رأي أسرة التحرير 16\7\2016 © مفكر حر
لا يوجد اي مبرر لتأييد انقلاب عسكري في اي بلد تجري فيه انتخابات دمقراطية, ولديه قضاء مستقل, وصحافة حرة.. وقد لا تكون مثالية 100% ولكنها تعكس بشكل موضوعي توجهات المجتمع, وبإمكان اي حزب لديه مشروع منافس يقتنع الشعب به ان يفوز بالانتخابات ويحكم البلد, لذلك نحن نعتبر ان جميع الذين أبتهجوا بالانقلاب الفاشل في تركيا البارحة غير طبيعيين ويشك بإنسانيتهم ويفضح إزدواجيتهم عندما يتشدقون عن حقوق الانسان والمساواة والعدل… بينما في الجهة المقابلة هناك كل المبررات للقيام بإنقلاب مدني او حتى عسكري على نظام حكم كالذي لدينا في سوريا, حيث لا يوجد فيه دستور عملياً, لأن اي ضابط مخابرات يستطيع ان يدوس على كل بنوده, ولا يوجد انتخابات او حياة سياسية, فالرئيس مؤبد ويورث الحكم عبر الابناء والاحفاد ويعتبرون البلد مزرعتهم والناس عبيدهم, وجميع اعضاء مجلس الشعب يتم تعيينهم من قبل المخابرات, ولا يوجد جيش وطني لحماية الحدود, وانما الجيش مهمته الوحيدة حماية كرسي النظام من غضب الشعب اي جيش لمحاربة الشعب فقط, ولا يوجد صحافة حرة, فجميع وسائل الاعلام مهمتها تلميع صورة النظام وغسل ادمغة الشعب تحت اشراف المخابرات.. ولا يوجد اقتصاد, فلا احد في البلد يعرف كيف يسير الاقتصاد السوري سوى كبار ضباط المخابرات من عائلة الاسد الحاكمة, ويعتبر من اكبر اسرار الدولة, بينما في البلدان المتحضرة تكون معروفة جميع بنوده من الدخل والخرج بالقرش الواحد… والسبب الوحيد في فشل الثورة السورية حتى الآن هو اختطافها من قبل الاسلام السياسي والذي هو اسوء من النظام الحالي .. فمتى يستعيد الشعب ثورته ويسير بها الى بر الامان؟