هيلدا المعدراني : جنوبية
شنّ تنظيم داعش هجوما مباغتا على منطقة البوكمال السورية بمحاذاة الحدود العراقية، وتمكن من اخراج الجيش السوري ليبسط سيطرته مجددا هناك، في مشهد يثير تساؤلات حول توقيت واسباب عودة التنظيم الارهابي بقوة.
في خضم التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط وتحديدا في سوريا، والتسوية الكبرى القادمة التي تفرض تبادل الاوراق بين الافرقاء وسط صراع على تقاسم النفوذ، وبعد توافق كافة الاطراف وعلى رأسها روسيا بالاعتراف بإنهاء تنظيم داعش “و النصر” الذي اعلنه بوتين من قاعدة حميميم، عاود التنظيم الارهابي ليضرب بعنف في كل من سوريا والعراق، الامر الذي ينفي مزاعم القضاء عليه.
عودة داعش من بوابة “البوكمال” الحدودية بين سوريا والعراق، يربطها مراقبون بتطورات ميدانية وعسكرية من جهة، واخرى سياسية لها علاقة بوجود التنظيم ذاته، كما ودوره وارتباطاته المخابراتية مع دول وجهات اقليمية تفيد من انبعاثه الارهابي المتجدّد.
الحلبي: داعش يرتبط بجهات ايرانية وبنظام الاسد
المحامي والناشط المدني نبيل الحلبي أكد في حديث لـ”جنوبية” ان “تنظيم داعش بطبيعته الارهابية يرتبط بجهات مخابراتية وتحديدا نظام الاسد والنظام الايراني، سواء في العراق اوسوريا، وحاليا نعلم ان هناك صحوة عراقية – عربية – شيعية تحاول كف يد ايران ونفوذها بشكل ملموس وخاصة بعد الانتخابات العراقية” واضاف “شهدنا كيف استهدفت التفجيرات الاخيرة معاقل مناصري مقتدى الصدر في جنوب العراق، وهو امر نضعه في سياق اعادة تخويف العراقيين والسوريين وحتى المجتمع الدولي ان داعش لا تزال تشكل خطرا”.
من جهة اخرى رأى الحلبي ان “ما حصل في البو كمال حيث تتواجد ميليشيات ايرانية واخرى لحزب الله وانسحاب وتراجع الجيش السوري هناك امام هجوم تنظيم داعش بعد ان كانت محاصرة عمليا، تُفسّر وكأنها عملية استنهاض لتلك القوى سواء في العراق او في شرق سوريا لإيجاد مبرر لوجودها تحت حجة محاربة الارهاب وتخويف الغرب على وجه الخصوص ان داعش لا يزال متواجدا.”
واشار الحلبي الى انه “بوجود توجّه اقليمي ودولي يقضي بإبعاد ايران عن الملف السوري والعراقي، تحاول الاخيرة استغلال كل الاوراق لديها لتبرير وجودها، اما في موضوع القصير والقلمون نعلم ان هذه المناطق خاضعة لنفوذ حزب الله مباشرة ولا يُخفى ما حصل في تلك المنطقة تحديدا العام الماضي، حيث كان وجودها بمثابة شماعة لحزب الله من خلال محاربته المجموعات التكفيرية هناك، ولكن شاهدنا انه عندما اتخذ الجيش اللبناني قراره بطلب وطني اولا ثم اميركي بإنهاء وجود المجموعات الارهابية في الجرود اللبنانية وعلى الحدود مع سوريا، وجدنا كيف سارع حزب الله من الجهة السورية الى انقاذ هذه المجموعات عبر نقلها في الباصات الى دير الزور، حيث تشن الان هجوما مضادا،” وتابع “هذا خير دليل ان هذه المجموعات تديرها اصابع ايرانية، وبالتالي وجدت روسيا والمجتمع الدولي بشكل عام ان وجود حزب الله في هذه المناطق لا يمكن تبريره على الاطلاق الا كاحتلال”.
