النت وحدها تجبر الإنسان على تعلم اللغة الإنجليزية. ربما يعترض بعض الإخوة على هذا ولكن من لا يجيد اللغة الإنجليزية ولو على مستوى متوسط لا يدرك حجم ما يفتقده كمن ولد فاقداً للبصر. ولكن كيف تتعلم اللغة الإنجليزية. أظن أن الأسلوب المتبع في تعليم اللغة أي لغة عفّى عليه الزمن، يعتمد الأسلوب السائد على الكتاب كمرجع أساسي. ويعتمد أيضاً على جمع الكلمة بكل اشتقاقاتها في درس واحد ويعتمد بعض الأحيان على الترجمة، غالباً نتعلم الكلمة مكتوبة قبل أن نعرف كيف ننطقها، هذا الأسلوب كان إجبارياً في زمن مضى. عندما كان الكتاب المصدر الوحيد للمعارف المنقولة.
نعرف جميعاً أن اللغة يجب أن تكتسب بالسماع وليست بصرية، اتقنا لغتنا الأم بالكامل قبل أن نتعلم الكتابة والقراءة، الكتابة والقراءة شيء وتعلم اللغة شيء آخر، أساس اللغة وهدفها أن يتخاطب بها الناس شفهياً، مخاطبة الناس بالكتابة مستوى آخر لا علاقة له بتعلم اللغة. كثير من الناس يتكلم لغة وهو لا يجيد الكتابة والقراءة.
توفر التقنية بين أيدي الناس يسمح لنا أن نتعلم اللغة كما تعلمنا لغتنا الأم في طفولتنا، دون كتابة أو قراءة، على سبيل المثال تسمح لنا التكنولوجيا الحديثة أن نسمع الكلمة قبل أن نقرأها وأن نكرر سماعها عشرات المرات في كل الأوقات، حتى ترسخ في الذهن بصورتها الصوتية، وفي نفس الوقت تساعدنا التقنية أن نعرف الكلمة من خلال موقف حقيقي لا ترجمة لمقابلها العربي، عندما أتكلم عن الكلمة أتكلم أيضاً عن الجملة وغيرها.
باستخدام التقنية يمكن أن يتعلم الإنسان اللغة الأجنبية كما تعلم لغته الأم، على سبيل المثال: كلمة (جلس)، يسمعها المرء للمرة الأولى بعيدة عن اشتقاقاتها، سمعت والدتك تقول لك (اجلس) وعرفت معناها ثم بعد أسبوع سمعت من يقول فلان (جالس) وربما بعد شهر سمعت من يقول (جلس)، لم تعرف أن هذه فعل (امر) وهذا فعل (ماض).. إلخ، إلا في المدرسة. كل كلمة من هذه الكلمات مستقلة عن الأخرى، جمعها لك الكتاب المدرسي، في ظني الفصل بين تعلم اللغة وتعلم الكتابة والقراءة أمر ضروري لكي نكتسب اللغة الأجنبية كلغة لا كرموز للغتنا الأم.
ألاحظ أن كثيراً ممن يتحدث الإنجليزية في الواقع يتكلم عربياً بكلمات إنجليزية، نحن نتعلم كلمات اللغة الأجنبية كترجمة لكلماتنا العربية لا نتعلمها ككلمات ومفهوم جديد.
في رأيي من يريد أن يتعلم اللغة الإنجليزية أو غيرها يجب أن يتعلمها بعيداً عن لغته الأم وبعيداً عن الكتابة والقراءة وأن يعرفها كأصوات لا كرموز.
* نقلا عن “الرياض”