِمًا بين مقاطعها، المتنوِّعة بالقوافي أيضًا، قطعة من بحر الخفيف؛ إليك بدايتها
أنا عندي من الأسى جَبَلُ * يتمشّى معي وينتقلُ
أنَعِنْدِي- مِنَلْـأسا- جَبَلُو * يَتَمَشْشا- مَعِـيْوَيَنْ- تقِلُو
فَعِلاتُنْ- مَفاعِلُنْ- فَعِلُنْ * فَعِلاتُنْ- مَفاعِلُنْ- فَعِلُنْ= الخفيف
لاحظ-ي أنّ حرفًا واحدًا (ميم مَفاعِلُنْ) قد غـيَّر الوزن من المديد إلى الخفيف. مَن يُردِّد تفاعـيل كلِّ منهما على حِدة يشعر بوجود فرق في الموسيقى
* * *
أرض الفراتين- شفيق الكمالي/ البوكمال 1929- بغداد 1984 م
وطنٌ مَدَّ على الأفْقِ جَناحا * واٌرتدى مَجْدَ الحضاراتِ وِشاحا
هو مطلع القصيدة- من بَحْر الرَّمَل؛ إليك مقطعُها الأخير إذ نوَّعَ الشاعر بالقوافي مُحافِـظًا على وزن القصيدة حتّى النهاية
شعْبُنا الجبّارُ زهْوٌ واٌنطلاقُ
وقلاعُ العِـزِّ يَـبْنيها الرِّفاقُ
دُمتَ للعُـرْب مَلاذًا يا عِراقُ
وشُمُوسًا تجعـلُ الليلَ صَباحا
رُبَّما قصَدَ الشاعر بقوله (دُمتَ للعُرْب مَلاذًا يا عِراقُ) أنّ العراق كان ملاذًا له ولغيره من العرب. أمّا إذا قصد أنّ العراق يدوم ملاذًا للعرب فقط (على خلاف الواقع) فلا بُدّ من وقـفة تأمّليّة طويلة- والله من وراء القصد؛ كيف يفهم العراقيّون من غير العرب حقيقة قصْدِ الشاعر؟ فأغلب الظّنّ أنّ العامّة لا عِلم لها بجنسيّة الشاعر الأصليّة- السُّوريَّة- بل ما أولتها اهتمامًا، لأنّ العراق احتضن الكثير من العرب وأنّ الكمالي انتقل إلى بغداد منذ الصغر واختار لقب الكمالي نسبة إلى بلدة مولده- البوكمال، لماذا يدوم العراق للعرب وحدهم دون غيرهم من الأقـلِّـيّات؟ ولماذا لا يدوم العراق للجنسيّات غير العراقيّة أيضًا؟ رحِم الله الشاعر، عِلمًا أني لم أسمَع عنه يومًا أنْ آذى أحدًا وإن احتلّ منصب وزير للشباب ثم وزير للإعلام، بل العكس؛ تعرَّض (هو وابنه) للسجن والاضطهاد لآرائه الشّخصيّة ومواقفه السياسيّة فكان شاعرًا والرسم من هواياته المفضّلة، حتى أسس دار نشر ومجلَّة فكريّة وتمّ اختياره نائبًا لرئيس اتحاد أدباء العراق (الجواهري- آنذاك) بعد إقصائه من عضويّة قيادة الحزب. لقد أحزنني موته المفاجئ. لذا وذاك قلت: دُمت يا عراقُ مَلاذًا لكلِّ إنسان يُحبّك ويبنيك ويخدمك ويحميك، من أيِّ جنس كان ومن أيِّ عِرْق ودِين. وأقول: كيف يكون شعورُ ملايين المغتربين، من العرب والمسلمين، إذا خرج شاعر بريطاني يومًا ليقول: (دُمتِ يا بريطانيا مَلاذًا للأوروبيِّين) وخرج آخر فرنسي ليقول: (دُمتِ يا فرنسا ملاذًا لمنطقة اليورو)؟ فالثقافة السائدة في أوروبا ابتداءً بالمدارس الإبتدائيّة هي: {عامِلِ الناسَ كما تُريدُ أن يُعامِلوك} فليتعلّمْ العرب والمسلمون هذه الثقافة- لا غيرها- لطفًا وكفى
