ليس سرا أنني عرفت الجنرال الراحل مصطفى طلاس رحمه الله مع من عرفوه ، بكونه كان رئيسا فخريا لنادي فن التصوير الضوئي ، ومن خلال اهتماماته الادبية ودار النشر التي اسسها واهدائه بعضا من كتبه ، ولكن لم اقف يوما على بابه مثلما وقف من يشتمه اليوم ويتبرأ منه ، بصور مستفزة وسخيفة ، حتى عندما كتبت عنه ذات يوم ، كتبت بجرأة من دمشق وفي حياة عينه ، عن استقدامه لنجمات السينما والفن وملكات جمال العالم ، لم اتهيب احدا ، تلك المعلومات التي يكررها اليوم الكتبة والصحفيون نقلا عن نص قديم نشرته منذ اكثر من عشر سنوات . هؤلاء اعرف بعضهم جيدا ويعرفونني انني كنت اشاهدهم يقبلون يده كي يحصلوا على توقيع لادخال سيارة من لبنان دون جمارك ، او لنقل قريب اوعسكري يلوذ بهم . السيد طلاس كانت حدود شخصيته وتفكيره وامكانياته وصلاحياته معروفة جيدا . ولكن المجرمين الحقيقيين كانوا ولازالوا بينكم . وتعازي لفراس ومناف وناهد طلاس برحيل والدهم الذي صنع لهم مجدا شخصيا لايمكن للتاريخ من تجاوز أخطاءه الكارثية .
نزكي لكم قراءة: هل صحيح بأن عائلة طلاس ليست من الكلاب والخرفان؟
كلما ذكر اسم مصطفى طلاس ،نتذكره في العائله بانه الرجل الذي سرق بقرتنا؟ كنا عائله بسيطه تعتاش من راتب بسيط وبقره تملىء البيت حليبا وقشده ولبنا وشنكليشا وكانت تساوي اكثر من راتب الوالد بكثير .في اليوم الذي طلب الجيش اصغر اخوتي للخدمه الاجباريه بدأت المأساه فوالدتي التي تحب صغيرها اكثر من اي شخص اخر وما زالت بالرغم من كل عثراته بدأت تفكر بخطه جهنميه لفرز مدللها الى ثكنه عسكريه قرب البيت لتحمل له الطعام كل يوم والمصروف ان استطاعت حيث ان طعام العسكر ومصروفه لا تطعم فأره. اعلمها احدهم ان طلاس يستطيع فرزه اينما شائت وان شقيقه يقوم بذلك بعد دفع ما يقارب الف دولار امريكي ولاننا لا نعرف الدولار ولا نعرف الامريكي، وان اصبحنا للمفارقه امريكيين اليوم!، فقد وجدت امي ضالتها بالبقره فادعت انها مجنونه وانها ترفس ومريضه ولا تحلب،وطلبت احدهم الذي اشترى البقره ب٤٠٠٠٠ ليره واسرعت والدتي لتنقدها لطلاس الاخ الذي تفضل مشكورا بفرز الابن المدلل قرب البيت مع توصيه بان يداوم كما يشاء، طبعا افتقدنا الحليب ومشتقاته وهاجرنا لامريكا بسبب امور منها ضياع البقره ونقص التغذيه. اليوم اتذكر طلاس يوم مماته واسامحه بسرقه بقرتنا العزيزه فقد كانت من اسباب الجهد والنجاح لنا خارج مزرعته.
شكرا استاذ حبيب ابو فارس المحترم على هذه المشاركة التي اغنت النقاش وتفضلوا بقبول فائق الاحترام