مشهد بشار الاسد مبارح على التلفزيون الرسمي من خلف منصّة ، و من أمام علمين موضوعين تعبيراً عن رمزية السيادة ، مشهد لا يزيد عن صورة جهاد مقدسي اللي طلع أتلى بيان وزارة الخارجية بعد مجزرة العصر الكيماوية باعتباره موظف برتبة الناطق الرسمي في هالوزارة ، و مشهد لا يقل عن تعزيز القناعة الراسخة عند أغلبية الشعب السوري بانّو بشار الاسد لم يعد الا مجرد ناطق رسمي بوزارة الخارجية الإيرانية للشؤون السورية..
جميع اللاعبين في الشرق الأوسط من بعد لحظة الإعلان عن توقيع ايران و اميركا للاتفاقية المنوية ، الجميع كانوا مترقبّين منتظرين لحظة الإعلان عن البنود السياسية و القطب المخفية في الاتفاقية بما يتعلّق بدولهم..
خرج الاسد مبارح و أتلى علينا البند السياسي المخفي بالاتفاقية بما يتعلق في سوريا..
كان ناطقاً رسمياً موزوناً حتى حلول اللحظة الاخيرة من تلاوة الورقة ، لحظة الارتجال الغبية و الغير مكتوبة على ورقة البيان الوزاري الإيراني ..
البيان بيقول:
تتوزع مناطق النفوذ في سورية المنتهية الصلاحية على الشكل التالي :
– تركيا شمالاً ، ايران غرباً ، اسرائيل جنوباً ، و داعش شرقاً..
– لا مناوشات مستقبلية بين الأطراف لحين اختمار تسوية نهائية ..
– لا لدويلات كردية و علوية مبدئياً ..
– منطقة آمنة شمالاً و جنوباً لعودة اللاجئين السوريين ، و دمشق منطقة محمية دولياً مع وجود الاسد كمندوب سامي عليها..
– وقف اعمال جيش الاسد و الاكتفاء بالحفاظ على الواقع الأمني ( الستاتيكو ) الحالي ..
– العمل على حل سياسي يخرج الاسد في يوم ما من سوريا ، و يبقي على الجيش و اجهزة الامن و مؤسسات الدولة العلوية السورية كضامن للاقليات و حامي للمصالح الدولية..
و في نهاية تلاوة البيان الوزاري، كان لا بد للاسد من تخفيف الدم على حسب العادة ، ليخرج علينا بنكتة الارض لمن يدافع عنها وسط تصفيق حاد من الأراكوزات الموجودين و وسط التهامس على خفّة دم القائد و حكمتو السياسية ..