كاتب ومفكر عراقي
روي إن احد اللقالق إرتاد برجا لكنيسة قديمة ثم بنى عشا فوق الناقوس، وكان يسبب ازعاجاً مستديماً لشماس الكنيسة بسبب تساقط ريشه وفضلاته، فحار الشماس فيما يفعله، وقرر أن يستشير كبير القساوسة بشأنه. أستفسر كبير القساوسة من الشماس عن سبب تذمره من الطائر. فقال الشماس: بسبب كثرة ما يتساقط من القش والذرق حينما يقرع الجرس. فنصحه القس بأن يأخذ قطعة من كبدة جمل ويملحها جيدا(كبدة الجمل محرمة عند اليهود) فإن أكله سيسبب له عطشا شديدا. وأن يضع بقرب اللحم دورقا فيه خمرا معتقا (الخمر محرم على المسلم). فحالما يأكل اللقلق كبدة الجمل سيشعر بالعطش حتما، وعندها سيضطر لشرب الخمر، فيسكر وتثقل حركته فلا يستطيع الطيران، وعندما يمكن للشماس ان يقبض عليه ويتخلص منه. اتبع الشـماس وصايا القس بالتمام، وفعلا أكل اللقلق الكبدة وشرب الخمر وسكر، فصعد اليه الشماس وأمسكه من رقبته وسأله :- فهمني بس من أية ملة أنت؟ لو يهودي ما أكلت كبدة الجمل. لو مسلم ما شربت الخمر. ولو مسيحي ما وسخت الكنيسة.
هذا القصة تذكرني بقوات المالكي(سوات) وميليشيا عصائب أهل الحق خلال العملية الإجرامية التي قاما بها في بهرز بالتعاون مع الحرس الثوري الإيراني الذي دخل محافظة ديالى قبل العملية، فقد قامت ملة الأوغاد بإعدام عدد من المواطنين والتمثيل بأجسادهم ومنهم نساء، وتعليق بعض الضحايا على أعمدة الكهرباء، واختطاف عدد آخر من النساء والإعتداء على شرفهن، ولا يعرف مصير بعضهنٌ لحد الآن. علاوة على تدمير وحرق أربعة مساجد وحرق المصاحف فيها. وحرق سيارات السكان وسرقة أموالهم والإعتداء على من لم يقتل، وتهجيرهم( هم كالعادة من أهل السنة) من الناحية وتهديدهم من العودة لديارهم. وفي تعاون سافل مع ملة الأشرار إدعى ما يسمى بمحافظ ديالى يوم 23/3/2014 في وسائل الإعلام بأنه تم تطهير بهرز من داعش وطالب أهالي بهرز بالعودة إلى بيوتهم، متعهدا بسلامة العائدين. فعادت إحدى العوائل بسلامة النية إلى دارها وكانت النتيجة أن قتل جميع أفرادها! فقد تبين إنه فخ أعده شراذمة المالكي بالتنسيق مع المحافط السافل. لا نعرف أين هؤلاء القتلة من قول النبي(ص) ” من أمن كافرًا على دمه ثم غدر به فأنا من القاتل بريء ولوكان مسلما”. فكيف لو كان القتيل مسلما بريئا وليس كافرا مذنبا؟
وفي فيلم سرب عن العملية كان عدد من عناصر سوات يسحلون شابا بالحبال خلفهم، وهم يرددون الصلوات على آل البيت بإعتبارهم من أنصارهم. ولا نعرف هل كان أهل البيت بهذا القدر من الدموية والهمجية فإقتدى بهن أتباعهم؟ كما اقتيدن الزينبيات بزينب في ممارسة المتعة الجماعية؟
وكالعادة كانت حجة داعش والإرهاب وراء العملية الجبانة، التي حاولت الحكومة أول الأمر أن تنكرها، من ثم إدعت لاحقا بأن المدينة سقطت بيد داعش وشنت الهجوم عليها، مثلما إدعى الوغد الإرهابي قائد القوات الهمجية(غيدان) والغريب ان وزير النقل هادي العمري صاحب فضيحة الطائرة اللبنانية، التي أسدل عليها الستار مقابل الإنضواء تحت مظلة المالكي في الإنتخابات القادمة، زار منطقة بهرز وأشاد بالقوات المعتدية على المدنيين! ولا نعرف ما علاقة وزير النقل بالعمليات العسكرية في بهرز؟ ولكن حبل القصير! فقد أشارت معلومات مؤكدة بأن عصائب أهل الباطل وقوات بدر هي التي قامت بالعملية الجبانة، وحضور قائد قوات بدر هادي العامري الى بهرز أكد هذه المعلومات، ولا يوجد تفسير آخر لحضوره. لأنه لا يوجد مطار ولا محطة قطار ولا حتى كراج باصات حكومية في بهرز.