* * *
ثامِنًـا: بَحْرُ الرَّمَل
إذا كان بَحْرُ الرَّجَز حِمارَ الشعراء فإني اعتبرت بَحْر الرَّمَل أتان الشاعرات- والأتان: الحِمارة. لثلاثة أسباب؛ لعلّ الأوّل: إنَّ أقـدَمَ نصٍّ شِعْريّ وَصَلني من الرَّمَل عائدٌ للشاعرة ليلى العفيفة. والثاني: كون العصر الذي نعيش فيه عصر حقوق الإنسان ومساواة المرأة مع الرَّجُل فليس من العدل تخصيص حمار للشاعر وأمّا الشاعرة فلا حمارة لها ولا ناقة. لعَلّ أعظم تقدير حَظِيَت به شاعرة يعود إلى النابغة الذبياني، بعدما أنشدَتْهُ الخنساء- مِن البسيط
وإنّ صَخْرًا لتأتمُّ الهُداةُ بهِ * كأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ
فقال لها النابغة: والله لولا أنّ أبا بصير (أي الأعشى قيس) أنشدني آنِفًا (أي سَبَقكِ) لقلتُ أنكِ أشعَرُ الجنِّ والإنس! (راجع-ي أيضًا ويكيبيديا: الخنساء) والبيت المذكور من مَرثيّة رائعة قالتها في أخيها صخر، أوّلُها التالي
قـَذىً بعَينِكِ أَمْ بالعَينِ عُـوّارُ * أَم ذرَفتْ إِذ خَلَتْ مِن أَهلِها الدارُ
كَأَنَّ عَينيْ لِذِكراهُ إِذا خَطَرَتْ * فيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ
تَبكي لِصَخْرَ هِيَ العَبْرى وقد وَلَهَتْ * ودونَهُ مِن جَديدِ التُرْبِ أستارُ
لكنّ الخيار يبقى مفتوحًا للشاعرات إذا ما أردن اختيار أتانٍ أخرى غير الرَّمَل؛ لا يزال أمامنا السريع والخفيف والمتقارب والمتدارك. وفي إمكانِهنّ اختيار ناقة أيضًا
أمّا الثالث فأترك تقديره للقارئ-ة بعد قراءة هذه الجولة المُمتعة، لكني رأيت الرَّمَل وجدانيًّا أكثر من غيره، كأنَّ فيه انتماءً إلى الجنس اللطيف. نُظِمَتْ عليه مُوشَّحات في العصر الأندلسي وتذوّقـتْهُ في القرن الماضي شاعرات كبيرات ومُطربات راقيات
– – –
وزن الرَّمَل
وزن الرَّمَل فَاعِـلاتُنْ ستّ مرّات يجوز فيها الخبْنُ فَعِـلاتُنْ ويُستحسَن؛ له عَرُوضان
الأولى محذوفةٌ فاعِـلُنْ أضْرُبُها؛ صحيحٌ: فاعِلاتُنْ، مقصورٌ: فاعِلانْ، محذوفٌ: فاعِـلُنْ يجوز أيضًا خبن فاعِـلُنْ فتصير فَعِـلُنْ ويُستحسَن أيضًا
الثانية صحيحة مجزوءة فاعِـلاتُنْ (أي الخاصّة بمجزوء الرَّمَل) أضْرُبُها؛ صحيح: فاعِلاتُنْ، مُسَبَّغ: فاعِلاتانْ، محذوف: فاعلُنْ. والتسبيغ: زيادة حرف ساكن بعد نون فاعِلاتُنْ فتصير فاعِلـاتُنْنْ- تُنقَل إلى فاعِلـاتاْنْ
* * *
أوَّلًـا العروض فاعِلُنْ مع الضرب فَاعِلاتُنْ، أي
فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِـلُنْ * فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ فاعِلاتُنْ
المُهلهِل بن ربيعة التغـلبي؛ ت 531 م
عَجِبَتْ أبناؤنا مِنْ فِعْـلِنا * إذ نبيعُ الخيلَ بالمِعْزى اللجابِ
عَجِبتْأبْ- ناؤنامِنْ- فِعْـلِنا * إذْنَبِيْعُلْ- خَيْلَبِلْمِعْ- زَلْلِجابِيْ
فَعِـلـاتُنْ- فاعِلاتُنْ- فاعِلُنْ * فاعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ
عَلِموا أنَّ لدينا عُقْـبَةً * غَيْرَ ما قالَ صُعَيْرُ بْنُ كِلابِ
إنَّما كانتْ بنا موصولةً * أكَلَ الناسُ بها أحْرى النِّهابِ
صُعَيْرُ بْنُ كِلاب: رجُل من النبلاء. بن= ابن؛ تُكتب “بن” إذا توسّطت إسمَي علم، كقولك: قرأت قصيدة لبشّار بن بُرد وسيرة الشاعر ابن الرومي
– – –
عَـبيد بن الأبرص؛ ت 554 م
تنويه؛ وردت في ويكيپـيديا روايتان عن يوم مقتل عَبيد بن الأبرص (سنة 598 م) كلاهُما بأمر من المنذر بن ماء السماء، أحد ملوك الحِيْرَة، الذي حَكَمَ في فترتين، قُتِلَ في الثانية سنة 554 فكيف قتل عَبيد بن الأبرص سنة 598 م؟
يا خليلَيَّ اٌربَعا واٌستخبِرا الْـمَنزِلَ الدّارسَ مِنْ أهلِ الحَلالِ؛ م= مُدوَّر
ياخليلَيْ- يَرْبَعاوَسْ- تَخْبِرَلْ * مَنزِلَدْدا- رِسَمِنْئَهْ- لِلحَلالِي
فاعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ- فاعِلُنْ * فاعِلاتُنْ- فَعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ
ولقد يَغنى بهِ أصحابُكَ الـمُمْسِكو مِنكَ بأسباب الوصالِ؛ م
فاٌنتجَعْـنا الحارثَ الأعْـرَجَ في * جَحْفلٍ كالليلِ خَطّار العَوالي
رَبَعَ- كمَنَعَ: وقفَ وانتظَر. المُمْسِكو= المُمسِكون- تخفيفًا؛ من الشواذ عن قواعد النحو ما أدعو الشعراء الجدد إلى تجنّب اتخاذه قاعدة. اٌنتجَعْـنا: قصَدْنا. الحارث الأعرج: جَدّ اٌمرئ القيس. خطّار: مضطرب
– – –
عـمرو بن كلثوم؛ ت 584 م
بَكَرَتْ تعذُلُني وَسْطَ الحَلالِ * سَفَهًا بنتُ ثُوَيْرَ بنِ هِلالِ
بَكَرَتْ تعذُلُني في أنْ رأتْ * إبِلي نهْـبًا لشَرْبٍ وفِضَالِ
لا تلوميني فإنِّي مُتْلِفٌ * كُلَّ ما تحوي يَميني وشِمَالي… إلخ
* * *
ثانيًـا؛ العروض فاعِلُنْ مع الضرب فاعِلانْ، أي
فاعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ- فاعِلُنْ * فاعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ- فاعِلانْ
يبدو هذا الضرب مستحدَثًا في العصر الأندَلُسي؛ مثالًـا من العقد الفريد ج5
يا مُديرَ الصُدْغ في الخدِّ الأَسيلْ * ومُجيلَ السِّحْر بالطَّرفِ الكَحيلْ
هلْ لِمَحزونٍ كَئيبٍ قُبلة * مِنكَ يَشْفي بَرْدُها حَرَّ الغَليلْ
