بشهادة أحد مرافقيه.. صور من حياة «مفتي البراميل»

muftisyrhassonمتابعات: العرب القطرية

ارتبط اسم مفتي النظام السوري أحمد بدر الدين حسون بالبراميل المتفجرة التي أزهقت عشرات الآلاف من أرواح الأبرياء في مدينته حلب وغيرها، ولقبه السوريون بمفتي البراميل منذ دعا أواسط العام 2015 لإبادة حلب بهذه البراميل.

وعلى الرغم من أن دعواته التي أطلقها العام الماضي لإبادة أحياء حلب لم تكن بجديدة في مواقفه وتصريحاته المتلونة على هوى نظام الحكم في سوريا، فقد كانت من أكثر ما أثار نقمة السوريين على شخصية تعتبر نفسها الواجهة الدينية لسوريا، وفقا لموقع “كلنا شركاء”.

أحمد بدر الدين حسون، نجل العلامة الحلبي المعروف محمد أديب حسون، الذي استغل شهرة والده ليجمع حوله آلاف المؤيدين له، ليكونوا سلماً يصعد من خلالهم إلى العلاقات الوطيدة مع المسؤولين الأمنيين في حلب ثم في سوريا في عهد حافظ الأسد، ثم نجله بشار، وتدرج بسلم علاقاته الأمنية حتى وصل رأس هرم السلطة وتم تعيينه كمفتٍ لسوريا عام 2005.

“كلنا شركاء” التقت مع مرافق المفتي الشخصي الذي فضل ألا ننشر اسمه، للحديث عن شخصية مفتي النظام في مرحلة ما قبل الثورة وما بعدها. حيث قال إن المفتي “أحمد حسون” يعتبر نفسه الرجل الأول في حلب، وصمام الأمان لها.. كان كل يوم خميس يجمع رؤساء الأفرع الأمنية، ويعطيهم التعليمات التي تأتيه من القصر الجمهوري عن طريق العميد “فايز جمعة”، أي أنه كان بمثابة رئيس اللجنة الأمنية في حلب مع أنه من المعروف عند النظام أن رئيس اللجنة الأمنية هو أمين فرع الحزب، وفوق ذلك كان القصر الجمهوري يأخذ تقييم عمل الأجهزة الأمنية ورؤسائها منه.

وأضاف أن النظام كان يوكل له دور تهدئة حلب في بداية المظاهرات باعتبارها المحافظة الثانية بعد العاصمة دمشق، وتابع المرافق (م. ن) حديثه ملخصاً أهم المواقف والمراحل التي مر بها حسون حتى وصل إلى لقب “مفتي البراميل”.

علاقته بالقصر الجمهوري

كانت تربطه علاقة غير طبيعية مع العميد “فايز جمعة” حيث كان ينظر إليه على أنه الرجل الثاني بعد بشار الأسد، وسمعته ذات مرة يقول عنه: لو أن الدكتور بشار الأسد سمح لي أن أذهب وأقبل أرجل سماحة المفتي ” أحمد حسون” لدوره الكبير في حلب، وطريقة إدارته للوضع الأمني لفعلت وما ترددت.

موقفه من الثورة

كانت التوجيهات تأتيه لمعالجة أي ثغرة في حلب، فكان عليه إسكاتها، وإغلاقها، ومعالجتها بشتى الوسائل أمنياً أو مادياً، وكان يعطي أوامره “لزين بري” لقمع لمظاهرات، وأذكر يوماً الزعيم “الرج” في “عندان” قاد المظاهرات في البلدة، وكان الممول المالي في تقديم السلاح للثوار، أرسل خلفه والتقى به، وعرض عليه ما يريد، وقال له بالحرف الواحد: نحن جاهزون لكل ما تطلبه مقابل أن تسكت الناس، وحاول أن يغريه بمبالغ كبيرة، وكانت توجيهات القصر تقول له أعطه أي مبلغ يطلبه وأي طلب يطلبه هو مجاب، فكان رد “الرج” بالرفض قولاً واحداً، وقال له: إن الشعب هو من قام بهذه الثورة، وأنا أقف مع هذا الشعب، وأنا أخوهم الكبير، وخادم لهم وهم يطالبون بالحرية. استشهد رحمه الله في إحدى الغارات الجوية على البلدة.