وحاولت عصائب أهل الباطل ان تبرأ نفسها من الجريمة فألقت المسؤولية على جيش المهدي الذي إنشقت عنه، في تصريح بعد إنتهاء المجزرة مباشرة. طبيعي فالمجرم يحوم دائما حول جريمته، وإتهم جيش المهدي بدوره عبر قائده مقتدي الصدر العصائب بتلويث سمعة آل الصدر، وحملها مسؤولية الجريمة، كما يقول المثل” غراب يقول لغراب أنت أسود”. والصدر هذه الأيام مشغول بسمعة آل الصدر أكثر من إنشغاله بمصير الشعب العراقي والوطن المستباح.
رئيس ما يسمى بالبرلمان أخزاه الله، إنسان أضعف من الجرذ فلاحول له ولا قوة على إستضافة قائد عسكري ميداني، فكيف الحال مع القائد العام لقوات المسلخة وليس المسلحة؟ لذا كان لا يعرف ما يفعل في هذه المتاهة الجديدة، فقد جرده المالكي من كل الصلاحيات، ولم يبق له منفذ سوى مناشدة السفير الامريكي والإتحاد الأوربي للضعط على المالكي. مبرهنا على عجزه الدائم.
عندما يكون الإستقطاب الطائفي عبر العدوان على أهل السنة هو البرنامج الإنتخابي لرئيس الوزراء لا نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل. فالعدوان على الحويجة وقتل الأبرياء، والعدوان على أهل الفلوجة في حرب شاملة ضروس تستخدم فيها الطائرات والدبابات والمدافع الثقيلة، والعدوان على بهرز واليوسفية والزبير غيرها من مناطق أهل السنة. الغرض منها دعم المالكي للحصول على الولاية الدموية الثالثة. ويبدو ان هذا ما يريده شيعة العراق. وإلا كيف نفسر السكوت والرضا عن هذه الإنتهاكات وتأييد المالكي وفتح باب التطوع لقواته والخروج بتظاهرات مؤيده له؟
ربما يقول البعض ليس كل شيعة العراق هكذا. نقول هذا صحيح ولكننا نتحدث عن الاكثرية المهرجة وليس الأقلية الخرساء. ثم كيف نفسر موقف مرجعية النجف مما جرى في الحويجة والفلوجة وبهرز وغيرها؟ حيث لم يصدر أي تصريح ينتقد عدوان المالكي على أهل السنة؟ علما ان عدم صدور تصريح أو نقد للمالكي بهذا الشأن من قبل المراجع الأربعة وممثلي المرجع الأعلى في المحافظات والخطباء الشيعة جميعا، إنما يعنى بلا شك وجود توجيه صارم بعدم التطرق لهذه المواقف. وهذا يفسر ضمنا بـأن المرجعية تقف على مسافة واحدة من جرائم قطعان المالكي والميليشيات الشيعية في العدوان على أهل السنة.