هلْلِمَحْزو- نِنْكَئيبِنْ- قُـبْلتُنْ * مِنكَيَشْفي- بَرْدُهاحَرْ- رَلْغَـلِـيْلْ
فَاعِلـاتُنْ- فاعِلـاتُنْ- فاعِلُنْ * فاعِلـاتُنْ- فاعِلاتُنْ- فاعِـلَـانْ
وقليلٌ ذاكَ إلّـا أنَّهُ * ليس مِن مِثلِكَ عندي بالقليلْ
بأبي أحْوَرُ غَنّى مُوهـنًا * بغناءٍ قصَّر الليلَ الطويلْ
– – –
مِن «الأطلال» – د. إبراهيم ناجي؛ شاعر مصري ت 1953 م
لَسْتُ أنسَاكِ وقدْ أغرَيْتِني * بفمٍ عَذْبِ المُنادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَـيَدٍ * مِن خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْقْ
وبَرِيقٍ يَظمَأ السَّاري لَهُ * أَيْن في عَيْنَيْكِ ذيَّاكَ البَرِيْقْ
تغنَّتْ بها السيدة أمّ كلثوم. وفي القصيدة مقاطع على “فاعِلانْ” متنوّعة القوافي
* * *
ثالثًـا؛ العروض فاعِلُنْ التي ضربُها فاعِلُنْ أيضًا- أشْهَرُ الضروب الثلاثة، أي
فاعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ- فاعِلُنْ * فاعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ- فاعِلُنْ
ليلى العـفيفة – ت 483 م
ليتَ للبَرّاق عينًا فـتـرى * ما ألاقي من بُكـاءٍ وعَـنا
عُذِّبَتْ أختكُمُ يـا وَيْلكمْ * بعذاب النُّكْر صُبْحًا ومَـسَـا
عُذْذِبَتْؤخْ- تُكُمُويـا- وَيْلكُمْ * بِعَذابنْ- نُكْرصُبْحَنْ- وَمَـسـا
فَاعِلـاتُنْ- فَعِلـاتُنْ- فاعِلُنْ * فعِلـاتُنْ- فاعِلاتُنْ- فعِـلُنْ
غلَّـلـوني قـيَّدوني ضَرَبُوا * جسْـمِيَ الناحلَ مِني بالعصا… إلخ
تغنّتْ بها السيدة أسْمَهان شقيقة الموسيقار فريد الأطرش؛ عنوان المقطع على يوتيوب: (ليت للبراق عينا) عِلمًا أنّ الشاعرة كانت (تامّة الحُسن كثيرة الأدب؛ خطبها كثير من سراة العرب، لكنها كرهت الخروج من قومها…) والمزيد عن تلقيبها بالعفيفة وقصّةِ أسْرِها فاٌستغاثتِها بالبرّاق ابن عمِّها، في كتاب «شعراء النصرانيّة» ج 1 ص 148 للأب العلّـامة لويس شيخو اليسوعي
– – –
امرؤ القيس؛ ت 565 م
دنتِ الساعةُ واٌنشقَّ القمَرْ * عن غزالٍ صاد قلبي ونـفـرْ
مرَّ يومَ العيـدِ بيْ في زينـةٍ * فرمـاني فتـعـاطى فعَـقـرْ
بسِهـامٍ مِن لحـاظٍ فاتِكٍ * فرَّ عني كهشيـم المُحْـتظـرْ
كُتِبَ الحُسْـنُ على وجنتـِهِ * بسَحيق المِسْـكِ سطرًا مُختصرْ… إلخ
تنويه؛ لقد قمت بمعارضة هذه القصيدة مع شرح مُحتمَل لمعنى بيتها الأوّل؛ منشورة الكترونيًّا تحت عنوان «سارة القيس» لذا أكتفي بالتالي
دنتِ السّاعة واٌنشقّ القمَرْ * وَصَلتْ سارةُ ما أحلى الخبَرْ
قمَرٌ أفصَحَ في رَوعَـتِهِ * عـن غـزالٍ صادَ قلبي ونفرْ
