حازم ألعبيدي*
أثار تناولنا في الجزء الأول مقتطفات من كتابنا (تحالف الشياطين الطريق الى جهنم) الحقيقة التاريخية لتأسيس وانطلاق حركة الإخوان المسلمين…الذي كشفنا فيه بالوثائق البريطانية الدامغة والتي الكشف عنها موخرا والتي تؤكد قيام حسن ألبنا بتقاضي مبالغ مالية منتظمة من السفارة البريطانية بالقاهرة منذ عام 1942 كنوع من الدعم المالي لتأسيس حركته، كذلك تتبعنا وبشكل عام انتشار هذه الحركة في الأقطار العربية وما ألت أليها.
أثار هذا المقال ردود أفعال كبيرة مختلفة ومتباينة فبينما أشاد فيه عدد كبير من النخب السياسية والثقافية في وطننا العربي الكبير وفي مقدمته المناضل العربي الأستاذ سامي شرف حفظه الله مدير مكتب السيد الرئيس الشهيد جمال عبد الناصر، في الجانب الأخر شن على العبد الفقير إلى الله تعالى عدد كبير من المنضوين إلى هذا التنظيم ((حركة الأخوان المسلمين)) هجوما استخدموا فيه كل أنواع الشتائم والألفاظ النابية ووصلت إلى درجة توجيه رسائل التهديد والوعيد بالمصير الأسود الذي ينتظرني وعدد لا بأس به أرسل لي عناوينهم الالكترونية مرفقا بها الشتائم لأنني تطاولت حسب تقديرهم على الإسلام والمسلمين!!، هنا توقفت أمام هذه العاصفة من الشتائم محاولا التحليل والبحث عن ألأسباب التي دفعتهم لاتهامي أني أتطاول على الدين الإسلامي لا سامح الله، هل هو الجهل الذي يسيطر على عقول هؤلاء الشباب أم الطاعة العمياء التي فرضتها عليهم عقول الفكر ألظلامي؟ وما هو الحل لعلاج هذه المعضلة.
حقيقة صدمت حين أجريت حوارات هادئة مع عدد من أؤلئك الشباب المغرر به والمنضوي تحت هذه الحركة، فوجدت فيهم لايعرف شيء عن فكر هذه الحركة وتطابقها من عدمه مع النصوص القرآنية وما تفرضه الشريعة الإسلامية من فقه الموازنة والقياس مابين النصوص القرآنية والتطبيق العملي، فوجئت أحدهم يقول لي أن راية الجهاد في العراق يرفعها الإخوان المسلمين ويقودون المقاومة العراقية ضد المحتل الأمريكي!!، وألا خر يقول لي حرفيا ((أن رئيس الإخوان المسلمين بالعراق هو حارث الضاري)) والحقيقة التي يعرفها الصغير والكبير أن فضيلة الشيخ الدكتور حارث الضاري هو رئيس هيئة علماء المسلمين بالعراق وهو بعيد كل البعد عن حركة الإخوان المسلمين، وغيره يقول لي أن صح ما يقومون به ألإخوان المسلمين بالعراق من تحالف مع الشيعة الصفويين الفرس في دخولهم العملية السياسية في ظل الاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي للعراق هو شأنهم وليس لنا نحن الأخوان المسلمين في مصر أي ذنب!!، بينما راح كبار عتاولة الإخوان المسلمين في التشويش على أحاديثي في المؤتمرات والندوات الثقافية والسياسية ك.
هذه الأسباب مجتمعة دفعتني للكتابة بالتفصيل عن تيار الإخوان المسلمين في العراق بداياته وما أل إليه والأسباب في ذلك.
