عرف انشتاين كما هو معروف عن تعريفه للغباء : أنه قيام العقل بـ (إعادة تجريب تجربة) سبق له فشلها، وهو ما تعبرعنه الحكمة الشعبية المحلية بأن ( من يجرب المجرب عقله مخرب) ، طبعا لن نتوقف عند تجربة ما يسمى ( المعارضة السورية ، وهي تعيد بشكل يومي ما جربته بالأمس حول ممكنات أن تغير العقل الروسي في تحويله من عقل شمولي بعثي –شيوعي تقدمي إلى عقل شمولي أخواني رحماني عذري ( خوض الحرب عبر الحب ) على حد استشهاد الشيخ القرضاوي بمقولة شيخه المؤسس للإخوان (حسن البنا)، سيما عندما تم إرسال أول وفد أخواني إلى موسكو بعد مؤتمر انطاليا ، كانت أغلبيته المطلقة من الأخوان المسلمين ( النرجسيين ) الذين يندهشون كيف أن العالم لا يعحب بهم وبعبقريتهم وبداهة معقولاتهم ومقولاتهم الشرعية المترعة بالحكمة الإلهية الكاملة وليس بحكمة البشر (الناقصة ) بل والجاهلة على حد تعبير سيد قطب، وأن نظام الخلافة هو الخلاص البشري من الشر والظلم .. رغم أن هذا النظام سقط مع انتقال التجربة الإسلامية من فضائها المحلي الضيق المحدود بحدود الجزيرة العربية ، إلى فضاء العالمية ( الأموية) مع معاوية، أول رجل سياسة في التاريخ الاسلامي يخرج من عنق المحلية الفبلية لمجتمع تعدادة بعشرات الألاف إلى رحاب العالمية ليخرج من إطار التبعية للروم والفرس، وليشكل قوة أصبحت أهم قطب دولي في عصره ..
أما الطرف الثاني في معادلة الغباء فهي تصديق الروس ( الفأر جيري )، بالزهد الأمريكي (توم ) بالشرق الأوسط وبسوريا وبالفوضى الخلاقة بعد أن وضع ( توم الأمريكي ) العمامة الخضراء زهدا وتقشفا وتقوى على لسان مظلومهم الأسود ( أوباما ) الذي ملأ العالم وعودا بالورود ….!!!
بعد إعلان الزهد هذا انطلق ( جيري الروسي) منفوخ الصدر وهو يحاكي تشبها صولة الأسد ( توم ) الزاهد المتقشف ، الذي لعب ذات اللعبة وجرب ذات التجربة من قبل لكن عبر ( الدهاء)، وذلك مع صدام حسين الذي لا يشك في غبائه ( الجيري العروبي كمشابه لجيري البوتيني الذي يعتبر وجوده في سوريا هو الشرعي الوحيد حتى أكثر من بيت الأسد)، صدام الذي أعدمه عملاء الأمريكان الطائفيين على يد أجراء الملالي لامتلاكه السلاح الكيماوي … والأكثر غباء هو بكاء القومويين العرب له بعد أن تبين عالميا أنه ليس لديه سلاح كيماوي، فسألناهم يومها في مقال لنا …مالذي يبكيكم إذن إذا لم يكن ثمة ما يخسره العراق من قوة ؟؟؟ سيما إذا لم يكن لديه سلاح خطير …فهل تبكون طغيان صدام وطاغوته ..!!!؟؟؟
( توم ) الأمريكي وإعادته للتجارب ليست ( غباء حسب انشتاين بل خبثا وخداعا حسب غوبلز)، بل حسب وراثة ما بعد حداثة نيتشه فيلسوف القوة ( الجيمس بوندية ) مفلترا شعبويا وفولكلوريا في شخصية الرئيس الأمريكي ( ترامب) …
فهم ( الأمريكان) اليوم يعلنون بكل سفاهة بأنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا تجاه الجرائم المخزية للنظام الأسدي والأيتي الملوي والبوتيني، وفق التزامهم بكذبة القرار الدولي الذي تتلاعب روسيا الغبية بغبائه ربما بعد المرة العاشرمن ( الفيتو المسخرة الدولية ) في الحفاظ على حمايتها لشرعية تعاونها مع الوحشية الأسدية قي الذبح اليومي للغوطة الشرقية الماجدة بمجدالله وقضائه وقدره فقط… أمام تغابي العالم في فهم معايير النظام العالمي، بانتظار العدالة من قرارات مجلس الأمن على ايقاع صوت الدم لأطفالنا الذين يفاوض على دمائهم بعض أخوانهم السوريين حسب التعريف الدولي لهم كمعارضين، مكلفين بالدفاع عن ما يسمى وطنهم ( سوريا) عبر استرضاء توافق غباء نظام الأمم المتدة في خدمة المتعلب، الذي يستخدمه الغباء الروسي من خلال التعارف المتفق عليه دوليا و (تجاربه البليدة في تذاكيها الكاذب) في خدمة القتلة المباشرين والمعلنين ( الروس المسموح لهم وفق النظام الدولي أن يذبحوا ويملكوا التغطية الدولية لذبحهم حسب نظام الفيتو الخماسي )، وهنا الغباء الدولي المتواطأ عليه تكرارا منذ عقود من جهة أخرى، بعد السكوت الخبيث والدنيء لتوم ( الأمريكي) وهو يعلن عجزه عن متابعة مسلسله مع (جيري الروسي ) سينما بعد خبرته الطويلة في توظيفه عشرات المرات من قبل ، وذلك لمصلحة إسرائيل ….
مع أن ( توم) الأمريكي عندما تتعرض مصالحه المحروسة من عملائه ( البيككيين) في منطقة الجزيرة تنطلق طائراته ولا يهمها من يكون صيدها ولو بالعشرات بل والمئات من الروس والإيرانيين والأسديين والبيككيين …وهكذا يتكشف (الغباء الأمريكي الشرس عن دهاء في تسويق النظام الدولي الذي يحمي للقاتل حقه في القتل والتصويت للشرعية الدو لية التي تغطي القاتل ضد الضحايا ..
و هكذا يحمى الأمريكي الأقوى عالميا من مسؤولية الدمار والدماء التي يلحقها خصمه الغبي (جيري الروسي الملقب بالدب) مباشرة ، مقابل حصته في عوائد استعمار واحتلال سوريا دون أية خسارة بشرية التي يدفعها عنه الروسي والإيراني، وخاصة المواطن الكردي السوري الوطني الطيب المسكين الذي يتاجر بدمه عصابات ارتزاق ( بيككي) من كرد غرباء عن سوريا والوطنية السورية، حيث الأكراد ( البي ككيكي) هم حلفاء للنظام الأسدي الطائفي الذين يتوحدون طائفيا معه منذ استقبلهم التنين الأسدي الأب العجوز الجثة الكريهة المقبورة في حظيرة خنازير ولادته الأصلية ( القرداحة ) .