يُسَمّى هذا الفنّ بالتشطير، من فنون الشعر المُلحَـقة بالبحور. إنها مع التشطير سبعة: لزوم ما لا يلزم، التشريع، التسميط، التخميس، التفويف، الإجازة- وفي ذهني الآن مثالٌ على الإجازة؛ أي أن يأتي شاعر ببيت طالبًا إلى شاعر آخر أن يردّ عليه ردًّا يناسب معناه ويتفق مع الوزن والقافية، أو أن يأتي بصَدر بيت طالبًا إلى آخر الإتيان بعَجْز مناسب. والمثال ممّا روى ضياء الدين ابن الأثير (ت 637 هـ) في «المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر» ج 1 ص 250 قائلًـا (بتصرّف) أنّ أبا نؤاس كان جالسًا مع شعراء فاٌستسقى فلمّا شرب قال- من مجزوء الرَّمَل: (عَذُبَ الماءُ وطابا) ثم قال: أجيزوه! فتردد الشعراء في إجازته وإذا هُمْ بأبي العتاهية مجتازًا فتساءل: ما شأنكم مجتمِعـين؟ فأنشدوه فقال وما تروّى: (حبَّذا الماءُ شَرابا) ما دلّ على أنّ أبا العتاهية كان صاحب بَدِيهَة وهذا ما عنيت في حلقة الرَّجَز بالإرتجال. عِلمًا أنّ الرّاوي هو أخو ابن الأثير مؤلِّف «الكامل في التاريخ» وعِلمًا أنّ لاٌمرئ القيس قصيدة أخرى كاملة، على قياس قطعته المذكورة؛ أكتفي منها بذكر بَيتَيها الأوَّلين
دِيمَةٌ هطلاءُ فيها وَطَفٌ * طَبَقُ الأَرضِ تحَرَّى وتَدِرْ
راحَ تَمْريهِ الصَّبا ثمَّ اٌنتحى * فيهِ شُؤبوبُ جَنوبٍ مُنفجِرْ
ديمة: مطر دائم بلا برق ولا رعد. هطلاء: غزيرة. وطف: استرخاء. تحَرَّى بالمكان: تمكَّث. تمْريهِ: تستخرجُ ماءَه. شؤبوب: دُفعة من المطر. الجَنوب: ريحٌ تُخالِفُ الشَّمال
– – –
وهل يخفى القمر! عُـمَر بن أبي ربيعة؛ ت 93 هـ ، 711 م
بَيْنما يَذْكُرْنَني أبْصَرْنَني * دونَ قـيد المِيلِ يَعْدو بيْ الأغَـرْ
قالتِ الكبرى: أتعْرِفْنَ الفتى؟ * قالتِ الوسطى: نعمْ، هذا عُمَرْ
قالت الصُّغرى وقد تيَّمْتُها * قد عرفناهُ وهَلْ يخفى القمَرْ
ذا حبيبٌ لم يُعَرِّجْ دُوننا * ساقهُ الحَيْنُ إلينا والقدَرْ
قَيد المِيل: مقدار الميل. الأغرّ: الفرَسُ الذي في جبهته بياض. الحَيْن: القضاء
– – –
المتنبي؛ ت 354 هـ ، 965 م
لا تلُومَنَّ اليهوديَّ على * أنْ يرى الشَّمسَ فلا يُنكِرُها
إنَّما اللومُ على حاسِبِها * ظُلْمَةً مِن بَعدِ ما يُـبْـصِرُها
أليس الصواب: مِن بَعدِ أنْ يُبصِرَها؟ إليك شرح البرقوقي: (رُويَ هذان البيتان برفع القافية ونصْبها، فالرفع على الاستئناف، والنصب عطف على يرى؛ وإذن: يُروى البيت الثاني: من بعد أن يُبْصِرَها. يقول: لا يُلام مَن رآى الشمس وقال هذه شمس، لا، إنما اللوم على من رآها وقال هذه ظلمة. وضرب ذلك مثـلا. يقول: إن أباه شمس فلا يستطيع الاختفاء، لأن الشمس لا تخفى) انتهى
