إنّ التحالف الثلاثى بين القاعدة وحكم المرشد وحكم ولى الفقيه هو تحالف استراتيجى عتيق عميق وهو يستعمل كل الوسائل والسبل المختلفة ومنها العنف والقتل لمصالحه ومآربه دون أىّ وازع دينى أو أخلاقى مما يكشف للعيان إستغلال الإسلام السياسى للدين وهو منهم براء
إن تجربة حكم ولاية الفقيه لأكثر من 34 سنة أوضحت إرهاب الدولة فى أعلى صوره ومختلف أشكاله وحركة المليشيات التابعة له فى الداخل والخارج. ومنها تظهر جرائم النظام فى قتل أكثر من 120 ألف من مجاهدى خلق الذين كانوا أساس الثورة الإيرانية وهم الذين عانوا فى الداخل وتحركوا مع عمق الشعب ومعاناته حيث قمعوا فى السجون وقدّموا الشهداء فى عصر الشاه وهم الذين اجتمع بهم الخمينى حال مجيئه إلى إيران وطالبهم بحمايته وقمع أى تمرد عليه لكنهم (وعلى رأس الوفد مسعود رجوى) أبوا أن يكونوا ضد الشعب قائلين له أنهم قاموا بالثورة ضد الشاه من أجل كسر الأغلال وتحرير الشعب لا قمعه وترهيبه وظلمه فبات هذا اللقاء التاريخى هو الأول والأخير حيث كانت السجون والمطاردة وفتاوى الخمينى بقتلهم كمرتدين عن الإسلام وقدموا لأكثر من 120 ألف سجين سياسي من المقاومة قتل بوحشية ودون محاكمات في 20 يوليو وهكذا صارت منظمة مجاهدى خلق هى الرقم الصعب المنظم والرائد الواعد لتغيير النظام الإستبدادى للملالى الحاكمين فى قم وطهران. نظام تهرأ وعفن وطغى وبات الشعب يرفضه وهو يتآكل من داخله فى صراعات أربابه من أجل الدنيا والسلطة مبتعدين عن الشعب وهمومه وطموحاته حيث الفجوة مع الشعب فى أعلى صورها والنظام فى أضعف حالاته وهو يرسل المقاتلين إلى سوريا دفاعا عن نظام يشبهه فى الظلم والإستبداد والفساد والقهر
وجرائم نظام ولى الفقيه لكل من يعترض على النظام حتى من فقهاء الشيعة الكبار مثل شريعتمدارى وقمى وروحانى والمراجع العرب الكرمى والخاقانى وغيرهم فهو لايمثل الشيعة بحال من الأحوال
وفى العراق جرائم كثيرة منها ما أقره القائد العسكرى الأمريكى جورج كيسى جريمة النظام الإيرانى فى تفجير مرقد سامراء للإمامين الهادى والعسكرى وشعلهم الفتنة الطائفية فى اتهام السنة زورا وقتل الكثير منهم وبات العراق مخكوما من الملالى وقراراتهم حتى تعيين رئيس الوزراء المالكى وبقائه فى السلطة باعتراف الجلبى وقد نقله عن الطالبانى أيضا فى منع سحب الثقة عنه رغم فشله الذريع فى تقديم أبسط الخدمات وانتشار الفساد بأعلى صوره رغم المعاناة الكبيرة للمواطنين وأما لبنان وحزب الشيطان وأفرعه فهى كثيرة جدا ومعروفة للقاصى والدانى
إن عدد الجرائم الكبيرة والكثيرة لأتباع ولاية الفقيه يجب أن تحرّك المجتمع الدولى والمحاكم العالمية ومجلس الأمن وحقوق الإنسان لمحاكمة نظام ولاية الفقيه فى جرائمه الرهيبة والكبيرة التى يندى لها جبين الإنسانية فى هذا العصر
وقد كتب الباحث السياسى تريتا بارسى القريب من الكونغرس والقرار الأمريكى فى كتابه (التحالف الغادر) تحالفات إيران مع الغرب والقضايا القذرة التى تعملها إيران وفضائح إيران لاسيما إيران غيت والأسلحة إلى إيران مع عشرات الوثائق والمدارك
إن الأرقام العلمية والتقارير العالمية أثبتت علاقة النظام الإيرانى مع القاعدة والمؤسسات الإرهابية العالمية وعرفت قياداتهم وأبناؤها قابعون فى إيران وهى تمثل ملاذا آمنا وممرا سليما لتحركاتهم الإرهابية.وقد ذكر تقرير البنتاغون وزارة الدفاع الأمريكية الذى نشره موقع “واشنطن بيكون” و يتألف من 64 صفحة، يشرح حركات التجسس الإيرانية فى أفغانستان والعراق والكويت ولبنان وآسيا الوسطى وأفريقيا، النمسا، أذربيجان، كرواتيا، فرنسا، جورجيا، ألمانيا، تركيا، بريطانيا، والأميركتين، بما في ذلك الولايات المتحدة وكذلك في الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل والإكوادور وفنزويلا وغيرها فى مختلف أنحاء العالم
