بعد خراب البصرة ياشريف

azharيظن شيخ الازهر احمد الطيب انه يستطيع بزيارة العراق ان يمحو الخطيئة التي وقع فيها حين اطلق مزاعم ضد قوات الحشد الشعبي الى جانب الجيش العراقي والتي كانت بدافع التحريض وزرع النعرة الطائفية خصوصا وانه استلم المعلوم من احدى دول الجوار.
المعلوم كان 3 مليار دولار وهو مبلغ يسيل له لعاب أي رجل دين لاعلاقة له بالدين.
وحين احس الطيب انه جوبه برد فعل عنيف على المستوى الشعبي ان كان داخل العراق او خارجه صرّح امس بانه على استعداد لزيارة العراق والالتقاء مع المراجع الدينية فيه من اجل تعزيز التقارب بين السنة والشيعة ومناقشة مكافحة الجماعات الارهابية مثل تنظيم داعش (خط عريض تحت كلمة مثل).
لنسجل هذه النقاط وامرنا لله:
1-الازهر الشريف استلم رشوة للهجوم على الحشد الشعبي بغية زرع الفتنة وهو بعد ذلك لايمكن اعتباره شريفا باي شكل من الاشكال.
2-الحشد الشعبي شأن عراقي محض وتقييمه سلبا او ايجابا هو من اختصاص ناسه وليس هناك من قوة بالارض يمكنها ان تضع انفها في ذلك الا اذا كان الامر هو لدق اسفين الطائفية.
3-الطيب لايعرف مطلقا كيف يفكر الشعب العراقي وحتى لو عرف فان الدولارات تعمي البصر والبصيرة.فهو لايدري ان العراقي سني وشيعي في آن واحد اذا كان الامر يتعلق بمستقبل الوطن، كما انه لايعرف ان غيمة الطائفية عابرة وستزول الى حين وسيبقى العراق بكل اطيافه واحدا لايتجزأ.
4-لا ادري كيف بلغ بالشيخ الطيب هذا الشطط حين ادعى انه يريد لقاء المراجع الدينية لتعزيز التقارب بين الشيعة والسنة ومناقشة طرق مكافحة الارهاب ومنها داعش.
نقول له اين كنت ايها الطيب منذ سنوات حين كان مواطنينا يقتلون يوميا ومازالوا بغض النظر عن كونهم شيعة او سنة وهل سيادتك تأتي الان وتريد مناقشة مكافحة الارهاب.
لعمري انك في غاية السذاجة فكلنا نعرف ان مناهج الازهر “الشريف” هي التي يطبقها رجال داعش بالحرف والفعل ،وطلابك ايها الطيب تخرجوا وسيتخرجون دواعش بامتياز فكيف اذن تريد ان تكافح الارهاب؟وكيف تريد ان تقارب بين الشيعة والسنة بالعراق؟.
دول عليها الاعتماد ماتزال “دايخة”في ايجاد طريقة للقضاء على داعش فكيف انت بمفردك تحلم بالقضاء عليه.
ومن قال لك ان الشيعة والسنة بالعراق غير متقاربين حتى تريد ان تعزز التقارب بينهما.
انك لعمري اعمى البصيرة.
دع رجال العلاقات العامة عندك يحصون كم سنيا تزوج من شيعية وبالعكس،وكم كرديا تزوج من عربية وبالعكس.
لن نقبلك ضيفا عندنا خصوصا وانك لم تجرأ لحد هذه اللحظة ان تدين افعال داعش،اتعرف لماذا؟لأن ممارسات داعش ،كما قلت،هي من ضمن منهاج الازهر الشريف،ياشريف.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.