– – –
موشَّح أيها الساقي- ابن زهر؛ ت 1162م
أيُّها السّاقي إليكَ المُشتكى * قد دعوناكَ وإنْ لمْ تسْمَعِ
ونديمٍ هِمتُ في غرَّتِهِ
وبشرْبِ الرّاحِ مِن راحتِهِ
كُلَّما اٌستيقظ مِن رقدتِهِ
جَذبَ الزِّقَّ إليهِ واٌتَّكا * وسَقاني أربَعًا في أربَعِ… إلخ
تغنّت به الفنانة اللبنانية فاديا طنب الحاج – والإداء متوفر على يوتيوب
– – –
موشَّح جادك الغيث- لسان الدين بن الخطيب؛ ت 1374 م
جادَكَ الغيثُ إذا الغيثُ هَمَى * يـا زمان الوصْل بالأندَلُسِ
لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلّـا حُلُما * فـي الكرَى أو خِلسَةَ المُختلِسِ
فـي ليالٍ كتمَتْ سرَّ الهَوى * بالدُّجَى لولا شُموسُ الغُرَرِ
مالَ نجمُ الكأسِ فيها وهوى * مُستقيمَ السَّيْرِ سَعْدَ الأثَـرِ
وَطَرٌ ما فيهِ مِن عيب سِوَى * أنّهُ مَرَّ كلمحِ البَصَرِ… إلخ
تغنَّت السيدة فيروز بمقاطع جميلة منه – والإداء متوفر على يوتيوب
* * *
مَجزوءُ الرَّمَل: فاعِلاتُنْ أربع مرّات
رابعًا؛ العروض الصحيحة المجزوءة فاعِلاتُنْ وضربُها مِثلُها، أي
فاعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ * فاعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ
أبو نؤاس 1
إسقِني سَبْعًا تِباعا * وأدِرْهُنَّ سِراعا
قهوةٌ يحسَبُها الناظِرُ إنّ صُبَّتْ شُعاعا؛ م
قهْوَتُـنْـيَحْ- سَبُهَـنْـنا * ظِرُئِنْصُبْ- بَتْـشُعاعا
فاعِلاتُنْ- فَعِلاتُنْ * فعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ
يا خليليَّ اٌشْرَباها * واٌحْسِرا فيها القِناعا
بكَّرَ اللائِمُ يَنهاني فأغـرى ما اٌستطاعا؛ م
أبو نؤاس 2
أيّها العاتِبُ في الخمــر متى كنتَ سَفيها؟ م
كنتَ عـندي بسوى هــذا من النُّصْح شبيها م
لو أطَعْـنا ذا عِتابٍ * لأطعْـنا اللهَ فـيها
فاٌصْطبِحْ كأسَ عُـقارٍ * يا نديمي واٌسْقِنيها
إنني عِـندَ مَلامِ النّاسِ فـيها أشتهـيها م
– – –
وبالعودة إلى مقطع يوتيوب في هامش حلقة المديد تجد-ين في الدقيقة الأخيرة أربعة أبيات من مجزوء الرَّمَل بصوتَي السيدة فيروز والموسيقار وديع الصافي؛ هي
يا غزالًـا في كثيبِ * أنتَ في حُسْنٍ وطِيْبِ
يا قريبَ الدّار ما وصْلُكَ مِنّي بقـريبِ؛ م
يا حبيبي بأبي أنْسَـيْـتَـني كُلَّ حبيبِ؛ م
لِشقائي صاغَـكَ اللهُ حبيبًا للقلوبِ؛ م
– – –
يا غريبَ الدار- الجواهـري؛ ت 1997 م
مَن لِهمٍّ لا يُجارى * ولآهاتٍ حَيارى
يا نديمًا يَعصِرُ الخمـرةَ ليلًـا ونهارا
ويُساقي من دمِ القلب أخا الهَمِّ عُـقارا
تأخذ النشوة منهُ * ثمّ تنساهُ السُّكارى
