عـُقد في الفترة بين 30-31 كانون ثاني/يناير 2018 مؤتمر ما يسمى بـ “الحوار السوري-السوري”، في مدينة سوتشي الروسية، وكان لا بد من تقييم، وتقديم إيضاح وافٍ للسوريين حول الموقف من المؤتمر وما دار به، لذا وبداية:
أعلن وأتبرأ كلياً، وللتاريخ، ها هنا، وأمام الشعب السوري العظيم المكافح الصامد المنكوب مما يسمى بمؤتمر سوتشي وتفرعاته، وتداعياته واستطالاته ومن كل مقرراته وما صدر عنه، فلم أشارك بأي نشاط ولا عمل أو فعالية ضمنه وذلك لجملة من الأسباب والمعطيات التي سادت ولا يمكن القفز فوقها أو تجاهلها نظراً لما تشكله من ممارسات يصل بعضها حد الخيانة العظمى، وكنت متفرجا طيلة انعقاد المؤتمر، وحضرت، رغم وعثاء السفر، بصفة شخصية كإعلامي وكاتب مستقل لا يمثل أية جهة ولا ينتمي لأي تيار سياسي فشل المؤتمر منذ همروجة تنصيب وفرض رئاسته مسبقاً على نحو غير ديمقراطي ووجود شخصيات مشبوهة وذات تاريخ مشين ومطعون بوطنيتها وولائها للشعب والوطن وأخرى سلطوية مزمنة على المنصة وهذا ما لا يمكن القبول به، مع انحسار وتغييب للتيار العلماني الذي كان مهمشاً وضعيفاً ولم تتم، وإرضاء للتيارات الفاشية والسلفية الظلامية، الإشارة إليه، ولو من باب المواربة والاستحياء، وكان محارباً وملفوظاً من الجميع وخاصة القوى والرعاة الإقليميين والدوليين ولم يك هناك أي جسم وهيئة وازنة تمثله رغم أهميته المرحلية، كما بالنسبة لوضع أسماء اللجنة الدستورية مسبقاً بطريقة تقريرية واعتباطية ودون أن تتوفر لدى الكثير من شخوصها أية مؤهلات معرفية أو علمية أو سمعة وتاريخ حقوقي ونضالي لتولي مثل هذه المسؤولية الوطنية الاستثنائية.
وأما في الداخل السوري فإن استمرار بعض الظواهر والممارسات المعهودة الجائرة الفظة والظالمة والمجحفة والتمييزية والاستهداف المتعمد وهيمنة عقلية الغدر والشر والثأر والانتقام والمزاجية في بعض مفاصل وأجهزة الدولة واستهتارها بالآخر وازدرائها الغريب العجيب بالنخب الوطنية الشريفة وتعمد معاملتها بفظاظة وفوقية، ودون أدنى قدر من المسؤولية والاعتبار لتاريخها ونضالاتها وتضحياتها ضد الإرهاب الدولي والفاشية والتيارات الظلامية ورغم ما أظهرته من وفاء نادر لسوريا وشعبها وجيشها وإظهار الاستخفاف بدورها وبكرامتها، وهذا ما لا يخلق أبداً أية أجواء من الثقة مع من يقبضون على قرار ومصائر ولقمة البشر بشكل استبدادي قهري كيدي جائر فوقي مقيت لا يؤسس لأي شعور بالأمان المستقبلي والحياتي وكأن البشر والشخصيات الوطنية هي مجرد حشرات تافهة بلا قيمة وبلا إحساس ولا كرامة مع استمرار التسلط على البشر والعبث بحياتها ما يؤشر لعودة ممارسات التمييز والعنصرية والمحاباة والطبقية والتنكيل والبطش والقهر والاستهداف والاستهتار بالناس والتي مهـّدت لظهور وتفاقم وانفجار الأزمة على الصعيد الوطني العام إذ لا تمهد هذه الممارسات الاستبدادية والاستكبار والفاشية لأي نوع من الود والاطمئنان ولا تقود لأية عملية سياسية حقيقية وتكرس الشروخ والتوجس والارتياب المتبادل القائم أصلاً وتعرقل أية انفراجات ممكنة ومصالحات مرتقبة وتعمـّق علاقات العبودية والتبعية والاسترحام والاستبداد والكيفية والمزاجية وانعدام القانون وغياب المعايير التي تكفل الحقوق مع استفشار التسلط القاسي الفج الأعمى دون مراعاة لمشاعر وآلام ومعاناة المحكومين والمقهورين والمظلومين والمنكوبين بحرب السبع سنوات العجفاء وإدامة التشوهات التاريخية اللا شرعية وغير القانونية بين صاحب السلطة والمنصب والنفوذ الذي يقبض على، ودون وجه حق، ويحتكر كل شيء يتعلق بحياة البشر واحتياجاتهم الإنسانية الأساسية ويبتزهم، ويتلاعب بمصائرهم ومستقبلهم بصبيانية مقززة متلذذاً بمعاناتهم والكيد والإيقاع بهم والتعامل معهم بفوقية وصلف وعنجهية واستعلاء غير مفهوم وغير مبرر بدولة مواطنة مفترضة قادمة تتطلع بشوق ونزوع طاغ للخروج من هذا المخاض لاجتياز حقبة سوداء كأداء ثقيلة وطويلة لم تعرف لها البشرية مثيلاً وهذا ما خلق ويخلق أجواء من الإحباط والخيبة ويولد مشاعر القهر واليأس والانسداد ويجرح الأعماق ويفاقم التأزم ويراكم الغضب ويخلق شعوراً بالقلق والانزعاج لاستحالة فهم حجم الكارثة التي حلت بالبلد وأسبابها والتي فتكت بالبشر والحجر وأن بعض هذه الجهات الموجودة حالياً لا يمكن الوثوق بها أو أنها يمكن أن تؤمن بأي حوار أو تتوفر لديها أية قيم ديمقراطية وإنسانية ووطنية وإيمان بالمبادئ والمثل العليا وتلتزم بأصول التعامل أو يتوفر لديها أي احترام لحقوق الإنسان، وأن أية عملية سياسية موعودة في ظل بقاء هذه العقليات الطائشة الشريرة المستهترة اللا مسؤولة وهيمنة الأجواء السلبية المنفـّرة والمتوترة هي مجرد خداع وضحك على الذقون، ومحكوم عليها بالفشل سلفاً.
ختاماً، عهد الوفاء والولاء الدائم لسوريا وجيشها وشعبها ومؤسساتها الوطنية، وعشتم وعاشت سوريا حرة علمانية موحدة ومستقلة ووطنا لجميع أبنائها من دون إقصاء وتهميش واستهداف وتمييز لأحد تحت الرايات العلمانية الطاهرة المطهرة…
١: أولا من يرضى أن يفاوض قاصف شعبه بالبراميل المتفجرة وبطائرات السوخوي دون تمييز بين مقاتل أو إمراة أو طفل أو كهل ليس ألا خاوي أو خائن حتى العظم ؟
٢: لو رفض المفاوضون الذهاب الى مؤتمر سوتشي قبل الاتفاق ولو على بديهيات لما كرر وفرض الروس شروطهم عليهم وكأن شيئاً لم يحصل ، وهو بقاء الاسد ؟
٣: وأخيراً …؟
من المفاوضين من يعتقد أنه سيتنعم بخيرات الروس والايرانيين عبر المناصب والكراسي ، حمار لان الكل محكوم بالإعدام أو المأسي ، سلام ؟