طلال عبدالله الخوري 4\12\2015 مفكر حر
بين ليلة وضحاها اصبحت سورية بلد ال8 مليون زعيم (عدد سكان سوريا 1970) مثل الخاتم بأصبع “حافظ الأسد” عندما نفذ انقلابه, مع ان السوريين كانوا يتندرون آنذاك بأن الضابط الذي يستيقظ ابكر من رفاقه يجمع كتيبته ودباباته ويحاصر القصر الرئاسي وينصب نفسه على البلد!.. فهل للاسد قدرات خارقة لا ندر بها!؟ حتى استطاع بسرعة اسطورية السيطرة على الحياة السياسة والعسكرية والامنية وتسيير الاقتصاد ودفع الرواتب لعمال المصانع الخاسرة ولجيش من الموظفين والعسكريين لا يساهموا بأي شئ بالاقتصاد, واتمام قبضته على كل مفاصل سورية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية؟
القوتان الأستخباريتان الجبارتان العالميتان الروسية” الكي جي بي” والأميركية ” السي اي ايه” يتبنيان قاعدتي اشتباك مختلفتين, الاولى تعتمد على الطاقة البشرية وتجنيد ملايين العملاء من مختلف الجنسيات العربية واللاتينية والاسيوية والافريقية والاوروبية وزرعهم في كل بقعة من العالم, يتجنسون ويعيشون هناك اجيال بعد اجيال كأبناء للبلد, وقد إستفادوا من الانفتاح الغربي على استقبال المهاجرين وتوطينهم, وقد طورا طريقتهم بنقل المعلومات الاستخباراتية للمركز, بينما تحرص هي بنفس الوقت على إحكام اغلاق حدودها لدرجة ان الذبابة لا تستطع اختراقها من دون إذن (كما في سوريا), من جهة ثانية تعتمد المخابرات الاميركية على التكنولوجيا والاستخبارات النوعية, ولديها حدود مفتوحة على مصراعيها, ومن السهولة اختراقها, ولكن هنا العملية اقتصادية بحتة, فالمكاسب التي تجنيها من فتح الحدود اكبر بكثير من الاضرار التي تنجم عن الاختراقات الاستخباراتية الامنية المعادية.
طرق جارنا الروسي في السكن الجامعي باب غرفة زميلنا العلوي الذي كنا نسهر عنده وأمامنا مائدة عامرة بما لذ وطاب من الطعام والشراب والفتيات الجميلات, ليطلب منا خفض الموسيقى التي تصدح بها مكبرات الصوت الضخمة لكي تستطيع رضيعته النوم, وليستيقظ الى جامعته في اليوم التالي والوقت متأخر؟ فوثب عليه العلوي وسلخه قتلة بلدية مشابهة لتلك التي تقوم بها عناصر المخابرات السورية عندما يتبلوا احد المواطنين الدراويش لكي يجعلوه عبرة للاخرين وليزرعوا الرعب في نفوس بقية الناس, مع ان الروسي بطل الجامعة بالمصارعة, فلم يتجرأ ان يرفع نظره او ينبس ببنت شفه, وعاد ادراجه نادما ومتمنيا لو انه لم يفعل. والسؤال هنا: هل معظم الطلاب العلويين واليساريين الشيوعيين والقوميين وحتى من الاسلاميين يتم تجنيدهم بالكي جي بي؟ برأينا الشخصي هذا هو سبب صمودهم الاسطوري لخمسة سنين من الحرب الاهلية في سوريا, لانهم واثقون بان دولة روسية كيجيبية بقوة بشرية تقارب ال 150 مليون نسمة, وقوة حربية عسكرية هي الثانية بالعالم ليس فقط تساندهم لا بل هم جزء منها, هذا عدى عن الدعم الايراني,.. للأمانة: انا كطالب دكتوراة مبتعث من جامعة دمشق حسب معدل التخرج, لم يجندني احد,هههه ربما ليس لدي نفس مواهبهم, ولكن على العكس هددت عدة مرات بسبب انتقادي لسجلهم بحقوق الانسان ووقفت ضد انقلابهم عام 1991.
في مقالنا السابق” الكي جي بي من يحكم سوريا من 45 عاماً وليس عائلة الأسد” فصلنا كيف ساعدت المخابرات الروسية عميلها حافظ الاسد للوصول الى الحكم بمساعدة عملائها من الاحزاب اليسارية والقومية وحتى الاسلامية, ونريد ان نؤكد هنا بأن عائلة الأسد ليس لها قدرات خارقة, وإنما عمل بشار الاسد (ابن ابيه) يقتصر على الظهور الاعلامي, وبعدها يذهب لألعابه المفضلة على الكومبيوتر ومطاردة النساء من موظفيه وبناتهم المعروفات بالاسم, اما إدارة البلد مخابراتيا فتقوم به الكي جي بي, وتنفق ملايين الدولارات سنوياً من ذهب مناجم سيبيريا لكي تسد العجز في مصانع الدولة الخاسرة, وتدفع رواتب جيش من عملاء المخابرات والعسكر والامن وذلك لكي تجعل من سوريا حديقة خلفية لعملياتها الاستخباراتية, ونؤكد بأن مشكلة السوريين مع المخابرات الروسية وليس مع العلويين وهم وطنيون سوريون اصلاء ورطتهم عائلة الاسد بلعبة المخابرات العالمية من دون رضاهم.
مواضيع ذات صلة:ما هي حقيقة المصالح الروسية في سوريا؟
It’s remarkable to pay a visit this website and reading the
views of all mates concerning this article, while I am also zealous
of getting knowledge.