نظمها الشاعر خريف العام 1962 في 96 بيتًا في پراغ- عاصمة چـيكـيا
* * *
خامسًا؛ العروض فاعِلاتُنْ وضربُها فاعِلاتاْنْ، أي
فاعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ * فاعِلاتُنْ- فاعِلاتانْ
مستحدَث أو ندر وجوده قبل العصر الأندلسي. فمِثالًـا نجد في العقد الفريد ج5 أيضًا
يا هلالاً في تَجنّيهْ * وقضيبًا في تثنِّيهْ
والذي لستُ أسمِّيـهِ ولكنّي أكنِّيهْ؛ م
وَلْلذِيْلَسْ- تُؤُسَمْمِيْ * هِوَلـاكِنْ- نِيْؤكَنْـنِيْهْ
فاعِلاتُنْ- فَـعِلاتُنْ * فَـعِلاتُنْ- فاعِـلـاتانْ
شادِنٌ ما تقْدِرُ العينَ تَراهُ من تَلالِيهْ؛ م
كلَّما قابَلهُ شخصٌ رأى صُورتهُ فيهْ م
– – –
مِن قصيدة «إشْـرَبي أنتِ وحَسْبي» – إبراهيم طوقان
نقلَ الكأسُ حديثًا * عن ثناياكِ العِذابْ
إنَّهُ لولا شذاها * لم يكنْ لذَّ وطابْ
لمْ يكنْ يُسْكِرُ لولا * أنَّهُ مَسَّ الرُّضابْ
إشْـرَبي أنتِ وحَدِّثْ * أنتَ عنها يا شَرابْ
وفي القصيدة مقاطع أخرى متنوّعة القوافي
* * *
سادسًا؛ العروض فاعِلاتُنْ وضربُها فاعِـلُنْ، أي
فاعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ * فاعِلاتُنْ- فاعِلُنْ؛ يبدو مُستحدَثًا أيضًا وقليل الإستعمال
مُذْ بدا زادَ الشَّجَنْ * مَن بهِ قلبي اٌفتتنْ
رُبَّ هِجرانٍ طويلٍ * أودَعَ القلبَ الحَزَنْ
رُبْبَهِجْرا- نِنْطويلِنْ * أوْدَعَلقل- بَلْحَزَنْ
فاعِلاتُنْ- فاعِلاتُنْ * فاعِلاتُنْ- فاعِلُنْ
قيلَ لمّا قد رأوهُ * وهْـوَ في الدنيا الحَسَنْ
ما لِما قرَّتْ بهِ العَينانِ مِن هذا ثمَنْ؛ م
قد رأوهُ؛ واضحٌ أنَّ “قد” حَشْوٌ في البيت لتمشية الوزن، لكنْ على حساب البلاغة
– – –
أغـدًا ألقاك- الهادي آدم؛ شاعر سوداني ت 2006 م
أغـدًا ألقاكَ يا خوف فؤادي مِن غـدِ؛ م
أغَـدَنْألْ- قاكَياخَو * فَـفُؤادي- مِنْغَـدِي
فاعِلاتنْ فاعلاتنْ * فاعلاتنْ فاعِـلُنْ
يا لشوقي واٌحتراقي * في اٌنتظار المَوعِدِ
والقصيدة في مقاطع موحّدة الوزن ومتعدِّدة القوافي؛ نرى في المقطع التالي الضرب فَعِلُنْ الناتج من خبن فاعِلُنْ، أي: فاعلاتنْ فاعلاتنْ * فاعلاتن فعِلُنْ
هذهِ الدنيا كتابٌ * أنتَ فيهِ الفِكَرُ
هاذهِدْدُن- ياكتابُنْ * أنتَفيهِلْ- فِكَرُو
فاعلاتنْ فاعلاتنْ * فاعلاتن فعِلُنْ
هذه الدنيا ليالٍ * أنت فيها العُمُرُ
هذه الدنيا عيون * أنت فيها البَصَرُ
هذه الدنيا سماءٌ * أنت فيها القمَرُ
تغنَّتْ بها السيدة أمّ كلثوم. والأغنية متوفرة على يوتيوب
* * *
الرَّمَلُ والشِّعْـرُ الحديث
ينضمّ الرَّمَل إلى قائمة البحور الأكثر استعمالًـا في الشِّعْـر الحديث؛ قلّما خلا منه ديوان شعر أو مجموعة شعريّة. فالأمثلة كثيرة والإبداع مستمر؛ لكنْ تيسّرَ لي التالي
