الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى: كلام اول
أودّ أن أُعلِّق على موضوع القانون الّذي مُرِّر بالكنيست والّذي يقضي بتمييز العرب المسيحيّين عن سواهم من العرب المسلمين، نازعين بذلك الصّبغة العربيّة عن المسيحيّين مؤسِّسي حركة القوميّة العربيّة. أرغب في إجراء تحليلٍ شخصيٍّ يطال الموضوع بكليّته لأنّي أرغب في أن أضع إصبعي على الجرح:
1) لا أحد يُمكنه أن ينزع عن المسيحيّين القوميّة العربيّة وقد آمنوا بها على مرّ الأزمان بحيث وقف المسيحيّون بجانب إخوتهم المسلمين في الدّفاع عن أرضهم وعرضهم وشرف أوطانهم.
2) استفاد الوطن العربيّ بأكمله من الفكر المسيحيّ النّيِّر والخيِّر والّذي بدوره ساهم في بناء الحضارة العربيّة حتّى يومنا هذا، فوضعوا كلّ إمكانيّاتهم في خدمة الإنسان العربيّ وتطوّره.
3) الإسلام المعتدل كان دومًا محترمًا للعقيدة الدّينيّة للمسيحيّين العرب ممّا أعطى المسيحيّين شعورًا بالحريّة الدّينيّة في ممارسة شعائرهم الدّينيّة دون خوفٍ من الإلغاء.
4) بعد سقوط بغداد بيد الاحتلال الأميركي في العام 2003، بدأت حقبةٌ تاريخيّةٌ جديدةٌ هي “الإسلام التّكفيريّ الجهاديّ” الّذي يحمل طابع ألغاء الآخر المختلف حتى المسلم الّذي لا يتبع مذهبهم وعقيدتهم البعيدة كلّ البعد عن العقيدة الإسلاميّة الصّحيحة، إذ نهى الرّسول العربيّ عن قتل الرّهبان والقساوسة وتدمير الأديار والكنائس (سورة المائدة من القرآن الكريم).
5) تغلغل هذا الفكر الغوغائيّ والبربريّ جعل من بعض المسلمين المعتدلين يتبنَّونه بناءً على رفضهم التّدخّل الخارجيّ في بلدانهم وأوطانهم ممّا أضعف بالتّالي الصّوت الإسلاميّ المعتدل، ومن هنا بدأت المشكلة الاجتماعيّة والدّينيّة بالظّهور إذ رفض الجار المسلم أخيه المسيحيّ الّذي كان يقبله بالأمس…
6) على صعيد بلدنا، سارع هذا التّحوُّل من جهة وصمت الشّارع الإسلاميّ المعتدل من جهةٍ أخرى إلى احتضانٍ إسرائيليّ للأقليّة المضطهَدة بسبب انتمائها الدّينيّ في الشّرق العربيّ الجريح، ليُحوِّلوا أنظار العالم الغربيّ إلى أنّ هذه الأقليّة المضطهَدة في الشّرق هي أقليّةٌ متميّزةٌ ومميّزةٌ في إسرائيل.
7) أقولها وبصراحة إنّ صمت المسلمين عن ما يحدث من مجازر تقع بحقّ المسيحيّين (وأنا لا أُنكر المجازر الّتي تحصل ضدّ المسلمين أيضًا) وتدمير للكنائس والأديار والصّلبان وخطفٍ للأساقفة والكهنة والرّاهبات… قد جعل بعض المسيحيّين ينظرون إلى إسرائيل على أنّها حافظةٌ لهم ولدينهم وكنائسهم وأديارهم.
8) ما حدث في النّاصرة من شعاراتٍ رفعها البعض ضدّ العقيدة المسيحيّة متجاهلين الوجود المسيحيّ وغير مكترثين فيه، جعل المسيحيّين يقتنعون بأنّ الحلّ هو إسرائيل، مع أنّ خبرة المسيحيّين مع إسرائيل كانت فاشلة (لبنان).
