أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية التركية و الفوز الكاسح و العريض لمن رفع تركيا الى مصاف الكبار ، أظهرت مجموعة من الحقائق التي لم تكن تحتاج الى اي إثبات ، و لكن فوز الاسلام السياسي في دولة عظمى متل تركيا أظهر الحقد الدفين على المؤسسة الاسلامية بشقيها الديني و السياسي ، و أظهرت مدّعي العلمانية و جماعة الدين لله و الوطن لأبو وطن بأنهم جماعة لا يَرون أبعد من أنوفهم الطائفية و لا يلمسون اكثر من تعصبهم العقائدي ..
فصورة الدولة الاسلامية المتحضرة المتقدمة المرؤوسة من مثقفين متعلمين حداثيين لم ترق الى مؤيدي ثقافة ما بعد الموت ، و لم تعجب الباحثين عن قتلة أمواتهم ، و لم تثير إعجاب الكثير ممن يرحّب برؤية الاسلام و المسلمين فقط بصورة باقري البطون و آكلي لحوم البشر ..
تركيا بتجربتها الانتخابية الحضارية ، و بنتائجها الساحقة لصالح المتكئين على إرث حضاري ديني و سياسي صلب ، اثبتت بما لا يترك مكاناً للشك و من خلال ردود أفعال متثاقفي بلدي ، بأن تحالف الأقليات ضد الثورة لم يكن نتيجة تباين بالخيارات السياسية ، بل جاء فقط نتيجة الخوف من وصول من يمكن ان يجعل من دمشق منارة للحرية و للديمقراطية كما كانت عليه أيام اجدادنا بني أمية ، مما سيعرّيهم امام طائفيتهم و سيخلع عن اجسادهم الوسخة عباءة الحضارة الثقيلة..