واعتبر الحلبي انه” في هذه المرحلة تحديدا حيث يتم العمل على اعادة اللاجئين السوريين الى قراهم وتحديدا اولئك الذين اتوا من تلك المناطق، اصبح هناك رغبة دولية بتواجد الشرطة العسكرية الروسية في تلك المناطق، والتي قد تشكّل ضمانة لاعادة اللاجئين المعارضين باعتبار ان هذا النموذج تم تجربته في احياء حلب الشرقية وضمان حفظ الامن في هذه المنطقة، وفرض سلطتها حتى على عناصر الجيش السوري بعد قيامه بعمليات سرقة ونهب لبيوت الغائبين والهاربين من السكان” مضيفا” طبعا حزب الله يستفيد من تواجده في القصير اقتصاديا، وهو متمسك به لانه يستفيد من مناطق التهريب القائم من خلالها، وحتى زراعة الحشيش في تلك المناطق خاضعة لسيطرة حزب الله ايضا”، وهذا كله حسب رأي المحامي الحلبي.
جابر: سيطرة الجيش السوري على البوكمال هي ممنوعة حاليا
العميد الركن الدكتور هشام جابر من جهته قال لـجنوبية” “اكدت سابقا ان داعش لم ينتهي في سوريا ولا في العراق، ولكن داعش كان جيشا نظاميا اي يقتني دبابات وصواريخ وترسانة اسلحة لا ينقصها الا الطائرات الحربية، وداعش لديه ثلاثة وجوه : وجه كجيش نظامي بمجموعات كبيرة، وآخر على شكل مجموعات صغيرة تمارس تكتيك حرب العصابات وليس التكتيك العسكري، اي مجموعات تقوم بعمليات كر وفر ونصب كمائن وضرب عدوها وجعل المنطقة التي تقيم فيها غير آمنة، اما الوجه الثالث فهو وجودها في سوريا والعراق فوق الارض وليس بشكل مخفي وتتوزع على خمس اماكن في سوريا في جنوب وغرب دير الزور وفي منطقة الميادين وفي ريف تدمر وفي الحدود العراقية- السورية في اكثر من موقع، وفي منطقة الرمادي في العراق”.
واضاف جابر“حاليا مجموعات داعش تظهر في البوكمال السورية حيث تواجدها، ومنذ ثلاثة ايام عبرت خط البو كمال – دير الزور، وهي طريق حيوية تقطعها بشكل ظرفي وليس بشكل دائم، ما يؤكد ان الوجود الداعشي في سوريا مستمر ولكنه تحوّل الى الوجه الثالث وفق ما ذكرنا، وهو الوجه الاخير له بعد ان انتهى فوق الارض ليتحول الى خلايا ارهابية نائمة تستيقظ وفق توقيتها وتطلق ذئابا منفردة، اما حرب العصابات التي تقوم به الان فهو امر اخر وهو ما يجري حاليا، ولكنه يتعرض لعقبات عدة”.
واذا اعتبر جابر ان دور داعش مستمر، قال “كان باستطاعة طائرات التحالف ان تقضي على هذا التنظيم خلال ايام معدودة في حال معرفة اماكن تواجده، علما ان هناك موانع تفرض على القوات السورية عدم التعرض لهذا التنظيم، خاصة بعد هجومه على تدمر حيث حصلت مجزرة بحق عناصر في الجيش السوري والقوات الحليفة له” مؤكدا ان “الجيش السوري بمشاركة حلفائه الروس والايرانيين يمكنه القضاء على داعش اذا اتيح له، ولكن هناك موانع اهمها ان سيطرة الجيش السوري على المنطقة الحدودية مع العراق يشكّل خطا احمر في الوقت الحالي.”
يبقى ان توقيت عودة داعش القوية الى الحدود السورية العراقية يحمل اكثر من دلالة، خصوصا في ظل النزاع الحاد الروسي الاميركي، وطلب ترامب الصريح من بوتين ان يخلي سوريا من الايرانيين وحزب الله قبل الحديث عن اي حل يحفظ نظام بشار الاسد او يطيح به.
١: بكل بساطة حلل من المستفيد من عودتها ألان ستكتشف من ورائها ؟
، ٢: لقد أثبت في مقال قبل سنتين وبعشرة أدلة أن داعش وحتى القاعدة قبلها صناعة إيرانية ، تامل ماذا حدث بقلاع السنة (الموصل والانبار وصلاح الدين) على يد الدواعش لتجد مَن يسقط وراهم ، سلام ؟