سيمون خوري
ألقيت قوسي وأخر سهم في جعبتي فوق قبر ثورة نافقة
منذ أن جاءني طيف شبابي، وذكرني بغرف مغلقة
تفوح منها رائحة عفنة ورطوبة، ودماء جافة.
صبرت كأيوب السومري ..بيد أن الليل كان طويلاً.
لماذا خدعتنا يا ليونيداس ..ورحلت ؟
اعتذرنا كما اعتذر أدموا عن تناول طعام الآلهة.
وأصبح لكل شارع وزاوية أميراً وإماماً.
ألقيت قوسي وأخر سهم في جعبتي فوق قبر ثورة نافقة
فقد ارتدت عشتار ثوباً أسوداً
بلا نجوم تضئ أطرافه
ونذرت أفروذيتي للإمام صوماً
فلن تكلم بعد اليوم أنسياً
لأن الأشجار تتعرى في الشتاء
كلحظة الولادة.
بيد أن المناخ الصحراوي ابتلع كل الحقائق.
فلا أضواء ولا ظلال، ولا ألوان طيف قوس قزح
بترول وحجر، ونفايات من ثرثرة قديمة
فلا تبحث عن أبجدية الرسم في عالم متمزق
بين أسود ورمادي وأغبر.
ولا تحاول رسم ابتسامة أو نظرة حب خاطفة..
فهنا مسرح القرود الصغيرة
ولا بد أنها مقدسة أيضاً.
ترقص على أبواب كهف قديم، يقود الى كهف أخر
كهف بعد كهف، أدغال من الكهوف الكثيفة.
فقدا ارتدت الحياة عباءة قديمةً
مليئة بالسل والسعال ويمنع السؤال
ومناخ الصحراء يبتلع الورد والياسمين وشط الهوى
فلا تسأل بعد الأن عن سر عشق أوزر يس لرحيق زهرة اللوتس
ولا عن أسباب عشق سليمان لعشتار.
ولا عن أسرار ديو نيسيوس في حانة قديمة.
لأن الشمس تدور حول الأرض في عين حمئة.
ولا تسأل عن معنى التكامل والتفاضل، وحاصل الجمع والضرب.
أو كيف يمكن للعقل أن يتحدى المستحيل..؟
ففي مسرح الفضائح
لا إعجازا سوى إعجاز النصوص..؟
فقد قرر الأمام، رجم قيس وليلى. ونفي جبل التو باد الى ” السماء ” السابعة!
سأبحث عن أوراق الشجر التي سقطت في الشتاء
عن مصير أؤلئك الناجون من الطوفان.
ممن ينتظرون شروقاً للشمس منتصف الليل.
لكن الأشجار تتعرى في الشتاء…؟
يهطل المطر ، تخضر الأشجار ،تبتسم الطبيعة ، وتتعفن الكهوف.