تأكد تماماً ان يوم السياحة في سوريا لم يحن بعد .. سترى الملايين زاحفين على قبر ابوك و اخوك لتنفيذ حلم ابو زهير..

ziad-elsoufi2لنظام الاسد مع السياحة مشكلة حقيقية منذ نعومة أظفاره قبل ان تتحول الى مخالب..
فعلى الرغم من تنوع المقاصد السياحية في سوريا ، من بحر و جبل و آثار و متاحف و مواقع اثرية و قلاع ، و حكايا شعوب تعود لآلاف السنين ، لم ترتقي السياحة في سوريا بتفويض من النظام الى اكثر من مجموعة باهتة من الفنادق المنتشرة هنا و هناك ، و تلزيم العمل فيها الى من فهمه بالسياحة لا يتجاوز فهمي ببناء المفاعل النووي ..

فعلى ارصفة بحر اللاذقية ينتشر زعران قرية دمسرخو و قطّاعي طرقها منتظرين سيارة سعودية و اخرى اماراتية للقفز عليها بغرض السمسرة على بناتهم المنتشرين في كباريهات الشاطىء الأزرق ..
و هناك في تدمر تلك المدينة التي يحلم بها كل شعوب الارض ، ترى ذلك السجن المرتبط بذهنية من يريد زيارة هذا الشاهد على حضارة هذه الارض ..
و ليس بعيداً من هنا و هناك ، ترى متحف دمشق و حلب و باقي المحافظات خالين من اثار هذا البلد العظيم بعد ان نهب ثروتها و باعها رفعت الاسد في مزادات جامعي التحف في أوروبا ..
اما دمشق اقدم عاصمة مأهولة في التاريخ ، فغيّر سورها التاريخي و بنى سوراً عظيماً من الأفرع الأمنية المحيطة بالمدينة ، و رفع قصراً على قاسيونها يطل على كل شوارعها و أحيائها ليبقي على شعور الخوف في صدر كل من زارها..

الإعلان العلوي الأخير اللي انتشر عن السياحة في سوريا بينما هذا البلد يخوض معركة بقائه من ظلم من اعتقدنا بغباء أنهم اهلنا ، و من نيران مقاتلات تحمل على جوانحها كل الاحقاد الحضارية لهذه البلد ، لم يكن اكثر من محاولة استفزازية لمن هم خارج أسوار سوريا المفيدة ، و للقول للغرب هذه هي سوريا الاسد البديل المقابل لسوريا الارهاب ..

لم تكن أيها النظام بحاجة الى هذه الإعلانات الرخيصة لتشجيع السياحة و تشجيع السياح ، فسوريا لم تشهد منذ ان سطوت على السلطة إقبال سياحي اكثر مما هو عليه اليوم ، فلم يبق أزعر و قاطع طرق باسم حماية المقدسات و المقابر الا و جلبته لتدنيس هذه الارض الطاهرة ، فلما الصرف على الإعلانات و الدعايات ، كل ما عليك القيام بِه هو القول:
في حلب مقام لسكينة فهبّو أيها الطائفيين .. و في دمشق مقام لزينب ليأتيَك الملايين زاحفين لحمايتها ..

تأكد تماماً ان يوم السياحة في سوريا لم يحن بعد .. سترى الملايين زاحفين على قبر ابوك و اخوك لتنفيذ حلم ابو زهير..

انتظرنا ..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.