وفي الجزء الثاني من مقتطفات كتابي ((تحالف الشياطين…الطريق إلى جهنم)) سنسلط الأضواء على فرع من فروع هذه الحركة الشيطانية في العراق، ((جماعة الإخوان المسلمين في العراق هي إحدى التنظيمات الحركية الإسلامية العاملة في العراق، وهي امتداد فكري وتنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين العالمية، انشأ و أسس هذا التنظيم محمد محمود الصواف بعد ذهابه إلى مصر وتبنيه فكر الإخوان المسلمين من حسن ألبنا. بدأ التنظيم كجماعة خيرية إسلامية، لكنه في عام 1960 أعلن رسميا عن الحزب الإسلامي العراقي الذي كان يرأسه في وقتها كنعان السامرائي وكان الحزب يمثل الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، لكنه ما لبث خلال سنتين فقط، تم منعه من قبل الحكومة العراقية رسميا عام 1962 إلى عام 2003، إلى أن أعاد الحزب تنظيمه بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، أما جماعة الإخوان المسلمين في العراق، فقد تحولت إلى التنظيم السري، رغم محاولات الحكومة العراقية ملاحقة أعضاء وقيادات الجماعة لثبوت تآمرهم على العراق قيادة وشعبا من خلال ارتمائها بأحضان المخابرات البريطانية، واعتقال العديد منهم، وسعوا إلى إنشاء العديد من المؤسسات والمنظمات والجمعيات بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003…. وبعد الدكتور عبد الكريم زيدان من ابرز قيادي الاخوان في العراق، قام الأخوان المسلمون في العراق بتجميد عملهم مطلع 1970 ثم أعادوا عملهم من خلال اختيار مراقبين احدهم خارج العراق في بريطانيا (الدكتور أسامة التكريتي) الذي حضر مؤتمر لندن للمعارضة العراقية حيث منحتهم واشنطن 97 مليون دولارلمشروع ما يسمى بتحرير العراق الذي تشرف عليه وكالة المخابرات المركزية الامريكية، والأخر داخل العراق وهو (الحاج حاتم أبو عدي). ثم بعد أحتلال العراق عام 2003 توحد العمل في الداخل والخارج وأعلنوا اختيارهم للمراقب الجديد (الدكتور زياد شفيق الراوي) وهو طبيب معروف يتميز بقدرته على لم الصفوف ولكن يتميز كذلك بكاريزميته التي جعلته يؤثر آراءه الشخصية في قضايا الجماعة المصيرية.وبعد انتخابات 25/5/2009 تم انتخاب الدكتور (محسن عبد الحميد) لمنصب المراقب العام ورئيس مجلس الشورى للحزب واختيار طارق الهاشمي نائب المراقب العام((نائب رئيس جمهورية في ظل الاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي وحاليا هارب من نوري المالكي)) وإعلان خروج طارق الهاشمي من الحزب لكسب أصوات لصالح الحزب من بعض المكونات الأخرى.)).
هذه المقتطفات التي وضعتها بين قوسين هي مقتبسة من منشورات مكتب الإرشاد العام التابع للإخوان المسلمين في مصر والمنشورة في موسوعة الويكيبيديا الموسوعة الحرة على الشبكة الأخطبوطية الانترنت وبإمكان أي زائر لها أن يطلع عليها،بمعنى آخر أن قيام وإعادة الروح للجسد الميت في حركة الإخوان المسلمين في العراق لم تتم وتتوسع أنشطتهم إلا بعد أن دخلوا العراق خلف دبابات المحتل الأمريكي الصهيوني الفارسي في عام 2003 ومشاركتهم للمحتلين تدمير البلد وقتل شعبه.
فالدكتور محسن عبد الحميد هو عضو مجلس الحكم الذي أسسه اليهودي الصهيوني بول بريمر رئيس سلطة الائتلاف المدني في العراق بعد احتلاله وضم المجلس في عضويته العديد من قادة الأحزاب الشيعية الصفوية التي أسست في إيران ومنها ((المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بقيادة محمد باقر الحكيم،وهو حزب إيراني صرف)) كذلك حزب الدعوة وأيضا العديد من اللصوص والمجرمين وقادة فرق الموت الشيعية ومنهم على سبيل المثال احمد ألجلبي المطلوب من قبل الشرطة الدولية الانتربول للسلطات الأردنية بعد سرقته بنك البتراء الأردني… وهنا أوجه سؤالي لشباب الإخوان المسلمين، هل أباح لنا القرآن الكريم أن نولي على المسلمين من اليهود والنصارى؟ وكيف أرتضى الإخوان المسلمين بذلك؟ ولماذا صمت كبيركم المقدس بتاع طز بمصر مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين في حينها؟.
