أول شعب انتفض ضد ديكتاتوره , كان شعب بلد بورقيبة – أصغر دول المنطقة . وليس بلد أي من دعاة الثورية وباعة أحلام وأناشيد الوحدة العربية
أول رئيس يترك السلطة بسهولة ويغادر البلاد فور الثورة عليه . دون تحدي الشعب ودون ايذاء وطنه بحرب أهلية . كان رئيس تونس – بن علي – بلد بورقيبة –
بعكس مبارك الذي انتقم من الشعب فضاعف عسكرة الحكم أضعافا . عين ضابطاً نائباً للرئيس – مدير مخابرات ! وعين طيار عسكري رئيساً للوزراء !, وتشيث بالسلطة وراوغ وماطل وقدم حججاً مضحكة تبرر تشبثه بالسلطة واضطر القادة العسكريون للتضحية به حفاظاً علي بقية نظامه ونظامهم , بأن سجنوه – سجناً كضرب الحبيب , الذي يشبه أكل الزبيب – , كي لا يتركوا السلطة للشعب,
, وبعكس بشار الأسد , والدمار الذي ألحقه بسوريا وبشعبها , بيده وبأيادي منافسيه علي السلطة . كوارثاً سيكتب عنها التاريخ ملاحماً مأساوية بلا عدد , و أكثر حلكة من سواد قلبي حافظ وبشار الأسد
وبعكس القذافي , الذي تمسك بالحكم كما تتمسك ذبابة باناء عسل , حتي الموت غرقاً في عسل السلطة هو وأبناؤه , وبعدما استأجر مرتزقة أفارقة يدمرون وطنه ويقتلون شعبه , في ظلال كتابه الأخضر ونظريته العالمية الثالثة ! ,
ولا فعل رئيس تونس الهارب من الثورة . مثلما فعلت قيادات البعث العراقي – الهاربة – بعد سقوط نظامهم بسقوط صدام .. اذ تحالفوا مع كل شياطين الانس والجن لتدمير العراق وتشريد شعبه وسفك دمائه , وتسببوا في هتك أعراض ماجدات العراق وبيعهن في الأسواق .. في سبيل بقاء البعث , أو عودته لسلطة
!!
وكذلك كان رئيس تونس الهارب – زين العابدين – بعكس ” علي عبد الله صالح . الذي جمع بين خطايا وجرائم وآثام كل من حسني مبارك وبشار الأسد , والقذافي .. فدمر اليمن .. ولا يزال ” علي عبد الله صالح ” يقف لشعبه ولليمن بالمرصاد .. لأنهم أجبروه علي ترك السلطة
( كل هؤلاء الطغاة هم غرس أيادي عبد الناصر , ذاك الزعيم الملهم ! , الذي عسكر ودكتر معظم أنظمة الحكم بالمنطقة – وبافريقيا . فكانت نهاية تلك الدول كما رأينا .. ! )
كل ذاك الجنون لم يفعله وريث بورقيبة ” زين العابدين بن علي ” وان كان قد حمل معه مسروقاته من قوت الشعب
الشعب الوحيد في المنطقة . الذي رفضت ” جماعة الاخوان ” به تدمير بلدها في سبيل السلطة . وتعففت .. هو شعب بورقيبة
خاضت جماعة الاخوان بتونس الانتخابات . وعندما خسروا هنأوا الفائز ..
..!!! انهم – وهم الاخوان المسلمين – بقايا علمانية بورقيبة المحدودة – فاختلفوا عن غيرهم من الاخوانجيين الأشرار
جماعة الاخوان بتونس بورقيبة لم يفعلوا كما جماعة اخوان – بلد عبد الناصر – لم يقولوا مثلهم اما السلطة لنا أو سنحرق الوطن ( اخوان مصر . قالوها علنا ,, وكرروها وعادوها وزادوها , وبألف لسان ., !! وهم ماضون في حرق مصر , ويصرون وممعنون في الاصرار علي حرق وطنهم وقتل شعبهم , في سبيل السلطة .. انهم الجماعة التي خلفها عبد الناصر – فلوله الدينية – وعبد الناصر كان تلميذا لهم . بدأ حياته السياسية عضوا بالجماعة ) ..
جماعة الاخوان المسلمين في تونس بورقيبة لم يرتشوا الناخبين بمواد غذائية مستغلين حاجة فقراء شعبهم – كما الاخوان في مصر – ولم يستعينوا بأمريكا
لتضغط لأجل تزوير نتيجة الانتخابات لصالحهم ( كما جماعة الاخوان بمصر عبد الناصر والعسكريين الذين أورثهم سلطة مصر ..) فرق بين بورقيبة وعبد الناصر ..