سكن الليل- جبران خليل جبران؛ بْشَرِّي، لبنان 1883 – نيويورك 1931 م
سَكَن اللَّيلُ وفي ثَوب السُّكونْ — تَخـتَـبـي الأحلامْ
فاعِلاتنْ فاعِلاتنْ فاعِلاْنْ * فاعِلاتنْ- فانْ
فانْ: بحذف عِلاتْ من فاعِلاتنْ، جديد مِن إبداعات متنوّعة عبر قرون ماضية
وسَعى البَدرُ ولِلبَدرِ عُـيُونْ — تَـرصُـدُ الأَيّامْ
عَلّنا نُطفي بِذيّاكَ العَصِيـرْ — حـرقة الأَشـواقْ
فتعالي يا اٌبنَة الحَقل نـزُورْ — كَـرمَـة الـعُـشّــاقْ
اِسمَعي البُلبُلَ ما بَين الحُقولْ — يَـسـكُـبُ الأَلحانْ
في فضاءٍ نَفَخَتْ فيهِ التّلولْ — نـسـمَـة الـرَّيحانْ… إلخ
تغـنَّت بها السيدة فيروز- والأغنية متوفرة على يوتيوب
– – –
غرباء- نازك الملائكة؛ 1923 بغداد – 2007 م
من ضمن روّاد شعر التفعيلة المُسمّى بالشعر الحُرّ سابقًا؛ ظنّتْ أنها الرائدة الأولى، قبلما عَـلِمَت، بعد بضع سنين، بظهور شعر حُرّ منشورًا في صحف عربية
أَطفِئ الشمعةَ واٌترُكْنا غريبَيْنِ هنا
نحنُ جُزءانِ مِن الليلِ فما معـنى السَّنا
يسقطُ الضوءُ على وهْمَينِ في جَفنِ المساءْ
يسقطُ الضوءُ على بعضِ شظايا مِن رجاءْ
سُمِّيتْ نحنُ وأدعوها أنا
مَللًـا
نحنُ هنا مثلُ الضياءْ
غُرَباءْ… إلخ
– – –
الفادي- فدوى طوقان؛ 1917 نابلس – 2003 م
في اٌحتدام الدَّمِ والنارِ وطغيانِ الجنونْ
بَسَط الفادي نبيُّ الحُبِّ كفّيهِ علينا
واٌفتدانا
آهِ ما أغلى الفداءْ
واٌشترانا
آهِ ما أغلى الثمن
وعلى وخز مسامير الألمْ
وعلى حزّ سكاكين العياء
أسند الرأسَ وأرخى هُدْبَ جَفنيهِ ونامْ
وبعينيهِ رؤى الحُبِّ وأحلامُ السَّلام… إلخ
وقد رثتِ الشاعـرة أخاها الشاعر ابراهيم طوقان بقصائد كثيرة؛ كما في مجموعتها الشعريّة الأوّلى «وحدي مع الأيام» الصادرة في القاهرة سنة 1952 م وغيرها
– – –
كن صديقي- د. سعاد الصباح
شاعرة كويتية معاصرة؛ حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد والعلوم السياسية
كُنْ صَدِيقي
كمْ جَمِيلٌ لو بَقِيْنا أصْدِقاءْ
إنَّ كُلَّ اٌمْرَأةٍ تحْتاجُ أحيانًا إلى كَفِّ صَدِيقْ
وكَلامٍ طَيِّبٍ تسْمَعَهُ
وإلى خيمةِ دِفءٍ صُنِعَتْ مِن كلِمَاتْ
لـا إلى عاصِفةٍ مِن قبُلاتْ
فلِمَاذا يا صَدِيقي؟
لسْتَ تهْتمُّ بأشيائي الصَّغيرة
ولِمَاذا… لَسْتَ تهتمّ بمَا يُرْضِي النِّساءْ؟
تغنّت السيدة ماجدة الرومي بمقاطع منها، عِلمًا أنها حَضَرتِ الحفل الذي ألقت الشاعرة خلاله هذه القصيدة. والأغنية متوفرة، أمّا الحفل فما اٌستطعت العثور عليه كاملًـا