نفس هذه الوجوه الكالحة من شياطين الإخوان المسلمين في العراق تحالفوا وعقدوا العزم تحت راية الصهيوني اليهودي بول بريمر رئيس مجلس الحكم وممثل سلطة الاحتلال الأمريكي على سن قوانين في العراق خارج أطار القوانين والأعراف والتقاليد والاتفاقيات الدولية وعلى سبيل المثال قانون اجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي الذي أستخدم كسيف بتار من قبل الأحزاب الشيعية الصفوية لقتل العراقيين حيث تم تطبيقه حرفيا على المناضلين البعثيين وغير البعثيين ممن يرفضون الاحتلال ومشاريعه وحكوماته… وفي نفس تلك الفترة التي تولى فيها مجلس الحكم في العراق وكان فيها الإخوان المسلمين عضوا مؤسسا وفاعلا فيه يتقدمهم مراقبهم العام المجرم محسن عبد الحميد، تم استباحة مدينة الإلف مسجد… أنها فلوجة العز والشرف، فلوجة الجهاد والشهداء، وحينها تراصف عملاء المحتل الصهيوني الأمريكي الفارسي من أخوان شياطين إلى فرس صفويين في خندق القتلة والمجرمين استجابة لأوامر بول بريمر رئيس سلطة الاحتلال المدني، وفي فترة الرئاسة الشهرية لمجلس الحكم وكان في حينها محسن عبد الحميد المراقب العام للإخوان المسلمين انكشفت فضيحة سجن أبو غريب..ورغم ذلك خرج علينا مراقبهم العام بوجهه الأصفر الكالح لينفي هذه الفضيحة ويؤكد انه زار السجن ولم يرى شيء من ذلك بينما تناقلتها وسائل الإعلام العالمية مصحوبة بالأفلام والصور لتكشف زيف وكذب من يدعي انه مسلم وقد تحالف مع أعداء الله ورسوله العظيم محمد صلى الله عليه وسلم وأعداء الدين الإسلامي الحنيف. وفي نهاية عام 2006 وبداية عام 2007 ارتفعت العمليات الجهادية للمقاومة الوطنية والقومية والإسلامية ضد قوات الاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي فأصابتها في مقتل ونتيجة ذلك ارتفعت خسائرهم بالجنود والمعدات وأصيبت قواتهم بالإنهاك والارتباك وأوشك القادة العسكريين الأمريكان على إعلان هزيمتهم بعد أن خدعهم ألإخوان المسلمين ومن حضر معهم من العملاء لمؤتمر لندن بأن العراقيين سيستقبلونكم بالورود، هنا تقدم الإخوان المسلمين بمقترح إلى قائد قوات الاحتلال الأمريكي بالعراق، بمقترح إنشاء مجاميع عراقية تتصدى للمقاومين العراقيين المسلحين أي جعل المعركة بين العراقيين أنفسهم وأطلق تسمية ((الصحوات)) على هذا المشروع، فقام أفراد من الحزب الإسلامي العراقي وهو منبثق عن الأخوان المسلمين بالانتشار في المناطق السكنية ذات الأغلبية من مكون مذهبي معين ((حيث تكثر فيها العمليات الجهادية لأبناء المقاومة العراقية)) واستغلال تفشي البطالة بين الشباب وتم توزيع الأسلحة الخفيفة لهم مع مبلغ 200 دولار أمريكي شهريا لكل من ينضوي تحت هذا المشروع وابلغوهم في بداية الأمر بحماية مناطقهم السكنية وشوارعهم من أي ((إرهابي من القاعدة)) وبعد مرور أشهر طالبوهم بالتصدي لأي مسلح مهما كان يحاول القيام بعمليات مسلحة ضد قوات الاحتلال الأمريكي كونهم محرري العراق حسب فكر الأخوان المسلمين، وقد أثمر هذا المشروع الخبيث عن استشهاد خيرة قادة المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية مما ولد ارتياحا كبيرا لدى قوات الاحتلال الأمريكي حيث انخفضت العمليات الجهادية ضد قطعاته العسكرية ولا ننسى تصريحات قائد قوات الاحتلال الأمريكي بالعراق في حينها الذي اعترف صراحة انه كان على وشك إعلان الهزيمة في العراق لولا مشروع الصحوات هذا الذي قدم خدمة جليلة وكبيرة للقوات الأمريكية.
ولا ننسى المنطقة الشمالية من العراق حيث الغالبية من سكانها من الأخوة ألأكراد وخاصة في محافظات السليمانية ودهوك وأربيل…فهذه المحافظات الثلاثة التي خضعت لاستقلال يكاد يكون شبه تام منذ عام 1991 بفضل فرض خطوط الحضر الجوي علي سمائها من قبل طائرات القوات الجوية الأمريكية البريطانية وخضعت لتسلط عصابات الحزبين الكرديين برئاسة مسعود البارزاني وجلال طالباني وقد أصبحت من ذلك الوقت مرتعا للمخابرات الصهيونية الموساد والاطلاعات الإيرانية وافتتح لهم مكاتب معلومة كذلك أصبحت مأوى للخارجين عن القانون والقتلة من المجرمين واللصوص… وفي هذه الأجواء انبثق الاتحاد الإسلامي الكردستاني وهو فرع من فروع الأخوان المسلمين وقد حضروا مؤتمر العملاء في مصيف صلاح الدين للعملاء والجواسيس وقد حضر هذا المؤتمر ممثل عن الموساد الصهيوني ((بنيامين ليفي عوزي)) كذلك حضر المؤتمر ممثل عن المخابرات الإيرانية.
