إنَّ إعادة إعمار الوطن وبناء نسيجه الإجتماعي من جديد، تحتاج إلى عودة الكفاءات الشابة والخبرات المهنية والإجتماعية التي نزحت أو تشردت، لكي تنضم لمن بقي منها في الداخل، وإلى إحتضان هؤلاء جميعاً لكي يعيدوا ترتيب المؤسسات وفق قواعد جديدة، قواعد دولة القانون والمواطنة والكرامة الإنسانية…
يتكلم الإعلام بالمقابل وبابتهاج وشماتةٍ أحياناً، عن جحافل السياسيين المعارضين الذين يعودون إلى حضن الوطن.
السياسيون فارغو المضمون في الخارج الذين ارتضوا الإرتهان لإملاءات الأجنبي، يريدون العودة للإِنْضِمام إلى السياسيين المتشدقين بوطنية خلبية في الداخل، فارغي المضمون أيضاً.
يعودون الى أشباههم كعودة الأخ إلى أخيه بالرضاعة.
سيقبلون شوارب بعضهم ويتصارحون بالأخطاء المتبادلة، ويعودون إلى فشلهم الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه …
أما البناة الحقيقيون الذين يحتاجهم الوطن، الكفاءات المهنية والإجتماعية والسياسية في الخارج والداخل، فلا أحد يسعى لتحفيزها لكي تقود عملية التغيير.