منذ الأزل وفي بداية التاريخ كانت العين على ارض الرافدين ، واسمه العراق (( أرك )) أور ، الوركاء ، وهي مدينة عظيمة ومهيبة ، كان ولا يزال لنا جار لا يستطيع النظر إلا باتجاه الغرب ولهذا اصبح في جمعية الغرب أحمق لايتعلم ، صنعوا له تاريخ وهمي بانه وصل لأوربا ولم يجد احد حتى اثر واحد له في أوربا ، قد تكون أوربا بالنسبة له العراق .؟.
وزارنا عظماء وسفهاء القوم والتاريخ ، واسقطوا أعظم سر حضاريا (( حضارة النمرود )) ، واليوم يسرقون كل نفر والعبيد .
فمنذ سقوط بابل والزوار يترددون بدون حساب وبدون إذن زيارة ، وأعاد التاريخ نفسه منذ سقوط العباسيين على يد الشرقيين وبمساعدة نفس العدو الشرقي الذي تسلل للمنطقة العربية ، كل عرابيد التاريخ والزمن .
وبعد ان عذرناهم إخوتنا في الدين وجلس 400 سنة ثقيلة ، وفرض كل مظاهر الفتن الطائفية منذ ذلك الزمن وزرع الطائفية لكي تضعف هذه الأمة ، ومع هذا هزمه التاريخ وصل الإنكليز مرة أخرى ولمدة طويلة وخرجوا ، وجلس الأمريكان على المنطقة كلها برمتها ، واهدونا دولة جديدة هي إسرائيل ، وكانت الهدايا كثيرة بدايتها (( سايكس بيكو ))…
ومنذ قرن من الزمن أصبحت المنطقة منطقة زلزال لايهدأ ، حتى وصلنا مرة أخرى لسقوط بغداد عام 2003 …
والغريب بعدها بدأت مسلسل ليبيا ، مشاكل في الجزائر ، المغرب ، ووادي الذهب ، وبوليساريوا، والأمازيغ ، علما ان الأمازيغ أصولهم عشائر من اليمن ، وكلمة برابرة أطلقها اليونانيين الإغريق على القبائل الجرمانية …
واهتزت مصر بكارثة الإخوان ، وتقاسمت السودان ، ونهش العراق ، وفرمت سوريا ، وتفجرت لبنان ، وامتد السرطان الحوثي الى اليمن ، وغرقت الحبشة وإريتريا وموريتانيا في ظلام ….0
سرقت النفوط ، والمعادن ، وقتل ، وتشريد ، واغتصاب ، وهجرة ، ومزقت الأوطان …!.
الفرس وفرس أوربا الجدد ، وفرس الله الأحزاب السياسية الدينية المسلحة ، علما وكما اعتقد مرضعهم واحد وهم من نفس الملة ولكنهم يدعون العكس ويلبسون رداء مختلف، فألحقت على الوطن العربي نفس الحقد ونفس النتيجة .
ويحملون نفس الأفكار ونفس الوجوه والأشكال ، وهم رضعوا من نفس الثدي ، وهم كلهم بقايا السبي الفارسي الفكري الأول توزعوا في بلداننا وتعلموا لساننا ونخروا أجسادنا واستخدموا أسماء وانتسبوا لقبائلنا ، وعوائلنا ، وعشائرنا ، نحتاج اليوم لعلم الفراسة لكي نعرف بان عدونا مهما اختلف هو شرقي …
اذا كان في مصر ، او العراق ، او اليمن ، او مراكش ، او السودان ، او سوريا ، او لبنان ، هو شرقي ومن برج النار ، وتجارته الفحم …!.
