بعران الامة العربية بالمزاد العلني

rodenyقبل 70 سنة ضاعت فلسطين ونحن مازلنا نمني النفس بشرب بول البعير عساه ان يسترد ولو ربع هكتار من القدس.
وقبل اقل من سنتين ضاعت الموصل الحدباء ومازلنا نعتقد ان “المنتظر” سيكون سفاحا بسيفه يذبح الظالمين وينتصر للمظلومين بعد ان يركضوا وراءه تباعا.
واستشهد اكثر 1700 عراقي في سبايكر ومازلنا نعتقد ان استعمال السكين في تقطيع الخبز حرام ،ومافائدة الايدي اذن؟.
بعض الفلسطينيين ارادوا ان يأخذوا ثأرهم من اسرائيل فجاءوا الى بغداد لينتحروا.
لايهم… فالموصل لها رب يحميها وما علينا سوى البحث اكثر عن الورقة الخضراء ففيها الشفاء العاجل لكل مانعانيه.
شهداء سبايكر سيذهبون الى الجنة بدون سؤال بعد ان يعلّق”جبرائيل” باجا على صدر كل واحد منهم ويشم رائحة فمه ليتأكد من انه شرب بول البعير.
بعض السعوديين حفظهم الله يغسلون وجوههم في الصباح الباكر بهذا البول طلبا للمغفرة وعملا باصول السنة.
بعضنا ،وهم كثر، باعوا الانبار بوريقات وتصالحوا مع الشيطان ونزعوا الغيرة واستبدلوها ب”الغرغرة”.
ماذا بقي لدينا؟.
لدينا الكثير ايتها السيدات والسادة.فنحن نفطر على صحن ديمقراطية ونتغدى بماعون حرية الراي ونتعشى بطاسة حلم بنفسجي ولكن لاطعم له ولا رائحة.
بعض اطفالنا تعلموا اثناء ذهابهم الى المدارس الطينية كيفية نزع الحذاء البلاستيكي كي لا تصيبه حبة طين وبعضهم الآخر آثر ان يرتدي الدشداشة الرمادية لأنها تتحمل آثام مياه المجاري.
امس فقط رقص الكثير من النواب على انغام موسيقا صرف غلاء المعيشة مع بند جديد اسمه تحسين المستوى المعيشي وزيادة مخصصات الحماية،لم لا ونحن في عصر الرفاهية البرطمانية.
ورغم ان هؤلاء البرطمانيين يستنكفون من شرب بول البعير الا ان بديلهم هو شرب النبيذ الخالي من الكحول في بيروت ودبي وضواحي لندن.
لاباس يااولاد الملحة ان يكتشف بعض الشرفاء في بلاد الكفار ان الارقام الفلكية لعدد كبير من المسؤولين العراقيين تكفي لسد قوت الشعب 3 سنوات دون ان يبيعوا برميلا واحدا من النفط.
اما مؤتمر برلمانات الدول الاسلامية الذي سيعقد قريبا في بغداد فسياخذ ماتبقى من خبز الفقراء بصاية سليم الجبوري ورهطه الاجاويد.
ويبقى حيدر العبادي رجل المواقف المزروفة المحاطة بالآف المؤامرات والتهديدات ووقوف المالكي “سكينة” خاصرة لكل مايريد القيام به.
فاصل مزورجي: فضيحة مدوية تهز الدولة العراقية بعد اكتشاف تزوير وزير التعليم العالي السابق علي الاديب لشهادته الجامعية
ليش لا،ليس الاول ولا الاخير..

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.