بين فيروز ………… وداعــش

rahbaniبين فيروز ………… وداعــش
كان الناس ولا زالو عندما يستيقضون يفتحون المذياع عند الصباح لسماع صوت فيروز يصدح مع اول خيوط اشراقة الضوء الجميل صوت ملائكي يبعث فيك الامل وحب الحياة لقد غنت فيروزالى الحياة والحب وغنت للوطن ولفلسطين ولبغداد ولدمشق فكانت ايقونة العرب وصوته وقيثارة الحب والسلام فكان من لايسمع فيروز عند الصباح كانما نسي ان يشرب فنجان قهوته ان الانسانيه لها مقومات البقاء والانبعاث من خلال الموسيقى والغناء والمسرح والسينما والرسم والنحت وان الشعوب تقاس حضارتها ورقيها من خلال موسيقاها وفنونها ومثقفيها وروائيها فالعالم المتحضر يعتز ويكرم مبدعيه وعلمائه ومفكريه هناك مثل يقول (اذا اردت ان تتعرف على حضارة الشعوب فاستمع الى موسيقاها ) فكل الامم تفخر بمبدعيها وتخلدهم في كتب التاريخ والطوابع البريديه واقامة التماثيل الى عظمائها وهم مدعاة فخر واعتزاز من جيل الى جيل وللفنانين مساهمات جليله وعظيمه في تاريخ شعوبها فالفنان (بيكاســو) الذي خلد الحرب الاهليه الاسبانيه في لوحته المشهوره (الجـرنيكــا) واستشهد الفنان ومغني الشعب الاسباني ( فيكتور جارا ) وهويقاتل في صفوف ابناء شعبه ضد فاشـية فـرانكو في الحـرب الاهـليه الاســبانيه وام كلثوم وهي تغني للعبور عام 1973 وتجمع التبرعات الى المجهود الحربي وعبد الحليم حافظ يقف مع ام كلثوم وينشد للعبور والتحرير وان من راى كيف خرجت الجماهير في وداع ام كلثوم الى مثواها الاخير فيتقدم موكب جنازتها كبار الرسميين وقاده وفنانين وخرجت الجماهير عن بكرة ابيها لتودع هذه الفنانه التي دخلت في وجدان الشعب المصري والعربي وينطبق هذا ايضا على الفنان عبد الحليم حافظ في وداعه الاخير … واليوم ونحن في زمن العولمه والتقدم العلمي والتكنولوجي نرى الشعوب المتحضره تضع امكانيتها المتواضعه وهي تسابق الزمن من اجل اللحاق بركب العالم المتطورواستثمار ثروتها القوميه لبناء انسانها واسعاده. الا ان هناك شعوب في الشرق الاوسط تعيش التقهقر ويخيم عليها الجهل وكانما تعيش في زمن الوثنيه رغم ما تملكه من ثروات هائله وعقول وحضاره وتاريخ فالضحك على الشعوب وغسل ادمغتها بفتاوى وبدع يخجل اي انسان يمتلك ذره من العقل والمنطق والا كيف تفسرون ان يقوم واحد في طائره ويقرا مقتل الامام الحسين (عليه السلام) ويجعل كل من في الطائره يلطم واّخر يأخذ خريجي كلية طب الاسنان لاداء القسم في احد مراقد الائمه في النجف الاشرف في اي عصر يعيش هؤلاء وهم يقتلوا الاطباء واصحاب الشهادات العلميه والقضاء على كل ماهو خير ونبيل لقد فعلوا هذا من اجل خداع الناس واستغلال الايمان لديهم ومن اجل ان يعم الجهل والفقر والفاقه ويستتب الفساد ويكثر السراق من امثالهم ويضعف الوطن ويصبح لقمه سائغه في فم كائن من كان ويصبح فريسه سهله لرافعي راية الظلام ونحر الانسان كما تنحر الشاة ليقدموا الوطن الى ( داعش) على طبق من ذهب التي غزة عراق الرافدين عراق الحضاره والتاريخ والقوميات والاديان المتاّخيه اخذوا النساء المسيحيات واليزيديات العراقيات سبايا لبيعهن في سوق النخاسه وغدا ياتوا على بقية المكونات كما في حروب الجاهليه وفجروا المراقد والاثار والنصب الحضاريه وان دخلوا بغداد سوف يهدوا نصب الحريه والمتنبي والرصافي ويدمروا المتحف العراقي وكل تراث شعب العراق ويخيم الظلام على العراق ويصـطـبغ دجــلة والفرات باللون الاحمر من جديد وينتشر جراد داعـش ومن ينطوي تحت عبائته لياكل الاخـضر واليابـس ويختفي صوت فيروز ووديع الصافي والقبانجي وناظم الغزالي ويحل محله جهاد النكاح واخذ الجزيه من اهل الذمه وفتاوى من اسلم يسلم ويتغير حتى لبس النقاب وتصبح المراه سجينة الدار فلا ترى الشمس ولا الشمس تراها لانها عوره كما يفهمون المرأه سوف لن يرحم التاريخ شعبا يستكين لظالم لقد انتفض الشعب المصري واليمني والتونسي والليبي وازال طغاة وعتاة ومتخلفين ولا زال العراقيون يزحفون على بطونهم والجوع والفقر والقتل على الهويه او على المذهب او الدين متى كان العراقيون يقاتلون بعضهم وعندما غزا الامريكيون العراق من اجل تخليص العراقيين من دكتاتور واتوا بنظام خاطه لهم برايمر على المقاس وهو اعتى واشرس وافسد واحقر من نظام صدام فبيع الوطن وهو الان في طريق التقسيم واقامة جموريات كارتونيه يسهل مضغها وبلعها والا بماذا يعلل رجل مسك السلطه لثمانية اعوام فلم يبقي ولم يترك غير الموت والدمار والمحاصصه والصراعات العرقيه والدينيه والقوميه وصار الفساد السيد والحاكم ولم تعد سرقة المليون الا للنكته واصبح المليارطرفه للسارقين فلن تمرر لك معامله مهما كانت بسيطه الاوتدفع لها والا تنام في ادراج الموظفين الذين تربوا على سرقة ابناء الوطن وفقراءه.
ايها العراقيون يااهل الانتفاضات والوثبات والى من صعدوا المشانق ودخلوا السجون ذودا عن حرية الوطن وكرامة شعبه لاتتركوا الموت في كل مره ياتيكم وانما قاتلوه مره واحده ليعود صوت فيروز وتعود الموسيقى وشعر الجواهري ولميعه عباس عماره ويعود يوسف العاني الى خشبة المسرح وتعود المراه وهي تفرد شعرها الجميل ووجها وعلى محياه البسمه والفرح وينساب دجلة والفرات ويتفرع ويمتد في ارض العراق ليعم الرخاء ويعود النخيل ليرتفع بهاماته من جديد نحو السماء ونحن بانتظار المستحيل ياشعب العراق لتعيدوا دورة الحياة الى العراق. لك يافيروز مني السلام ولداعش الموت والسم الزعاف صبري سالم

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.