تأهيلو لمفاوضات موسكو بالنيابة عن الشعب السوري

معارض المعارضة ..khatibkishot
طريق الوصول الى موسكو شائك ، و بحاجة الى جملة من التحضيرات عالمستوى الشخصي للوصول الى طاولة مستطيلة قاعد على راسها الرئيس بوتين ، و على يمين الرئيس الآب قاعد الرئيس الابن لافروف ، و عن يسارو بوغدانوف لتسجيل محضر الاجتماعات و ترجمتها لاحقاً من اللغة العلوية الى العبرية لتسويقها..
و لكن بالنسبة للحضور..
فإمّا انو تكون موالي للنظام ، مقعدك هون بيكون محجوز ، و ما بدّو شي آكتر من تلفون صغير من صهرك المساعد اول ابو حيدر مع ابو سليم دعبول ، و تأكّد انو حضورك شبه مضمون ..
و امّا انو تكون رمادي محيّر ، يعني مايل اكتر لفكرة بتقول : نظام يسرقني احسن من فوضى تاكلني..
اما التصنيف التالت فهنن جماعة معارضي المعارضة ، و هاد التصنيف اللي عليه كل الخلاف ، و المشكلة انو التذاكر محدودة و ما ضالل الا كم وحدة بقيانة ، و يا بتلحق يا ما بتلحق ..
و تحضير معارض المعارضة للمشاركة بهالاحتفالية الروسية ، بياخود عادة ً فترة ما بين السنة و الأربع سنوات..
و رح ناخود مثال لؤي حسين رئيس ما يسمّى تيار بناء الدولة و اللي بالكاد أعضاء تيارو بيملوا باص سرفيس الجامعة- جبلة..
المرحلة الاولى في طريقك الى موسكو، تتجلَّى بمحاولة تقديم نفسك على انك مثقف ، و مفهوم المثقف بمجتمعاتنا بحاجة الى بعض الاكسسوارات الخارجية ، من تطويل الشعر، الى وضع طاقية عالراس، الى شلح لفحة عالرقبة عادةً ما تكون حمرا لإظهار مدى يساريتك ، الى حمل شنطة عالكتف وين ما رحت بغض النظر عن محتواها ، فهيّة ليست اكتر من عدة نصب المثقف..مع ضرورة سماعك لفيروز صباحاً مع صفنة و سيكارة لف ، و استمتاعك بأحاديث المحشش ابنها..
و من ثم لجوء مثقفنا لؤي الى المستشارة الرئاسية بثينة ، لتزكيتو عند جماعة جريدة السفير و جريدة الحياة لنشر ما يتم كتابتو بإسمو ..
المرحلة التانية للوصول الى موسكو ، قيام لؤي حسين في وصف الأشياء بحسب المصطلحات الموافق عليها من الجهات المختصة و اللي فرضها فرع المخابرات الجوية و اللي بتجعل منّك معارض آدمي تحت سقف الوطن ..
فمثلاً : وصف ما يجري في سوريا بالاستبداد و عدم ذكر كلمة ثورة إطلاقاً..
وصف الجيش الحر بالمجموعات المسلحة و الابتعاد عن وصفهم بالثوار..
تصنيف الجيش السوري كجزء من مؤسسات الدولة اللي من البديهي العمل على عدم مساسها..
اما المرحلة التالتة قبل الاخيرة من وصولك الى موسكو، فهيّة مرحلة الخروج قليلاً عن اجندة المعارضين المروضين ، و بدء الحديث الرومانسي عن فوائد الانتقال التدريجي للسلطة و ليس عن ضرورتو، و بدء رفض كل شيء و الامتناع عن قبول اي شي، و عند هيدي المرحلة تحديداً بتكون عبّيت الاستمارة الخاصة بدخول عالم بوتين، و ما بقي عليك الا خطوة وحدة للدخول الى عوالم حي الحلمية الاوروبي..
فالمرحلة الاخيرة تتجّلى باعطاء لؤي حسين و أمثالو تاريخ اعتقالي و معاناة مخابراتية لا بد منها لوضع الملامح الاخيرة من صقل المعارض الكيّس ، و زجّو كم يوم عند مدير مكتب رئيس الفرع ، و تسريب قصة الاعتقال التعسفي على صفحات الفيسبوك ، و خروجو بعد يومين لكتابة مذكراتو بالاعتقال ، و عن ال ٤٨ ساعة اللي غيرت سوريا..
و هيك بيكون أتم معارض المعارضة فترة تأهيلو للخوض في مفاوضات موسكو بالنيابة عن الشعب السوري، الجلسات اللي رح تبدا بالوقوف دقيقة صمت عن روح الاب القائد حافظ الاسد ، و رح تنتهي بترديد الشعار الاسدي الخالد :
يا بشار لا تهتم ، عندك معارضة بتشرب دم..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.