حسب موقع «العربية نت»، أشاد مجموعة من الخبراء الذين طلب منهم الكونغرس الأمريكي الإدلاء بشهاداتهم بشأن تجريم جماعة الإخوان بجهود مجموعة من النواب الجمهوريين لإعادة إحياء مشروع قانون يقضي بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية. وقد أكدوا بأن هناك الكثير مما ينبغي عمله للوصول إلى هذه الغاية الأمنية.
الإرهاب في تقديري وحسب قراءاتي ومتابعتي ينبثق كفكر أولا وكتطبيق ثانيا من مجموعتين رئيسيتين، الأولى دولة الولي الفقيه في إيران، التي تسعى إلى (تشييع) العالم الإسلامي بالقوة، أما المجموعة الثانية التي تعمل في اتجاه موازي، لكنها تختلف عن المجموعة الأولى اختلافا طائفيا وتتفق معها في الوسائل، فهي جماعة الإخوان المسلمين والحركات المتفرعة منها، والتي تسعى إلى إقامة ما يسمونه (دولة الخلافة الإسلامية)؛ وفي رأيي لا يمكن لعالم اليوم أن يقضي على الإرهاب، ويحاصر ثقافته، طالما أنهم لم يجرموا، ثم يحاربوا تلك الفئتين المنتميتين في التصنيف الأخير للإسلام السياسي. لذلك استبشرت خيرا عندما قرأت هذا التقرير الذي نشرته العربية نت، لأن تصنيف الأمريكيين حركة جماعة الإخوان كحركة إرهابية، سيكون خطوة بالغة الأهمية، إذ ستصبح هذه الجماعة تحت مجهر الرقابة والرصد والمتابعة، وبالتالي مراقبة تمويلاتها المالية؛ وهذا ما سوف يعيق قدرتها على دعم حركات الإسلام السياسي المنتشرة في العالم، التي ثبت بعد فشل ما كان يسميه أوباما (الربيع العربي)، أنها المعين الذي يعب منه المتأسلمون الإرهابيون.
ومثلما توصلت الولايات المتحدة إلى حقيقة أن دولة الولي الفقيه دولة إرهابية، ولا بد من حصارها اقتصاديا، فإنني على ثقة أن العالم – أيضا – سيكتشف أن الإسلام السياسي، وتحديدا جماعة الإخوان، هي على غرار إيران، غير أن السلطات القطرية تحاول بأموالها وإعلامها أن تستر سوءة هذه الجماعة الخسيسة، بعد أن تبنت هذه الدويلة أساطينها وكبار كوادرها، بعيد فشل الربيع العربي، خوفا من أن يصل التجريم إلى حكام قطر أنفسهم، الذين كانوا درعا لحماية هذه الجماعة، إلا أنني أجزم أن قطر لا تستطيع أن تقاوم الضغوط المتزايدة يوما بعد يوم، وتستمر في الذب عنها، وعن حركات الإسلام السياسي السنية طويلا، فسقوطها في مصر ثم في سوريا وكذلك في ليبيا، يجعل رهان دويلة قطر على هذه الجماعة الفاشلة مثل الرهان على حمار يُسابق خيولا.
الإسلام كما قلت، وأقول دائما، هو دين وعقيدة، ولا شأن له بالسياسة، التي تدور مع المصالح الدنيوية حيث دارت، وتتوجه إليها أينما توجهت، ولا يمكن منطقيا أن تستورد حلولا سياسية من الماضي السحيق لتدير بها أزمات اليوم، وإذا انت فرضت ذلك على واقع اليوم، فليس ثمة إلا الإرهاب؛ الحقيقة على الأرض تقول ذلك، في أفغانستان، وفي سوريا، وفي ليبيا، العامل المشترك الذي يجمع بين تلك الدول التي ذكرت هو حركات الإسلام السياسي، الذي يقاتل ويفجر البشر والحجر ليحكم، رغم أنه حكم أكبر دولة عربية هي مصر، وفشل فشلا ذريعا، فثار المصريون ثورة شعبية حقيقية، حتى تدخل الجيش وأنقذ الدولة، وأعادها دولة مدنية.
قد يقول قائل: وماذا عن تجربة أردوغان في تركيا؟.. تركيا دولة علمانية، تفصل بين الدين والدولة، وأردوغان نفسه يذب عن العلمانية، بل ويقول بصريح العبارة: لا يمكن أن تحكم اليوم بصيغة سياسية تجلبها من التاريخ؛ وليس تأسلم هذا الزعيم التركي إلا ليخدع بعض البسطاء والسذج.
كل ما أريد أن أقوله هنا: إن الإرهاب لن ينتهي إلا إذا اتفق العالم على تجريم حركات الإسلام السياسي بشقيها السني والشيعي.
* نقلا عن “الجزيرة”