. ويذكر التقرير فى تفاصيل دقيقة تواطؤ القاعدة مع الخلايا الإيرانية وأفرع حزب الشيطان اللبنانى وفيلق القدس الإيرانى فى العالم وأثبت التقري أن وزارة الإستخبارات الإيرانية وأفرعها هى تحت السيطرة المباشرة لولى الفقيه الإيرانى خامنئى بنفسه شخصيا ومباشرة وليس لرئيس الجمهورية وغيره دخل فى ذلك ولا معرفته
كما كانت تجربة حكم الإخوان لمدة سنة قد كشفت الكثير من عوراتهم ورغم المحنة والمعاناة للشعب المصرى فإن المخدوعين بالإخوان عرفوا الحقيقة وتحالفاتهم وبان حكم المرشد الإخوانى وأفكاره وتطبيقاته حيث حبهم للسلطة وتعدد الزوجات وتكديسهم للأموال واستعمالهم للعنف وعدم احترامهم للمواطن وحقوقه ومبادئ حقوق الإنسان
وتواطئهم مع القاعدة والإرهابيين فى سيناء كانت واضحة رسالة موجهة من أمير تنظيم القاعدة في مصر، العاصي بن أبي بكر، إلى أمير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، أبو بكر البغدادي، يناشده فيها المساعدة على مواجهة القوات الأمنية المصرية، وفي حربهم مع الأقباط.
كما عرف الشعب العلاقة الغريبة بين حكم المرشد وحكم ولى الفقيه الذى لازال مدافعا عنهم حيث فتحت حسينيات التكفير واللطم والشتم وإرسال الشيخ التكفيرى الكورانى بحملاته الظالمة والوفود الإيرانية الكثيرة التى تزرع الفتن والتعصب والفرقة والتكفير كما باتت قناة السويس ممرا آمنا للسفن الإيرانية وهى تزود النظام السورى بما يحتاجه لقمع شعبه كذلك حزب الشيطان اللبنانى وميليشياته التى أوغلت بدماء السوريين بلا رحمة ولا إنسانية
إن ما يثير الإهتمام هو التواصل العقائدى والفكرى فى الإسلام السياسى بين حكم المرشد وحكم ولى الفقيه الإيرانى فمن يقرأ كتاب (معالم فى الطريق) للسيد قطب وكتب خمينى مثل (ولاية الفقيه) و(كشف اللأسرار)، فإنّه يجد التلاقح بينهما والتقارب الكبير وكلاهما يؤمنان بالعنف والتطرف والقوة لتطبيق مبادئهما الشاذة والغريبة عن سماحة الإسلام ورحمته الواسعة
عندما كتبت سابقا عن تحالف الثالوث الشيطانى كان الكثير يتردد ويطالب وقتها بالأدلة، لكنها اليوم باتت حقائق على الأرض يكتب فيها من خالفنا آنذاك وتنشر التقارير العالمية ذلك بالأرقام والأدلة
إن تحالف الشيطين يميط اللثام عن الشعارات الدينية التى يرفعونها زورا وكذبا لتخدير الأمة واستغلالها واستغفالها وسرقتها
كانت الجرائم الوحشية للنظام السورى واستعماله الأسلحة الكيمياوية كبيرة مما جعلت استنكارا دوليا خصوصا السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية وهى تندد بشدة القصف الكيمياوي الذي ضرب ريف دمشق صباح يوم الأربعاء 21 آب وقتل أكثر من 1300 من المواطنين الأبرياء خاصة النساء والأطفال مطالبة المجتمع الدولي خاصة أمريكا والاتحاد الاوربي بالعمل الفوري ضد مسؤولي هذه الجريمة الحربية الغير مسبوقة أي النظام السوري والفاشية الدينية الحاكمة في ايران
رغم المحنة الكبيرة والمعاناة الشديدة لكن سقوط الدكتاتور الأسد بعد اقرار المجتمع الدولى بجرائمه واستعماله الأسلحة الكيمياوية والممنوعة دوليا، سوف يغير المعادلة وموازين القوى وعندها تبدأ فلول حزب الشيطان وأتباع ولاية الفقيه تسقط واحدا تلو الآخر ويبزغ الربيع الحقيقى فى سوريا والعراق وإيران ولبنان، الربيع الذى يؤمن بالديمقراطية والحرية والكرامة والحقوق والدولة المدنية الحديثة.
المصدر إيلاف