كثير منا يعرف قصة أليسار أميرة صور الفينيقية وإبنة ملك صور متّان. وعندما شعر الملك بدنو أجله عام 820 ق.م، طلب منها ومن أخيها بيجماليون حكم البلاد من بعده.
أراد بيجماليون إحتكار المُلْك والثروة فقتل زوج أليسار الثري جداً وصمم على قتلها، فهربت في سفينة كبيرة مع أتباعها وحطَّ بها الرحال على ساحل تونس.
حاصر السكان المحليون أليسار لمنعها من الإستيطان، فقالت لملكهم: إني رسولة سلام وكل ما أصبو إليه هو قطعة أرض لا يتجاوز محيطها محيط جلد بقرة. إستغرب الملك المحلي الطلب وسمح لها بالإستيطان في الرقعة التي إفترض أنها ستكون صغيرة جداً.
قامت أليسار بمعونة أتباعها بقص جلد البقرة لتحويله إلى خيوط رفيعة جداً ثم وصلت الخيوط فيما بينها لتشكل خيطاً طويلاً جداً، مَدَّتْهُ على الأرض على شكل دائرة، ثم بنت مدينتها قرطاجة (قرب تونس العاصمة) داخل محيط هذا الخيط.
ذاع صيت مملكة قرطاجة وأصبحت تشكل تهديداً للإغريق والرومان إلى أن قضوا عليها ودمروها بعد 500 عام من إقامتها.
سوريا اليوم أصبحت مجزأة إلى عشرات القرطاجات وكلها لا تحمل رسائل سلام بل رسائل حقد وتعصب وكراهية.
كل طرف أصبح يتغنى ببقرته بعد أن
شدَّ ومطَّ خيوط جلدها معتقداً أنها ستدوم.
المجتمع السوري واحد وسيمزق الفواصل ويعيد تماسك البلد.
بقرة أليسار ستغطي كامل سوريا، دولة قانون ومواطنة وكرامة إنسانية …