Nizar Nayouf
قبل أكثر من خمسين عاما، كانت تركيا تحت حكم عدنان مندريس ، الذي أدخل تركيا إلى الحلف الأطلسي وحلف بغداد، وتحول إلى هرواة غليظة بيد الأميركيين وإسرائيل والحلفين (إلى جانب شاه إيران، وآل سعود من خارج الحلفين) لمواجهة المد اليساري والشيوعي ،والقومي التحرري في المنطقة بقيادة عبد الناصر.
في ذلك العام، أو أواخر العام 1957 وبداية العام 1958 على وجه التحديد، حشدت تركيا قواتها على الحدود السورية وهددت باجتياحها، بسبب تحالفها مع عبد الناصر(قبل الوحدة)، وازدياد نفوذ اليسار في سوريا وأجهزة الحكم، فاعتبر الأخير أي عدوان على سوريا عدوانا على مصر.
على هذه الخلفية، وفي مناخ من الهيجان الثوري العاطفي في المنطقة نصرةً لسوريا ومصر،التقى الشاعر العظيم ورسام الكاريكاتير المبدع بسخريته،صلاح جاهين، والموسيقار الكبير سيد مكاوي ، في إحدى المقاهي القاهرية، فارتجل الأول أغنية ساخرة من الأتراك، وارتجل الثاني لحنها! فكانت الأغنية الكاريكاتورية المنشورة أدناه.
من أبدع ما في هذه الأغنية أن الشاعر صاغها بتعابير قسم كبير منها تركي، لكن كلماتها التركية ـ أو بعضها ـ لا تزال مستخدمة ومفهومه عربيا، بينما جاء اللحن ونبرة الغناء متساوقين معها تماما، فبدت كما لو أنها “أغنية تركية”!
مؤخرا قامت ابنة الموسيقار سيد مكاوي، السفيرة إيناس مكاوي، بإخراجها من الإرشيف الشخصي لوالدها(كونها لم تنشر سابقا وليست موجودة في أرشيف “ماسبيرو”)، وأهدتها إلى برنامج ” القاهرة والناس”.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الشكر للصديق “يسار دريوسي” في ألمانيا الذي زودني بها ولفت انتباهي لها.