فنحن اليوم أمام مرحلة مهمة سنعبرها وبسهولة ، غريب طبعا هذا التفاؤل …!.نعم غريب ، ولكن قد شاب الذئب ، وكثرة الذئاب، وبدى زئينه وهي علامات الشيخوخة ونهاية مرحلة العمر (( لابن خلدون )) ..(( الدول مثل البشر … ولادة ، طفولة ، شباب ، كبر ، هرم ، موت )) …
لماذا تلك الهجمة المتفق عليها منذ قرون الطاغوت ، منذ الف سنة واكثر ، ماهي الإشكالية ان تبقى شعوب هذه المنطقة تحت الحضر الحضاري والتكنولوجي ، والتقدم. العلمي ، واغتيال آية ظاهرة تقدمية ، او متطورة ، او صناعية ، او حتى شخصية تاريخية ، ومنع قيام اية دولة إقليمية في المنطقة …؟.
عوامل الغزو النملي لبقعة العسل العربي :-
1_ المناخ المعتدل والصالح للزراعة في كل الوطن العربي ، مقابل مناخ قاري قارس بارد من هنالك أتى النمل الأبيض والأصفر واليوم الأحمر .
2_ الموقع الجغرافي من الخليج العربي شرقا ، الى المحيط الأطلسي غربا ، يعني الهند والصين ، وحتى أفريقيا جنوبا ، وأوربا شمالا ، مما يعني وسط العالم ، والعراق معروف بانه (( صرة الأرض )) …
3_ المياه … انهار ، وروافد ، وينابيع ، وبحار ، مع جمالية الصحراء العربية ، وبحور الرمال ، والبوادي ، والواحات .
4_ العمق التاريخي … (( يقول س. ن . كريمر ( هنا بدء التاريخ ) .)) ، حول الأصالة في حضارة وادي الرافدين اول حرف يكتب ، ومدرسة ، يقول انشئ في هذه البقعة الطيبة اول مدرسة ، فكان اول تلميذ ، وأول معلم ، وأول كتاب مدرسي ، وأول قاموس ، وأول مكتبة ، وأول مجلس تأسيسي تشريعي ، وأول خطوة نحو حرية الرأي ، والديمقراطية ، وأول قانون عرفه الأنسان ، البذرة الأولى التي زرعت بعدها حضارات العرب ، وكان اول بلد استطاع ان يسترجع إبان الثورة العربية الإسلامية وفي أيام الرشيد والمأمون بالذات (( عهده الذهبي )) واشعاعه الحضاري انه البلد الأمين …
5_ الدين … اول دين على المعمورة ، هو دين سومري من ارض شنعار من أور (( الناصرية اليوم )) ، نبي الله إبراهيم باني الكعبة (( كعبة المسلمين )) ، فلقد كان إبراهيم مسلما حنيفا ومعناه الأحناف (( الموحدين )) …
فالإسلام دين السلام وجد حتى قبل الرسالة المحمدية ، والذي تم تشويه صورته اليوم بأشكال (( دعوش ، وحلوس ، وبرغوش الديانة ))… يوجد في العراق فقط 90 نبيا (( خمسون نبيا منهم في الموصل ، وأربعون نبيا يتوزعون في باقي بقاع العراق ))
فكم نبيا موجود في العالم ، ولا واحدا ، هل هذه مصادفة .!!!.
كل الأنبياء ظهروا في العراق والجزيرة العربية وتم تعبيرها على سفينة اسمها المعرفة الى كل أنحاء العالم …
وأخيرا اول جامعة ظهرت على ارض المعمورة كانت في العراق بمعنى جامعة …!.
