تحالف الأقليات ضد الثورة الخوف من وصول من يمكن ان يجعل من دمشق منارة للحرية

damascus2أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية التركية و الفوز الكاسح و العريض لمن رفع تركيا الى مصاف الكبار ، أظهرت مجموعة من الحقائق التي لم تكن تحتاج الى اي إثبات ، و لكن فوز الاسلام السياسي في دولة عظمى متل تركيا أظهر الحقد الدفين على المؤسسة الاسلامية بشقيها الديني و السياسي ، و أظهرت مدّعي العلمانية و جماعة الدين لله و الوطن لأبو وطن بأنهم جماعة لا يَرون أبعد من أنوفهم الطائفية و لا يلمسون اكثر من تعصبهم العقائدي ..
فصورة الدولة الاسلامية المتحضرة المتقدمة المرؤوسة من مثقفين متعلمين حداثيين لم ترق الى مؤيدي ثقافة ما بعد الموت ، و لم تعجب الباحثين عن قتلة أمواتهم ، و لم تثير إعجاب الكثير ممن يرحّب برؤية الاسلام و المسلمين فقط بصورة باقري البطون و آكلي لحوم البشر ..

تركيا بتجربتها الانتخابية الحضارية ، و بنتائجها الساحقة لصالح المتكئين على إرث حضاري ديني و سياسي صلب ، اثبتت بما لا يترك مكاناً للشك و من خلال ردود أفعال متثاقفي بلدي ، بأن تحالف الأقليات ضد الثورة لم يكن نتيجة تباين بالخيارات السياسية ، بل جاء فقط نتيجة الخوف من وصول من يمكن ان يجعل من دمشق منارة للحرية و للديمقراطية كما كانت عليه أيام اجدادنا بني أمية ، مما سيعرّيهم امام طائفيتهم و سيخلع عن اجسادهم الوسخة عباءة الحضارة الثقيلة..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.