بيان توضيحي من مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسوريا مايكل راتني حول موقف الولايات المتحدة من هيئة تحرير الشام وتنظيم القاعدة في #سوريا:
لطالما حذرنا من غدر القاعدة في سوريا وخداعها ومحاولاتها تضليل السوريين وتضييع ثورتهم. وقد تابعنا عن كثب عندما لم يدخر أبو محمد الجولاني وعصابته جهداً من أجل النفاذ والاختباء كالطفيليات في جسد الثورة السورية ليبدأوا بعد ذلك بابتلاعها من الداخل. لقد اخفوا أنفسهم تحت طبقات من الأكاذيب، حيث ادعوا في البداية إنهم لم يأتوا إلا لـ”نصرة أهل الشام” ثم ادعوا بعد ذلك كذباً إن مهمتهم الوحيدة هي “فتح الشام” والآن في أحدث مرحلة من الخداع، يختبئون خلف شعار جديد وهو “تحرير الشام”. لقد كانت هذه العصابة دائماً سبباً رئيسياً وراء عدم تمكننا نحن أصدقاء الشعب السوري من مد أيادينا بشكل كامل لدعم الثورة. ومع كل تبديل جديد في واجهتها، تصبح القاعدة أقل اعتماداً على الثورة التي تحاول تدميرها، وتوجه هجماتها لضرب رموز الثورة. وقد شهدنا هذه الاعتداءات مراراً وتكراراً، حتى طالت أعمالهم التدميرية الآن حركة أحرار الشام وغيرها ممن هم من أشد المدافعين عن الثورة.
وفي ضوء هذه التطورات التي حصلت مؤخراً، نود أن نوضح مايلي:
• إن المكون الأساسي لهيئة تحرير الشام هي جبهة النصرة، وهي منظمة مدرجة على لائحة الإرهاب. وهذا التصنيف ساري المفعول بغض النظر عن التسمية التي تعمل تحتها وأي مجموعات أخرى تندمج معها.
• إن هيئة تحرير الشام هي كيان اندماجي وكل من يندمج ضمنه يصبح جزءاً من شبكة القاعدة في سوريا. كما أن هيئة تحرير الشام ليست غرفة عمليات مثل جيش الفتح، وسوف نعمل وفقاً لذلك.
• إن صاحب السلطة الحقيقية في هيئة تحرير الشام هو أبو محمد الجولاني، وهو المتحكم من الناحية العملياتية، وهدفه الذي يسعى إليه دائماً هو خطف الثورة. وإن منهجه ومنهج جماعته هو التغلب، الذي ما هو إلا وجه آخر للاستبداد، أما الآخرون ممن تولوا المناصب التجميلية مثل أبو جابر فهم مجرد كومبارس.
• لقد تعلمت هيئة تحرير الشام كيف تحاكي الاعتدال، إلا أن هذه المحاكاة ليست سوى التَقيِّة القاعدية. فقادة جبهة النصرة المتحكمون في هيئة تحرير الشام لا يزالون ملتزمين بمنهج القاعدة وأهدافها ولا يزالون مبايعين لأيمن الظواهري. وسيحاولون إنكار هذا ولكنهم يكذبون.
• لن تفلح هيئة تحرير الشام في فرض أمر واقع على الأرض يجبرنا على التعامل معها. فالقاعدة منظمة إرهابية نعتزم إفناءها ولن يغير ذلك لامكتب سياسي ولا مشروع تواصل دولي ولا غيرها من أشكال الخداع.
• إن الجولاني وعصابته يريدون السيطرة على المعارضة، مثلما ارادت عصابة البغدادي. وسوف نتعامل مع القاعدة في سوريا بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع داعش.
سيحاولون تفنيد هذا البيان بكل الوسائل المتاحة ويقولون إن الولايات المتحدة والغرب صليبيون يريدون تدمير كل مقاومة سنية أصيلة وموحدة، لكن هذا الكلام محض هراء. فهل نسوا ما فعلوه في 11 ايلول/سبتمبر؟ وهل نسوا العدد الذي لا يحصى من الجرائم التي ارتكبوها ضدنا وضد المسلمين؟
هؤلاء في تنظيم القاعدة هم أعداؤنا، وليس السنة والمسلمين والوحدة. ولايمكنهم تبرير ادعاءاتهم إلا بتكفير أصدقائنا وحلفائنا في الشرق الأوسط مثل تركيا وقطر والمملكة العربية السعودية وغيرهم ممن وقفوا مع الثورة السورية، الأمر الذي سيكون سخيفاً وغير معقول.
فلا تنخدعوا بهؤلاء المجرمين المصممين على جلب الدمار إلى سوريا والسير بالمعارضة السورية إلى الانتحار.