تصادف موعد العدوان الأخير على غزّة مع احتفالات راس السنة لعام ٢٠٠٩..
يومها الكل كان ناطر من جيش الممانعة الاسدي الدخول في الحرب لحماية جبهة الدفاع الاول.. الكل كان بانتظار سيادتو ليطلع علينا بالبدلة العسكرية على شاشات التلفزيون لشحذ الهمم و دفع الشباب المتحمّس للتطوّع في المعركة المصيرية الوجودية ، و لكن..
لا الرئيس لبس البدلة ، و ضباط الجيش تابعوا نضالهون على طاولات العرق و المتّة احتفالا بالعام الجديد..
قلنا معلشي، بيجوز سيادتو عندو وجهة نظر تانية ، و رح يترك شرف المشاركة بهالمهمة لرجال الله في حزب الله..
فعاجلتنا العربية على ما اذكر بخبر سقوط قذائف صاروخية على شمال فلسطين.. قلنا خي، الحمدلله بديو الشباب من حزب نصرالله الحرب على الجبهة اللبنانية لتخفيف الضغط عن الجنوب الفلسطيني.. و لكن..
على نفس شاشة العربية و بعد اقل من عشر دقايق،و بخط احمر عريض و جديد ، و خبر عاجل طازة : حزب الله ينفي ضرب اي صاروخ على شمال الاراضي المحتلة ، و يتعهّد بمعرفة الفاعل..
صفنت يومها و قلت بحالي، اذا لا الممانعة اتدخلت في المعركة ، و اذا المقاومة تبرأت من الصواريخ المرمية، معناها اكيد اكيد اكيد رح نشوف جحافل الجيوش الثورية الإيرانية عم تزحف الى قلب القدس الشريف خلال الساعات القادمة و لكن..
أثناء تقدم الجيوش الإيرانية بزحفها المقدّس، كان لا بد من تطهير جنوب اليمن من سكانو اولاً، و تهجير العراقيين ثانياً، و التحضير لذبح السوريين ثالثاً، و بث الفوضى عند عرب الخليج رابعاً..
بس حتّى ما نظلم محور المقاومة و الممانعة بعدم المشاركة في الحرب الوجودية، لا بد و للتاريخ من ذكر العاجل الأخير لقناة العربية :
الرئيس الاسد يصدر مرسوماً بإلغاء كل مظاهر الاحتفال في أعياد راس السنة، تضامناً مع الشعب الفلسطيني..