9) عندها رفعتُ صوتي عاليًا وقلت: أين هم المسلمون؟ أين الصّوت الإسلاميّ المعتدل؟ أين التّظاهرات المندِّدة بهذه الشّعارات وغيرها…؟ ولا من مجيب. أين المسلمون ممّا يحدث في معلولا؟ وعندما نعتت نائبة رئيس البلديّة صوت الآذان بالخنازير البريّة قامت التّظاهرات المندِّدة والشّاطر الّذي هاتفني طالبًا مشاركتي في التّظاهرة فأبيتُ المشاركة، لماذا يا أبونا وأنت خوري العرب والمسلمين: لأنّ ما يحدث ضدّنا كمسيحيّين عرب وتهميشنا في المجتمع العربيّ يجعلني أُفكِّر مرّتين بانتمائي العربيّ، نعم هذه هي الحقيقة، وأنا مَن فتح قاعة الكنيسة للإفطار الرّمضانيّ الّذي يجمع الإخوة معًا وذهبتُ لزيارة جامع الجرينة لمرّاتٍ عديدة…
10) أمّا في ما يخصّ التّجنيد، فهذا أمرٌ مفرَغٌ منه لأنّ الكنيسة لن تقبل بالتّجنيد الإجباريّ ولكنّها في الوقت عينه لا تستطيع أن توقف مَن يريد أن يتجنّد أو أن تحرمه من الكنيسة كواقع بعض الشّبّان المسلمين الّذين يتجنّدون هم أيضًا للجيش.
11) أين المسيحيّ العربيّ في الدّولة العربيّة؟ 15000000 مليون قبطي في مصر، كم وزيرٍ يُمثِّلهم؟ كم نائبٌ في البرلمان لهم؟ لا يُمثِّلون شيئًا لأنّ الغالبيّة المسلمة لا تعتبرهم “مواطنين”، لماذا يا أخي المسلم لا تعتبر المسيحيّ مواطنًا طالما أنّه حارب المحتلّ والمعتدي معك ودافع عنك حتّى في أحلك الظّروف؟ لماذا هذا الإجحاف في حقّ المسيحيّين؟
12) كيف أنسى كتاب التاريخ من صفّ سابع حتّى الصّف الثاني عشر والّذي لا يحتوي إلاّ على بعض الصّفحات الصّغيرة الخجولة عن المسيحيّين العرب وكأنّ التّاريخ العربيّ بدأ مع ظهور الإسلام؟ أين هي أل632 سنة قبل الإسلام؟ لم أجد مسلمًا واحدًا يعترض على هذا الإجحاف في حقّ المسيحيّين العرب. بالله عليكم ألم يحن الوقت الّذي تُعيدون فيه الكرامة للمسيحيّين العرب الّذين يُشرِّفون العروبة بفكرهم وثقافتهم وعقلهم ومكانتهم…
أأسف جدًّا على هذا التّحليل الّذي قد يُزعج البعض، ولكنّها الحقيقة الّتي أردتُ أن أضع إصبعي عليها، علّنا نجد العقلاء في هذا المجتمع ليعملوا معًا للململة الفُرقة والتّجزأة الّتي تحدث يومًا بعد يومٍ في مجتمعنا العربيّ، آملاً أن نعود إلى رشدنا ونعمل معًا بعيدًا عن الحساسيّة الدّينيّة لأنّ “الدّين واحدٌ والوطن للجميع”، وكلّي أملٌ في أن نقتنع جميعًا بهذه المقولة.
الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى
ماقل ودل بكل صراحة … لكل ذي ضمير وعقل ؟
١: مصيبة مسيحي الشرق كان ولم يزل رجال دينهم ، الذين عودوهم على الطاعة العمياء والانكسار
وليس التضحية والإيثار ؟
٢: باي منطق وشرع يقبل غازي كأمر واقع ، والأنكى غازي باسم الدين ؟
٣: مصيبة البعض لليوم لا يفرقون بين العرب والإعراب بكل أسف ، فالإعراب خير من وصفهم نبيهم ؟
٤: الحقيقة المرة والساطعة تقول ، انه لولا المسيحيون العرب في العراق والشام ( المناذرة والغسانية ) لما سقطت دولة كسرى والروم ولما كانت دولة لمحمد والإسلام ؟
والموسف على احفاد الغزاة أوليائك ينطبق المثل القائل ( علمته الرماية ، ولما اشتد ساعده رماني ) والاصح ( اخي في العروبة لما أتمنته … تقوى عليا حتى غدر بي وخان ؟
٥: كل الدلائل تشير ان لاعيش للمسيحيين والأقليات الاخرى بعد اليوم بين المسلمين ،
والسوال هل سيستمر السكوت على الجور والظلم والعدوان لا اعتقد ، فكما يقول الكرد ( الدنيا جرخ وفلك ) اي دوارة ؟
٦: وأخيرا اقول للمستعربين من المسيحين بحق لا اله الا هو ( لاتكون ملوكيين اكثر من الملك ) سلام ؟