الزراعة المتنوعة والفصلية المطرية والاروائية ، الثروات من النفط في العالم ، والغاز ، في كل أرجاء الوطن العربي ، والغير مسموح استخدامه في بعض الأجزاء .؟… والخامات فلا تحدث ، من اليورانيوم الذي سرق بعد احتلال العراق الى خامات مهمة في ارض العرب …
6_ غزوات عسكرية … الروم الإغريق ، الرومان الإيطاليين ، الفرنسين ، الترك ، الفرس ، التتار(( الشعب الإصفر ) ، الإنكليز ، ومسك الختام الأمريكان ، مرة أخرى عادت لنا روما ، كل تلك الدول عسكرية تحت عباءة الحرية والديمقراطية ، اليوم حلف تركي فارسي أمريكي ، وحلف إخواني ونصيري وحوثي ومرساوي وقعودي ، كلهم ضباع فارسية المصدر ، فالشكل واحد ، والفعل واحد ، وشعار واحد ، غزوات فكرية ، تنوير، تحرير، ثورة صناعية ، أفكار ثورية ، اشتراكية ، شيوعية ، وحتى نازية ، فرحلتنا الى ديارنا ، واليوم التكية الجديدة ديمقراطية فيزة الأغبياء …
7_ مؤسسات مجتمع مدني … جامعات معاهد لغة مبشرين ، مؤسسات إنسانية ومدنية ، والله كثير يحبونه (( كلش يحبوننا )) .
نحن جاحدون للنعم التي هبطت علينا والغريب بعد هذه النعم ، أصبحنا مفلسين ، جياع ، مشردين ، واليوم اصبح اللون الوحيد المنتشر على ساحة الوطن العربي بالإضافة للخبل تحت عنوان الهداية ، الكل يقطع بسكينته الديمقراطية البقرة العربية الإسلامية تشكركم آدام الله اختفائكم …
حروب لا تنتهي بين العرب وإسرائيل ، العرب وإيران اليوم سابقا العراق ، وإيران العرب في داخل ايران وخارج ايران ، وحروب الربيع العربي شاركت بها فرنسا ، والعالم ، وحتى دول أخوة يوسف …
اما ماهو اخطر شيئا ، وأخطر حربا هي الحرب على اللغة العربية …!.
لقد كان للكنيسة العربية الشرقية دورا جميلا في دعم اللغة العربية ، فكان سفير اللغة العربية جبران خليل جبران ، قائدا في هذا الميدان لان الجذور في المنطقة (( المنطقة الحضارية )) ارتشفتها اللغة العربية من الشجرة الأكدية .
يقول ابن خلدون _ (( ان قوة اللغة في أمة ما ، تعني استمرارية هذه الأمة ، لان غلبة اللغة بغلبة أهلها )) تلك مقدمة مهمة لحقيقة حرب وحروب اللغة ، وضد اللغة العربية ، فصمغ اللغة العربية هي لغتها ….
لهذا تجد غزوة الضاد حدثت منذ زمن بعيد وجائتنا بالأمس ، واليوم تحت عنوان سفارات وقناصل ، وفي ظل الاحتلال الفارسي ، والتركي ، والأجنبي ، (( تفريس ، وتتريك ، وانكلة ، وفرنسية ، وعرب أيدول ، وجيوش الخدم والحشم الآسيويين الذن وصلوا بدلا عن المدام عفوا الأم حكومات )) …
جامعات ومعاهد تدرس بها اللغات الأجنبية بالإضافة للمدارس الأجنبية ، وإرساليات ، ومعونات ، وتبشير ، كلها جميلة ولكن الهدف على الهواء العربي والذي اسمه اللغة …
الغرب والشرق دخلوا بيتها اللغوي ، هم يكرهون لغتنا ، لانها سر بقائنا والصلوات الخمس وصلاة العيد ، ورمضان والشكر كلها باللغة العربية وشعوب وقبائل وأمم أصبحت عربية بسبب تلك الرسالة التي ظهرت في رحم الجزيرة العربية (( نجد والحجاز )) في تلك الأرض المقدسة عربيا وإسلاميا فسر اللغة سرا لايمكن إلغاء او محو تلك الألسنة الناطقة …
فالناطق بالعربية يعلم جيدا من هو ، ومن هو عدوه ، وما هو مستقبله ، فانا ادعوا المسلمين بالصلاة كل يوما بعد العشاء صلاة اسمها صلاة اللغة و الكتاب ونبي الكتاب …
ان تفكيك هذه الأحجية مستحيلة فهي لغز الألغاز وقوة البأس والروئية …