بقر من ورا التاريخ اجو بغفلة من الزمن

منستمع الى قصصهون، بترتجف شرايين وطنيتنا بمرور موجة حامية من الدم اللي عم يغلي..assfamily
منتفرّج على أفلام وثائقية بتحكي عن بطولاتهون ، و عن الملاحم اللي شاركوا فيها ، بتلاقينا مستضيعين رفّة العين منشان ما يفوتنا تفصيل صغير من تفاصيل امجادهون..
ابطال مرّوا من هون.. و بطولات انكتبت من هونيك .. و تاريخ مرصّع بشعار مخطوط بمي الدهب بيحكي عن اسم بلادي المكتوب عالشمس اللي ما بتغيب..
بيسألوك ، وين أبطال سوريا اليوم؟؟؟ ليش بأشد محنة في تاريخ هالبلد ما شفنا رجّال متل يوسف العظمة، و لا قائد متل هنانو، و لا بطل متل الأطرش !!!
و بيستأتفوا تساؤلهم.. معقول ماتت النخوة في سوريا و فقدت هالام قدرتها على إنجاب الأبطال ؟؟
المشكلة ايها المتسائل لا بسوريا و لا بالسوريين..
المشكلة بعدو سوريا..
هل كان رح يتمكّن سلطان باشا الأطرش من قيادة الثورة السورية الكبرى في العشرينات لو قام الفرنسي برمي البراميل المتفجرة على السويداء ، و لو أرسل قطعان الشبيحة الفرنسيين لنهب و سلب مدن و قرى جبل العرب و تعفيشها ، و لو أعطى الضو الأخضر لقطيع البقر لاغتصاب بناتها، و لو قدر يزرع الكره و الخوف و انعدام الثقة بين رجال الجبل الواحد من جهة ، و بين الدروز و جيرانهون في درعا من جهة تانية؟؟؟
هل كان رح يتمكّن يوسف العظمة انو يقود وزارة الحربية بكل شجاعة و بطولة لو كانت قراراتو عم تجي بهديك الايام من بو حيدر المساعد في فرع المخابرات الجوية ؟؟
هل كنّا رح نستمتع بقراءة بطولات ابراهيم هنانو لو قام الفرنسي بتخويف العربي من الكردي، و الكردي من التركماني ، و التركماني من الأرمني ، و الأرمني من الكل، و الكل من العلوي؟؟؟
هل كان تغنّى السوريين بوصول المسيحي فارس بيك الخوري الى شغل منصب وزير الأوقاف الاسلامية لو قال الفرنسي للمسيحيين بوقتها انو انا حاميكون، و وجودكون مرهون ببقائي؟؟
هل كان قدر جول جمال يوصل الى البارجة الفرنسية جان دارك في مياه السويس ، لو كانت المقاومة في هديك الايام حق حصري لأهل اللطم و الندب؟؟؟؟
سوريا ولّادة يا صديقي..
سوريا مصنع يدوي للأبطال ما بيحتاج لا وقود و لا يورانيوم مخصّب و لا حتّى مفاعلات نووية..
رجال سوريا موجودين و لكن المشكلة انو حربهم مع عدو أسدي ما بيفهم شي لا بأصول الحروب و لا عندو نبل العسكري..
بقر من ورا التاريخ، اجو بغفلة من الزمن ، احتلوا بلادنا بالنار و الحديد اللي بتكوي دراع اي فارس ، و بتلهي أتخن شوارب بحماية ولاد بيتو الصغير، و بتحني ظهر أشد مقاتل ، و بتصيب رجولة اي انسان قدّام مشهد ابنو الجوعان..
عدونا ما هوّة فرنسي لتقاوموا بالبارودة، و لا هوّة صليبي لتواجهوا بالفكر، و لا مغولي لتجابهوا بالنار..
عدونا متل الشيطان، لا بحاجة لبطولة لطردوا، و لا لرجولة لاستئصالو..
كلشي نحنا بحاجتوا اليوم، انو ترمي امنا سوريا هالتفاحة بوجهوا، لنرجع نشوف قابيل عم يبوس راس هابيل..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.