وبعد الغزو واحتلال العراق حيث تم مكافأة الأخوان المسلمين في شمال العراق ((الاتحاد الإسلامي الكردستاني)) بمنحهم مقاعد في مجلس النواب سواء في بغداد ام في شمال العراق مع وزارات محلية.
هذا هو التأريخ الأسود لحركة الأخوان المسلمين في العراق، فأين هو كبيرهم المقدس المرشد العام/المركز العام في مصر من كل هذه الخيانات لله ورسوله ومن قبل الأخوان المسلمين فرع العراق وتحالفهم مع شياطين الأرض لاحتلال وتدمير بلد وقتل شعبه المسلم العربي؟ وحين نطرح هذا السؤال على قيادات من حركة الأخوان المصريين يأتينا الجواب بأن الأخوان المسلمين في مصر ليسوا مسؤولين عن تصرفات فروعهم الأخرى وكل فرع يتصرف حسب ما يراه مناسبا!! وهنا يظهر كذب ونفاق هؤلاء فالنظام الداخلي للإخوان المسلمين ينص في باب : العلاقة بين القيادة العامة وقيادات الأقطار طبقا للمواد (من 49 إلي 54) في النظام الأساسي للإخوان، الموضوع عام 1982م والمعدل في 1994[7]، فإن على قيادة الأقطار الالتزام بقرارات القيادة العامة متمثلة في المرشد العام ومكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام وتشمل ما يلي:
1. الالتزام بمبادئ النظام الأساسي للإخوان وتشمل هذه المبادئ:
1. العضوية وشروطها ومراتبها
2. وضرورة إيجاد مجلس للشورى إلى جانب المكتب التنفيذي
3. والالتزام بالشورى ونتيجتها في جميع أجهزة الجماعة
4. الالتزام بفهم الجماعة للإسلام
5. الالتزام بسياسات الجماعة ومواقفها تجاه القضايا العامة
6. الالتزام بالحصول على موافقة مكتب الإرشاد العام قبل الإقدام على اتخاذ أي قرار سياسي هام.
2. علي قيادات الأقطار التشاور والاتفاق مع المرشد العام أو مكتب الإرشاد العام قبل اتخاذ القرار في جميع المسائل المحلية الهامة والتي قد تؤثر على الجماعة في قطر آخر.
3. يمكن لقيادة الأقطار التصرف بحرية كاملة ثم تعلم مكتب الإرشاد العام في أول فرصة ممكنة أو في التقرير السنوي الذي يرفعه المراقب العام في ما يلي:
1. كل ما يتعلق بخطة الجماعة في القطر ونشاط أقسامها ونمو تنظيمها.
2. المواقف السياسية في القضايا المحلية والتي لا تؤثر على الجماعة في قطر آخر شريطة الالتزام بالمواقف العامة للجماعة.
3. الوسائل المشروعة التي يعتمدها القطر لتحقيق أهداف الجماعة ومبادئها على ضوء أوضاعه وظروفه.
هذه مقتطفات من نصوص النظام الأساسي للإخوان المسلمين، ياترى أين الخل هنا؟ هل هو في نصوص القوانين التي وضعوها الأخوان المسلمين أم في سلوكهم المنافق وتقديم مصالحهم الشخصية على مصالح الشعب الذي يعيشون وسطه.
هؤلاء هم من تحالفوا مع شياطين الأرض في العراق.. وهم في طريقهم إلى جهنم الله على الأرض حين بدأ الشعب العربي المسلم في العراق المحتل من التصدي لهم ولحلفائهم الفرس المجوس بقوة السلاح ويوم هزيمة أسيادهم الأمريكان والصهاينة والفرس أصبحت في مرمى النظر وحينها سيقيم لهم العراقيين جهنم الله على الأرض في حساب دنيوي جزاء ما ارتكبوه من أثم تعطيل النصوص القرآنية وتلطخ أيديهم بدماء العراقيين.
* باحث سياسي بالمركز الديمقراطي العربي للدراسات الإستراتيجية والسياسية/مصر