شبيح بامتياز

كان منزله يطل على حي الجامعة في حلب، وأي مظاهرة كانت تخرج تشاهد من بيته، وعندما يأتي الأمن ويطارد الطلاب يهربون، وعندما يصلون إلى أمام بيته كانت أوامره للحرس والمرافقة بإلقاء القبض عليهم وتسليمهم إلى عناصر الأمن. كان صلة الوصل بين بيت بري، والقصر الجمهوري لقمع المظاهرات من شبيحة بيت بري.

من أملاكه

يحكى عن والده أنه كان من أهل الله حيث كان ينام في المسجد، وكان يعيش على الكفاف، والمال الذي يعطى له كان ينفقه في سبيل الله، ولم يكن عنده ثروة يورثها لابنه.

أما عند الابن فتعتبر المادة هي على رأس أولوياته، وهي فوق كل اعتبار، الذي أعرفه أنه يملك فيلات عديدة، وعنده 14 سيارة، وأرصدة بالبنوك له ولأولاده.

عنده مزرعة في ناحية “الزربة” تعتبر من عجائب الدنيا السبع وتقدر بـ 100 مليون ليرة سورية (مليوني دولار) ما قبل الثورة.

ماذا كان يأكل؟

أكله كله جاهز يأتيه الطعام من مطعم خاص يثق به دائماً، يرسل له الخواريف المحشية، ولحم بعجين، وعش البلبل، وكل ذلك ضمن برنامج يومي.

علاقته مع أولاده

عنده أربعة أولاد، ولا يوجد عنده بنات، وسارية ابنه هو الولد الخامس الذي قتله النظام.

قبل الثورة كان أولاده يتوسطون والدهم لتسيير أمورهم الخاصة عند المسؤولين، وأما بعد انطلاق الثورة فباتت اتصالاتهم مباشرة معهم، وأصبح طلبهم مجابا، ولا يقف في وجههم حاجب ولا بواب، وانطلقت يدهم مع جميع قادة حلب.

أولاده.. الولد الأول “عبد الرحمن” هو شبيه بوالده منافق يمشي على خطى والده.

والولد الثاني .. “أديب” نصف مجنون.

والولد الثالث “عناية الله” هو العقل التجاري لوالده (أعماله وتجارته) ، هو الواجهة الخلفية لأبيه من خلال الواسطات للناس، والمكاسب المادية.

والولد الرابع .. “ملهم ” أهدى صاحبته طقم ذهب بقيمة 250 ألف ليرة سورية بمناسبة عيد الحب.
كان “أحمد حسون” مكروهاً من قبل إخوته، وعلاقته معهم سيئة للغاية.

ظهوره على الإعلام

هو لا يصرح بشيء إلا إذا جاءته التعليمات من القصر الجمهوري بأنه في الساعة الفلانية سيأتي التلفزيون ويلتقي بك ويجب أن تتحدث حول كذا، وكذا، وأذكر يوم انشقاق عبد الجليل السعيد وهو في الحقيقة لم يكن موظفاً عنده، ولكن كان يتردد عليه، فاتصل به القصر الجمهوري، وقال له يجب أن تتحدث في خطبة الجمعة عن هذا الموضوع.

دوامه

دوامه في دمشق يوما الأربعاء والخميس، وباقي الأسبوع في حلب في جامع الروضة.

كان لا يصلي الأوقات الخمسة في المسجد، وإنما فقط صلاة الجمعة.

طلبات الناس كانت ترمى وراء ظهره في حاوية القمامة إلا الطلب الذي يستفيد منه مادياً أو له مصلحة من مقدم الطلب.

المشايخ الذين يتواصل معهم كان الشيخ الوحيد الذي يتردد عليه هو الدكتور “محمود عكام”، وشيخ آخر من مدينة بانياس، كانت أغلبية المشايخ تبتعد عنه لأنهم يعرفونه جيداً، ومكشوف بالنسبة لهم ، من المشايخ الذين يناصبوه العداء الشيخ “محمود الحوت”، و”صهيب الشامي”.

بالمختصر من خلال مرافقتي “لأحمد حسون”، وقربي منه هو وأولاده عائلة شبيحة بامتياز.

م . م /م.ب

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.