يومها التلج كان مغطّي حمص و ريفها، و البرد اللي جاية من جبال لبنان الشرقية بيخلّي الدم يتجمّد بعروقك..
مهجع المجندين في سرية المقر قيادة الفرقة ١٨ كان بهالليلة بمثابة مأوى لأكتر من خمسين عسكري رح توقف دقّات قلوبهون من البرد و هنن قاعدين تحت بطانيات تخوتهون..
طلعت من غرفتي اللي كاد مازوت صوبيتها يخلص ، و توجّهت بعد نص الليل الى مهجع المجندين للاطمئنان عليهون و السؤال عن ورديات الحرس ، فتفاجأت بمنظر الجنود المتجمدين من البرد تحت لفح موجات الهوا اللي عم تدخل من النوافذ المكسرة..
– زياد رح نموت من البرد، لازملنا مازوت و ما ضالل ولا نقطة من أكتر من اسبوع و ما حدا عم يرد علينا..
نظرت بعيون علي من الرقة و قلتلو: رح شوف النقيب المناوب و فيقوا فوراً لشوف كيف ممكن نحل هالموضوع..
دقّيت الباب عالنقيب ياسر قشعور المناوب في تلك الليلة، فشفتوا بصحبة اربع نقباء آخرين بالبروتيلات البيضاء عم يتعشوا و يشربوا عرق و الغرفة متل الحمام من دفى صوبية المازوت اللي رح تنفجر من الجمر اللي عم يحترق فيها..
شكيتلّو الموضوع و كيف انو المجندين رح يموتوا من البرد ، فكانت ردة فعلو مع صحبتو من الضباط بالضحك و ببهدلتي على مقاطعة ليلتهون الحمراء بهيك تفاهات..
أثناء خروجي من غرفة الضابط المناوب ، شفت مداخن صوبيات المهجع عم تعج بالدخان الأسود ، و ريحة المازوت المحروق مالية سما قيادة الفرقة ١٨ ، دخلت لعند المجندين و شفت فرحتهون ما سايعتهون، فسألت علي:
مشي الحال علوش؟؟؟؟
فجاوبني: أخدنا البيدونات و فتحنا دبابة اللواء و سرقنا المازوت منها..
بهيك جيش بيريد اتباع بيت الاسد إسقاط الطائرات الأميركية اذا ما سوّلت أنفسهم الطيران بالسما السورية..
ايه و الحشا بتطلع الطيارة و بتدخل سوريا و بتضرب هدفها و بترجع على مواقعها، و اللواء قائد الفرقة عم يصرخ للمجندين يدفشولو الدبابة الخالية من المازوت..