تنشر بعض المواقع الاعلامية مقالات تحليلية، لا شيء تحليلي فيها الا اذا القصد التحلل من المنطق وليس التحليل. وهي تطرح نوايا شخصية لا يعيشها الا كاتب التحليل، او المتحلل من المنطق، واول ما يعلو بخاطري كلما قرأت مثل تلك المواد المثل العربي الذي يقول: “يا شايف الزول يا خايب الرجا”.. حقا أمثالنا العربية لم تقع بعيدا عن تشبيه بعض شخصيات واقعنا، لوهلة توهمت اننا عبرنا تلك المرحلة، لكن التحليلات العرقوبية حول انتخابات بلدية الناصرة وسائر سلطاتنا المحلية، يشعرني اني في مسرح كوميدي، أشبه بتكرار بأسلوب نصراوي لمسرحية “شاهد ما شفش حاجة”، ويبدو ان عمى العقل اقوى من عمى النظر أحيانا.
عمى العقل يتضح من تفكير أخرق لشخص أخرق، ما زال يبني تحليلاته على زمن انتهى التعامل به، بكل ما يخص انتخابات السلطات المحلية. بمعنى آخر ان انتخابات السلطات المحلية هي انتخابات شخصية للرئاسة، ونسبية لأعضاء البلدية، لكن الشاهد اعمى العقل وفاقد البصيرة، ما زال يعيش بوهم ان العضوية ستحسم في الرئاسة. أي ان التصويت للرئاسة لا علاقة له بالتصويت للعضوية، قد يحصل مرشح رئاسي على 40% من الأصوات ومنافسيه لن يصلوا لنفس النسبة وبذلك سيفوز بالرئاسة رسميا، بينما قد لا يحصل الا على عدد من الأعضاء اقل من ربع اعضاء المجلس البلدي او المحلي. وهذا لن يمنعه ان يكون رئيسا للسلطة المحلية.. وبناء ائتلاف من اعضاء سائر القوائم والمرشحين الذين نافسوه. هذا ليس سرا ، ولا يحتاج الى مقال ممل، والترويج لمواقف فات موعد تسويقها هي وكاتبها.
لكن المضحك ان شخص أخرق، ما زال يخيط بتاريخ انتهى موعد تسويقه والتعامل به، وهو ايضا شخص نكرة لا يحسب حسابه في ميزان العقل، بل في ميزان فقدان الوعي والتشويه المبرمج لكل ما يتعلق بإجراء منافسة انتخابية نظيفة من التشويه ونية السوء التي يغذيها فاقد المنطق باصرار يحسد عليه، لكنه معروف ومحيد بدون ضرورة لأي جهد للتاثر بما تمليه عليه مقاصده السيئة.
ما الذي يرمي اليه؟
عندما ينزل نكرة عن مكان كان يخجل خلال سنوات عمره كلها من الانتساب اليه، ويصبح مجرد شخص على منطق “يا بلعب يا بخربش”، يتناول الجمهور سيرته غير المريحة له، فانه سيقاتل من اجل اثبات مكانته، والمضحك ان البعض بسبب عدم معرفتهم لسيرة الشخص منذ شبابه الباكر الى شيخوخته البالية، يتوهمون انه متوج الملوك، ومعلي شأن الفاشلين قبل اتضاح نتائج التصويت. بعض العقل يا أعزائي المنافسين على رئاسة السلطات المحلية، العقل مفيد لنا جميعا، لا تتوهموا ان التسويق من نكرة فاقد للجوهر الفكري، سيخدم مكانتكم ، مصدر المسوق ومكانه الفكرية والاعلامية والثقافية والاجتماعية والعقلية تلعب كلها ادوارا بالغة الأهمية في مصداقية كل كلمة يسوقها العاقل في مقالاته.
المنطق العقلي سينتصر. منطق الخدمات سينتصر، منطق التواصل الانساني مع الجمهور وحل مشاكل الجمهور سينتصر. منطق الحديث بلغة الناس وحب الناس سينتصر.
منطق النشاط لتطوير المرافق المدنية والخدماتية والبنى التحتية وتنشيط الحياة الانسانية ، ثقافة وفنونا وأدبا وعلاقات على قاعدة التعاون والتماثل والمساعدة المتبادلة لما فيه خير مدينتا هو المنطق المنتصر، وفي الناصرة اثبت علي سلام انه هو الطريق!!
nabiloudeh@gmail.com