هل عناصر قوات سوات وعصائب أهل الحق عراقييين حقا؟ هل هم عرب ومسلمين؟ هل هم من أتباع آل البيت طالما ان جميع عناصرهم من الشيعة؟ هل القتل والسرقة والإغتصاب وتهجير المسلمين والتمثيل بالأموات، وحرق المساجد والمصاحف والمدارس مع تكبيرات” اللهم صلي على محمد وآل محمد” من أفعال آل البيت؟ الجواب بالتأكيد سيكون كلا! معاذ الله؟ فهم أنزه من التقول بمثل هذه الإقوال والإفعال. ويُستشهد بقول الإمام علي لأتباعه بشأن شتم جيش معاوية” أني أكره لكم أن تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبٌكم إياهم، اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم” (“نهج البلاغة/323). فمن لا يرض شتم أعدائه لا يقبل التمثيل بهم.
حسنا من أين أتت هذه الثقافة الصفراء؟ وممن استقاها عناصر قوات سوات وجيش المهدي وعصائب اهل الحق وقوات بدر وجيش المختار؟
إنها في الحقيقة أستقيت من الخطب التحريضية التي يرددها المراجع والخطباء في الحسينيات سيما خلال الجلسات الخاصة، حيث لا يرتادها أهل السنة عادة، فيتحدثون بصراحة عن وصايا الأئمة أنفسهم، أو ما نسب لهم من كيفية التعامل مع أهل السنة، والله أعلم أين الحقيقة؟
يذكر مرجعهم نعمة الله الجزائري “أما الناصبي وأحواله وأحكامه فهو مما يتم ببيان أمرين: الأول في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه نجس وأنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية رضوان الله عليهم”. (الأنوار النعمانية2/306). ويا ريت توقف الأمر على النجاسة، فهم أعداء لآل البيت كما يسميهم الإمام الرضا! عن الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال” شيعتنا المسلمون لأمرنا، الآخذون بقولنا، المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن كذلك فليس منا” (الفصول المهمة/ 225). لاحظ إن الأمام يصف المخالفين لعقيدته بالأعداء! ولأنهم أعداء فيحق قتلهم! إنها وصية إرهابية بكل معنى الكلمة لأن الخلاف في الفكر لا يستوجب القتل. ثم هم أولا زنا على حد التعبير المهذب لمؤسس المذهب جعفر الصادق” يا أبو حمزة أن الناس كلهم أبناء بغايا إلا شيعتنا”. (الروضة/285). لذا لا ضرر من إغتصابهم وسبي نسائهم فهم أولاد زناّ!
ويروي كبير شيوخهم محمد بن علي بن بابويه القمي والملقب عندهم بالصدوق عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب – أي السني-؟ قال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا أوتغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل، قلت فما ترى في ماله؟ قال: توقه ما قدرت عليه”.( علل الشرئع1/6). وهذا شيخ الطائفة يذكر”خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا الخمس”. ( تهذيب الأحكام4/ 122) المهم عند الشيخ الخمس حتى وان كان من القتل والسرقة! إنه تحريض على السرقة وجواز حلها بعد دفع الخمس! إنها شراهة المال وحب الدنيا وملذاتها.
وهذا كبير دجاجلة العصر الخميني يقول” الأقوى إلحاق النواصب بأهل الحرب في إباحة ما اُغْتُنِم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه”. (تحرير الوسيلة1/ 352). وأخيرا قول كبير مراجعهم يوسف البحراني”إن إطلاق المسلم على الناصب وأنه لا يجوز أخذ ماله من حيث الإسلام خلاف ما عليه الطائفة المحقة سلفًا وخلفًا من الحكم بكفر الناصب ونجاسته وجواز أخذ ماله بل قتله”. (الحدائق الناضرة12/323).
من هذه الوصايا الصفراء المقيتة يستمدون عزيمة القتل والنهب والإغتصاب وحرق المساجد والمصاحف والتمثيل بالموتى وكل الموبقات والكبائر! لأنه لا أثم على فاعلها حسب أقوال فلاسفة الدجل. والمحصلة فمرتكبها مصيره الجنة يدخلها مزهوا بجرائمه ودم ضحاياه! فقد نسبوا حديثا للنبي(ص)” يا علي إن الله قد غفر لك ولذريتك و لولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك فأبشر”. (ينابيع المودة2/ باب58).
هل عرفتم العلة؟ وهل لهذه العلة من علاج؟
علي الكاش