جماعة الاخوان في تونس لم يهددوا في حالة عدم فوزهم . ولا اعترضوا علي نتيجة الانتخابات ولا ادعوا تزويرها
انها بصمات حكم بورقيبة
ولا فعلت جماعة الاخوان – في تونس , مثلما فعلت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا . في صراعها مع حكم الأسد البعثي . دعشوا سوريا وجلبوا اليها كافة فصائل وأنواع الجماعات الارهابية . لاحياء سنة جهاد النكاح . والقتل والحرق ونحر الرقاب . كما فعلها أشرف الخلق : صلعم الجزيرة العربية الصحراوية
ولا فعلت جماعة الاخوان في تونس . مثلما فعل زعماء السنة والشيعة بشعب العراق . تفجير تفجير .. قتل قتلي أشلاء في كل مكان . السنة في سبيل ولأجل اعلاء اسم ” محمد صلعم ” النبي . والشيعة في سبيل ابن عمه – ابن عم محمد ! ” علي ” وابن علي – الحسين -…!! وتتطاير أشلاء شعب العراق .. في سبيل محمد وابن عمه وابن بنته .. هؤلاء الثلاثة ..
!!
جماعة الاخوان – تونس بورقيبة .. اختاروا سلامة الوطن وصالح المواطن وقالوا لن يكرر التجربة المصرية – حقنوا الدماء الي أقصي حد – ..
غضب العلمانيون وتعجبوا – وكنت ممن تعجبوا – عندما منحت مؤسسة بن رشد . جائزتها لراشد الغنوشي زعيم جماعة الاخوان المسلمين في تونس
ولكن يبدو ان المؤسسة كانت علي حق .. فجماعة الغنوشي , لم تحرق تونس مثلما فعلت جماعة محمد بديع , و محمد مرسي , وخيرت الشاطر . حرق حرق حرق لكل شيء ,, لأبراج الكهرباء وللمترو وللقطارات وللمباني العامة , وتفجير سيارات عامة وخاصة ونسف كباري وجسور .. وقتل , والقاء الأطفال من فوق أسطح المنازل بمدينة الاسكندرية ! . كل هذا لأجل السلطة
!!
الآن عرفت مما فعلته جماعة الاخوان المسلمين في مصر . أن زعيم جماعة الاخوان في تونس ” راشد الغنوشي ” يستحق جائزة بن رشد
انه تركة بورقيبة بكلا بنوعيها – السياسي والديني – تركة جنبت وطنها بأكبر قدر ممكن من الدمار والخراب .. من أول الديكتاتور العسكري الجنرال ” بن علي ” , وحتي الشيخ راشد الغنوشي ( البيادة والعمامة التونسية . كلاهما .. ترفقا نسبياً , بوطنهما وبشعبهما . أو أحسنا ذبحه – ان صح التعبير
رغم كل شيء فقد ثبت أن بورقيبة هو أقل حكام عصره سوءا – بدول المنطقة – ولم يكن ينقصه ليسجله التاريخ كزعيم عظيم , سوي ارساء قواعد الديموقراطية وتدوال السلطة وعدم احتكار كرسي الحكم
رغم أية أخطاء , فقد ترك بورقيبة لبلده قدرا من العلمانية والمدنية . لم يفعل مثله آخر من زعماء عصره بالشرق الأوسط وشمال افريقيا
سلام لتونس . ذاك البلد الصغير
وسلام كبير لشعب تونس
ولا عزاء للطواويس والعناترة : عبد الناصر وصدام حسين والقذافي وحافظ وبشار الأسد , وعلي عبد الله صالح , وجعفر النميري وخليفته ممزق السودان – عمر البشير – .. لا عزاء لكل هؤلاء
مقارنة بباقي رؤساء دول المنطقة – المخلوعين بفعل الثورات , والمرشحين للخلع – , وبمقارنة مرشد جماعة الاخوان في مصر , براشد الغنوشي – مرشد جماعة تونس . نقول :
تحية لروح الحبيب بورقيبة
تحية للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي
تحية لمرشد جماعة الاخوان في تونس ” راشد الغنوشي ” .
…
في مثل ذاك الزمن الأغبر : طوبي لرئيس ذبح شعبه ووطنه . عندما طاوعه قلبه وضميره علي ذلك , وأحسن الذبح
!!
في مثل ذاك الزمن الأشعث الأنكد .. طوبي لحاكم نهب وطنه نهباً غير جائر ! وطوبي لزعيم جوّع شعبه جوعاً رحيماً
!!
صلاح الدين محسن
http://salah48freedom.blogspot.ca/?view=flipcard
مواضيع ذات صلة: الفرق بين تونس وسوريا نفسه بين عائلة الاسد وبورقيبة