أفكر أن أكون هلامياً بلا ملامح واضحة، شيئاً يشبه الظنون تماماً، شيئاً لا تأسره الرغبات لكنه مع ذلك يجيدها، الرغبات كالحب، كالجنس، كالاستمتاع بقطعة شوكلا ذائبة، أفكر أن أتجاوز حدودي وبأن لا أسمح حتى لنفسي بأن تتمادى عليَّ وعلى ما أريد أن أكونه.
أفكر أن أكون قاسياً أكثر قليلاً، في القسوة شيء يلفت اهتمامي أحياناً، القسوة صريحة جداً، وأنا شخص لا يحب الدوران والاحتيال، القساة قد يكونوا موجعين نعم لكنهم ليسوا محتالين، هذا ما أظنه على الأقل، مع أني أفكر بنوع من القسوة الخاصة بي، ربما ذلك النوع الذي يسمح لي أن أكون فيه أنا، ولا يسمح للآخرين بأن يتجاوزا حدود هذه الأنا التي أريد التربع عليها كإله.
افكر أيضاً أن أكون وحيداً، هذه الفكرة تتملكني ما بين الحين والآخر، في إحدى المرات سمعت بقصة شخص عاش الستين سنة الأخيرة من حياته وحيداً في غرفة فندق، لا أعرف لماذا أسرتني مثل هذه القصة، جعلتني أشعر برجفة بداخلي، قريبة من رجفة الجنس تلك، تخيلتني وانا أضاجع الوحدة في تلك الغرفة، نعم قد يبدو الأمر قاسياً حتى بالنسبة لي، لكن لا اعرف من أين تنبع مثل هذه الشهوة بي، شهوة العزلة تلك.